-

مظاهر الجمال في هيئة الرسول وسلوكه

مظاهر الجمال في هيئة الرسول وسلوكه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

رسول الله صلى الله عليه وسلم

الرسول صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق وأعلاهم منزلة؛ فقد أرسله الله هادياً للخلق كافّة، وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، وجعله أجمل البشر خلقاً وخُلقاً، ولهذا أمرنا الله تعالى أن نقتدي بهديه صلى الله عليه وسلم، ونتحلّى بصفاته لنقتبس ولو شيئاً يسيراً من جماله صلى الله عليه وسلم.

هيئة الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد وصلنا وصف شكله صلى الله عليه وسلم من الصحابة الكرام، فكان عليه الصلاة والسلام أجمل البشر، مُتوسط القامة، وعريض المنكبَين، وغليظَ اليدين، وواسع الفم، وأشكلَ العين، وقليل لحم العقبين، وكان شعره جميلاً؛ ليس بالقصير المُلتفّ على بعضه، ولا بالطّويل المُسترسل، وبين كتفيه خاتَم النّبوّة مثل بيضة الحمامة، كما أُعطي عليه الصلاة والسلام قوّةً أكثر من قوّة الرّجال، فكان الصحابة عليهم رضوان الله إذا اشتدت المعركة احتموا به صلى الله عليه وسلم، فكان أقربهم إلى العدو، وأمّا رائحته صلى الله عليه وسلم فكانت أجمل من المسك، فكان الصحابة يجمعون عرقه ويتطيبون به، ووصف أنسٌ الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون- أبيض مستدير-، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم) [رواه مسلم].

أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

أخلاقه صلى الله عليه وسلم هي أخلاقٌ لا يضاهيه فيها أحد، فوصفت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخلاقَه صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن) [صحيح الجامع]، فكان عليه السلام أحلم الناس سواءً مع الكبير أو الصغير، ومع الخادم قبل السّيد، فما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قطّ إلا عند انتهاك حرمات الله تعالى، فعندها فقط كان يغضب.

كان عليه الصلاة والسلام خير النّاس مع أهله، وأمر النّاس بفعل بالخير مع أهلهم، فليست من شِيَم الرّجل ذي الخلق الرفيع أن يكون سيئ التّعامل مع أهله حسن الخُلُق مع غيرهم، فكان عليه الصّلاة والسّلام يُمازح أهلَه، ويلاطفهم، ويُعينهم في أمورهم، ويُخيط ثوبه، ويخصف نعله بنفسه، حتى كان عليه الصّلاة والسّلام إذا شربت عائشة رضي الله عنها من الإناء أخذه منها فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان عليه الصّلاة والسّلام أعدلَ النّاس حتى لو على أهله، وكان لا يُكثر الكلام، ولا يتكلم إلّا فيما يعنيه، وفيما يسأل فيه الله تعالى الأجر والثواب، وكان إذا تكلّم بيّن ما يتكلَّمُ به، فلا يتكلم بسرعةٍ ولا ببطء.

أمّا خلقه عليه الصّلاة والسّلام مع الأطفال فكان يتصّف بالرحمة أوّلاً، فإذا سمع بُكاءَ طفلٍ في الصّلاة أسرع فيها مخافةً على أمّه أن تفتن، وكان يحمل ابنة ابنته وهو يُصلّي بالنّاس إذا قام، ويضعها إذا سجد، ونزل عليه الصّلاة والسلام أيضاً ذات مرّة عن الخطبة ليحمل الحسن والحسين رضي الله عنهما عندما رآهما يمشيان فيعثران، وبهذا كان عليه الصلاة والسّلام يعتني بالأطفال في مرحلة الطّفولة، ويعلمهم الأخلاق الحميدة كونه قدوةً صالحةً لهم، ولم يكن تعامله مع الخدَم أقلّ شأناً، فلم يضرب عليه الصلاة والسلام خادماً ولا امرأةً ولا طفلاً ولا شيئاً قطّ، إلّا أن يجاهد في سبيل الله تعالى، ولم يكن يتكلّم مع خدمه إلّا بالكلام الطّيب.

رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلٌ في كلّ أشكاله وأخلاقه وسلوكه، ولا يُمكن حصره في كلماتٍ قليلة؛ إذ إنّ هناك العديد من الكتب التي تشرح أخلاقَه صلى الله عليه وسلم وجمالها، ومع هذا فإنّها لا تفيه حقَّه صلى الله عليه وسلم، إذ يكفيه أنّ تعالى قال فيه:"'(وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4].