موضوع تعبير عن التعاون
التعاون
يمكن تعريف التعاون بأنّه مساعدة الناس بعضهم لبعض في إنجاز عملٍ ما، حيث يعتبر التعاون شكل من أشكال الإنسانية، فلا يمكن لأحد منا العيش دون الآخرين والتفاعل معهم، حيث يعمل التعاون على نشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع.
يعتبر التعاون من الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان، كيف لا وقد حث عليه ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم، حيث كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقدم المساعدة لصحابته رضوان الله عليهم بنفسه في بناء مجتمع المدينة؛ وذلك تشجيعاً منه على العمل والمشاركة في إنجاز الأعمال، لما للتعاون من منافع تعود على الفرد وعلى المجتمع، ومنها: زيادة التآخي والترابط والرحمة بين أفراد المجتمع، والقضاء على الانعزالية والشعور بالوحدة والأنانية، وجعل الأشخاص اجتماعيين، كما أنّه يساعد على إنجاز الأعمال في وقتٍ أقل ويقتصر الكثير من الجهد، ويُكسب الأشخاص الثقة بأنفسهم من خلال منحهم شعوراً بأهميتهم ومكانتهم في المجتمع، كما يُعزّز التعاون الشعور بالعطاء، ويساعد على تحقيق النجاح والوصول إلى الغايات والأهداف.
ومما يؤكد على أهمية التعاون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ...)(رواه أبو هريرة)، حيث سعى النبي لقضاء حوائج المسلمين وإعانتهم، وقد كان يفعل ذلك منذ صغره وقبل أن يُبعث بالنبوة.
وللتعاون صور كثيرة في حياتنا اليومية، منها: مساعدة الأبناء لآبائهم في قضاء الأعمال المنزلية، وتعاون الأزواج فيما بينهم لقضاء حوائجهما، ومساعدة الجيران لبعضهم، والتعاون في العمل بين الموظفين لإنجاز الأعمال المطلوبة منهم على أكمل وجه، ولعل أجمل صور التعاون مساعدة الصغار لكبار السن، ويمكن تحقيق التعاون من خلال توعية الآخرين بأهمية التعاون وفضله على المجتمع.
لا يمكن الاختلاف على أنّ التعاون ركيزة أساسية لقيام المجتمعات الناجحة، حيث إنّ التعاون يخلق بين الناس الاحترام المتبادل والمودة، ومما لا شك فيه أنّه يساعد على تقدم الأفراد وتطور الأمم، لذا علينا جميعاً أن نتعاون لتحقيق أهدافنا.