تعبير عن مدينة عمان
مدينة عمّان
تُعَدّ مدينة عمّان عاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وأكبر مُدنها، وهي قصبة أرض البلقاء، حيث قال السمعانيّ عنها: "عمّان مدينة البلقاء"، وترتفع العاصمة حوالي 750م عن مستوى سطح البحر، وتتكوّن من عدّة جبال، وتُعتبَر واحدة من أقدم المُدن التي لا تزال مأهولة بالسكّان إلى يومنا هذا، وقد ازدهرت المدينة في العصر الرومانيّ، وذكرَها ياقوت الحمويّ في كتابه (معجم البلدان)، حيث قال: "إنّ عمّان هي مدينة دقيانوس (الذي فتن أصحاب الكهف)، وبالقرب منها الكهف، والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، والله أعلم".[1]
موقع المدينة ومساحتها
تقعُ مدينة عمان في وسط المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتحديداً على خطّ عَرض 31 شمالاً، وخطّ طول 35 شرقاً، وتقع على مسافة 360كم شمال مدينة العقبة، وتبعدُ مسافة 80كم جنوب مدينة إربد، وتبعدُ عن نهر الأردن ما يُقارب 45كم إلى الشرق، وبمسافة 180كم جنوب مدينة دمشق، وتقع شرق مدينة بغداد في العراق، على بُعدٍ يُقارب 800كم، وشمال مكّة المُكرَّمة على بعد نحو 1225كم، وهي منطقة تكثرُ فيها الجبال، والهضاب، حيث تأسَّست المدينة بادئ الأمر في الوديان، بين الجبال، ومع مرور الوقت، امتدَّ العمران عَبر قِمم الجبال، علماً بأنّ العاصمة عمّان تُعتبَر القلب الاقتصاديّ، والتعليميّ، والمركز الإداريّ، والتجاريّ للمملكة الأردنيّة الهاشميّة، كما أنّ موقعها المُتميِّز ساهم في استقطاب السيّاح، والزائرين من مختلف أنحاء أوروبا الغربيّة، وأستراليا، وأمريكا الشماليّة، واليابان، والعديد من الدُّول العربيّة المجاورة، ومن الجدير بالذكر أنّ المساحة الإجماليّة لمدينة عمّان دون الضواحي تبلغُ ما يُقارب 700كم2، وتبلغُ مساحتها مع الضواحي نحو 1680كم2.[2]
التسمية
قَدِم إلى مدينة عمّان في الزمن القديم الحيثيّون، والهكسوس، ثمّ سَكنها العماليق القدماء، وتَلَتهم بعد ذلك قبائل بني عمون (العمونيّون)؛ حيث سمَّوا المدينة باسمهم؛ ففي البداية أطلقوا عليها اسم (ربّة عمون)، وتعني الربّة: العاصمة، أو دار الملك، ومع مرور الوقت، سقطَت كلمة ربّة وبقيت عمون، ثمّ دخل البطالسة إلى المدينة بقيادة بطليموس الثاني في عام 285ق.م، وأُطلِق عليها اسم (فيلادلفيا)؛ أي الحبّ الأخوي؛ نسبة إلى القائد فيلادلفيوس، وبعد ذلك، انقسمَت مدينة عمّان إلى قسمين: قسم تابع للدولة النبطيّة، والقسم الآخر انضمّ إلى الدولة السولوسيديّة، حيث استمرَّ هذا الانقسام إلى أن جاء الملك الروماني هيرودس الأوّل في عام 30ق.م إلى المدينة، واستولى عليها، ومن ثمّ جاء عَهد الفَتح الإسلاميّ، حيث أطلق عليها الأمويّون اسم (عمّان).[2]
الطبوغرافيّة
تمتدُّ مدينة عمان طبوغرافياً بشكل طوليّ، وعرضيّ فوق نحو عشرين جبلاً، إضافة إلى مجموعة من المناطق ذات التضاريس المختلفة، وأهمّ هذه الجبال، والمناطق:[2]
- الجبال السبعة الرئيسيّة: حيث تتشكّل من: جبل الحسين، وجبل عمّان، وجبل اللويبدة، وجبل النصر، وجبل التاج، وجبل الجوفة، وجبل القلعة.
- المنطقة الشماليّة: وهي منطقة تتكوَّن من مجموعة جبال، ذات تضاريس مُتموِّجة، كمنطقة الجبيهة، وأبو نصير، وشفا بدران.
- المناطق المُواجِهة لسفوح الجبال: كوادي عبدون، ووادي الحدّادة، ووادي صقرة.
- المنطقة الغربيّة: وهي المنطقة التي تمتدُّ بمحاذاة غور الأردنّ، وتُعتبَر من المناطق المرتفعة نسبيّاً مقارنة بباقي مناطق المدينة، حيث يبلغ ارتفاعها نحو 1000م عن مستوى سطح البحر، وهي تضمّ منطقة الشميساني، وصويلح، وتلاع العلي.
- المنطقة الشرقيّة، والجنوب شرقيّة: وتتميّز هذه المنطقة بتموُّج سَطحها، وهي تُعتبَر امتداداً للأراضي الصحراويّة القاحلة، والصحراء الأردنيّة، كمنطقة القويسمة، وماركا الجنوبيّة.
