والد النبي محمّدٍ -صلى الله عليه وسلم- هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المتصل أخيراً بإسماعيل وإبراهيم عليهما السلام، وأمّا إخوته فكانوا تسعةً؛ وهم: الحارث، وأبو طالب، والزبير، وحمزة، والغيداق، والعباس، وأبو لهب، والمقوم، وصفار، وله من الأخوات كذلك: أم الحكيم، وبرّة، وصفية، وأروى، وعاتكة، وأميمة.[1]
كان عبد المطلب جد رسول الله -عليه السلام- قد نذر في شبابه إن رزقه الله عشرةً من الأولاد أن يذبح أحدهم تقرّباً للآلهة وشكراً، فلمّا أعطاه الله -تعالى- عشرة أقرع بينهم لِيَفيَ بنذره، فوقعت القرعة على عبد الله والد رسول الله عليه السلام، لكنّه كان أحبّ الأبناء إليه، فلم تطب نفسه أن يذبحه، فأقرع بين عبد الله ومئةٍ من الإبل فوقعت القرعة على مئة إبل، فذبحها فداءً لعبد الله، وقيل إنّ القرعة بقيت على عبد الله ووالده لا يدري ما يفعل، حتى سأل عرافةً عن حاله، فأمرته أن يجعل القرعة بين عبد الله والإبل، فبقي عبد المطلب يزيد عدد الإبل حتى بلغت المئة، فوقعت القرعة على المئة من الإبل فذبحها فداءً لعبد الله.[2]
صحيحٌ أنّ والد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد مات في الجاهلية، إلّا أنّ العلماء يذكرون أنّ ثمّة بقيّةً من دين التوحيد الذي نادى به إبراهيم -عليه السلام- كان قد بلغ الناس قُبيل رسول الله عليه السلام، فمن مات منهم ولم يبلغه دين التوحيد فذلك أمره إلى الله يوم القيامة، وأمّا من مات على الكفر أو الشرك بالرغم من بلوغه التوحيد فذلك من المعذّبين يوم القيامة، وأخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إذ ذكر لأحد أصحابه مآل والده حين قال: (إنَّ أبِي وأَباكَ في النَّارِ).[3][4]