مفهوم الرثاء عند العرب
الرثاء
جعلت العرب لكل مناسبة من المناسبات كلاماً وشعراً يُناسبها ويُقال فيها، فعند فراق وموت الأحبة والأهل ينظم الشاعر قصائد تصف ما تجيش به نفسه من حزن وحسرة على ألم الفراق، وهو ما يُسمى بالرثاء، حيثُ يضم عدة ألوان منه الندب، والنحيب، والعزاء، والبكاء. سنتعرّف في هذا المقال على مفهومه لغة واصطلاحاً، وعلى أقسامه، ومراحل تطوره.
مفهوم الرثاء عند العرب
الرثاء لغةً: من رَثَی، رَثْياً، ورثاءً، ورثايةً، ومرثاةً، ومرثيةً، ورثى الميّت أي بكاه بعد موته، وعدّد محاسنه.أما اصطلاحاً فهو أحد فنون الشعر العربيّ البارزة والمعروفة، بل ويتصدرها من حيث صدق التجربة، وحرارة التعبير والمشاعر، ودقة التصوير والتشبيه، وهو أيضاً التفجع على الميّت، وذكر مناقبه ومحاسنه والتأثر بمآثره، حيثُ يستخدم الشاعر في قصيدته جميع الأساليب من نداء، واستفهام، وتعجب، واستثناء.
ألوان الرثاء
للرثاء ألوان ثلاثة هي:
- الندب.
- التأبين.
- العزاء.
مراحل تطور الرثاء
يعتبر العصر الجاهلي أغنى العصور العربية شعراً، حيثُ تعددت أغراضه وموضوعاته، ومن تلك الأغراض التي أكثر منها الشاعر الجاهلي الرثاء، فهو إمّا يبدأ قصيدته بالمنهـج الجاهليّ المتبع من الوقوف على الأطلال، وإمّا أن يباشر بالرثاء بسبب طغيان مشاعره، دون مراعاة للأسلوب السائد آنذاك. أمّا في العصور اللاحقة فقد تطور شعر الرثاء، حيثُ أدخل الشعراء ألفاظاً، ومعانيَ، وصوراً شعريّة جديدة تناسب العصر الذي يعيش فيه.
أصناف شعر الرثاء
يضم شعر الرثاء في العربية ثلاثة أصناف تبعاً لطبيعة المرثي، وهي كما يلي:
- رثاء الإنسان، ويكون إمّا برثاء فرد من أفراد العائلة، أو برثاء الأصدقاء والأحبة.
- رثاء غير الإنسان، يكون برثاء الوطن، أو المدن، أو الحيوانات، كرثاء البصرة، ورثاء الأندلس.
- رثاء النفس، وهو نوع خاص يرثي فيه الشاعر نفسه عندما يشعر بدنو أجله، أو تذكره لمشاعره الأليمة نتيجة لوقوعه في أمر أو مصيبة ما.
أشهر شعراء الرثاء
لمعت مجموعة من الشعراء في كل لون من ألوان الشعر العربي، فهناك من اشتهر بالمدح، وآخر بالفخر أو الغزل، أمّا في الرثاء فقد أجمعت كتب العربية على أشهر شعرائه، وهم:
- الخنساء: والتي اشتهرت برثاء أبنائها بعد استشهادهم في معركة القادسية،وكذلك في رثاء أخيها صخر.
- فاطمة الزهراء رضي الله عنها، والتي اشتهرت برثاء أبيها عليه الصلاة والسلام.
- أبو ذؤيب الهذلي: وقصيدته المعروفة في رثاء أبنائه الأربعة الذين توفوا بسبب إصابتهم بالحمّى.
- علي الحصري القيرواني: في رثاء ابنه عبد الغني وذلك في ديوانه الذي سماه" اقتراح القريح واجتراح الجريح".