السكّان
يبلغُ عدد السكّان وِفق إحصائيّات عام 2007م ما يُقارب 2.2 مليون نسمة، وهم من الأصول الأردنيّة (السكّان الأصليّون)، بالإضافة إلى المواطنين الذين هاجروا من دولة فلسطين بعد ما يُعرَف بالنكبة عام 1948م، والنكسة عام 1967م، وعدد كبير من المواطنين الأردنيّين المهاجرين إليها هجرة داخليّة من مختلف مُدن ومناطق المملكة، هذا بالإضافة إلى آلاف المواطنين المُقيمين من الدُّول العربية المجاورة، كالعراق، ودُول الخليج، وجاليات الدُّول الأوروبّية المُقيمين؛ بهدف العمل، أو الدراسة، ووِفق الإحصائيّات، والدراسات السكانيّة، فإنّ من المُرجَّح أن يصل عدد سُكّان مدينة عمّان إلى نحو 6.4 مليون نسمة بحلول عام 2025م.[2]
التطوُّر التاريخيّ والعمرانيّ لمدينة عمّان
حَظِيت مدينة عمّان خلال تاريخها بتطوُّر تاريخيّ، وعمرانيّ، وفيما يلي ذِكر لأهمّ مراحل هذا التطوُّر:[3]
- عمّان في العصور القديمة: كشفَت الأحافير، والدراسات التي أُجرِيت على مدينة عمّان عن وجود حضارات قديمة جدّاً نشأت فيها؛ حيث بدأ الإنسان القديم باستيطان المنطقة، وتحديداً في منطقة جبل القلعة، وأطراف وادي السيل، وقد استدلَّ العلماء على ذلك من خلال وجود العديد من الأدلّة الأثريّة في تلك المناطق، كوجود الكهوف على السفوح، ووجود المياه الجارية في السيل، كما استوطنَت قبائل بني عمون المنطقة خلال العصر البرونزيّ، وأنشأوا فيها البيوت البدائيّة في جبل القلعة، وأطراف وادي السيل، علماً بأنّ حُكم العمونيّين للمنطقة استمرَّ إلى أن جاء الأشوريّون، واستولوا عليها، ومن ثمّ خضعَت المدينة لحُكم الفُرس، ثمّ المقدونيّين، ثمّ البطالسة، ومن ثمّ استولى عليها بطليموس فيلادلفوس، وحَكَمها بعد ذلك السلوقيّون اليونان، ومن ثمّ الأنباط، وبعدهم الرومان الذين أعادوا تخطيط المدينة، واستمرَّ التطوُّر العمرانيّ خلال العصر البيزنطيّ، وأصبحت المدينة من أكبر المُدن المسيحيّة في شرق الأردن.
- عمّان في العصور الإسلاميّة: حَظِيت مدينة عمّان بأهمّية كبيرة خلال العصر الإسلاميّ؛ حيث كان يُقيم فيها القرشيّون خلال رحلتهم التجاريّة الصيفيّة إلى الشام، علماً بأنّ القائد يزيد بن أبي سفيان دخلها فاتحاً لها في عام 16 للهجرة، وقد ازدهرت المنطقة خلال العصر الأُمويّ، وممّا يدلّ على ذلك، وجود البيوت الأُمويّة التي تُحيط بها الغُرَف في جبل القلعة، وفي العصر العبّاسي، انتقلت عاصمة الحُكم إلى العراق، ممّا أدّى إلى ضَعفها، إلّا أنّها احتفظَت بأهمّيتها ومكانتها بين المُدن، وعلى الرغم من ذلك، فقد تعرَّضت المدينة للمزيد من النكبات التي أدَّت إلى ضعفها بشكل كبير؛ بسبب غزو التتار، وحدوث الزلازل، ومع بداية القرن الرابع عشر الميلاديّ، أصبحت عمّان مَقرّاً لولاية الأمير صرغتمش في العهد المملوكيّ، حيث أنشأ فيها المدارس، والمساجد، وتَبِع ذلك الحُكم العثمانيّ، وفي القرن التاسع عشر، تراجعَت أهميّة المدينة، وأصبحت خالية من السكّان إلى أن سَكَنها المهاجرون الشركس؛ بهدف حماية سكّة حديد الحجاز، وظلَّت هذه الجماعة هي الأغلبيّة حتى تأسَّست الإمارة الأردنيّة في عام 1921م.
- عمّان في العهد الهاشميّ: نشأت إمارة شرق الأردنّ في عام 1921م بقيادة الأمير عبدالله بن الحسين بن عليّ، حيث اتَّخذ مدينة عمّان عاصمة لها، وخلال الفترة ما بين (1921-1946)، ازداد عدد السكّان، والتوسُّع العمرانيّ بشكل كبير؛ إذ بلغ عدد السكّان في عام 1930م نحو 10 آلاف نسمة، وأُنشِئت مُؤسَّسات الدولة الخدميّة المُتعدِّدة، والمَحلّات التجاريّة، والبيوت، واستمرَّ النموّ السكّاني بالارتفاع إلى أن وصل إلى نحو 60 ألف نسمة في الأربعينيّات، وفي عام 1946م، تحوَّلت الإمارة إلى مملكة، وبدأت العاصمة عمّان بالاتّساع في العمران، والنموّ السكّاني؛ حيث بلغ عدد السكّان في عام 1958م نحو 150 ألف نسمة، واستمرَّت المدينة بالنموّ والتطوُّر، لتظهر لنا كما هي اليوم، مدينة كبيرة، وعصريّة.
المراجع
- ↑ نوح مصطفى الفقير، دليل السياحة الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية، صفحة 12. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث نضال البزم، اطلس مدن الأردن، صفحة 61،63،64،66،60. بتصرّف.
- ↑ د.خليف مصطفى غرايبة، التطور التاريخي والعمراني لمدينة عمان، صفحة 478-490. بتصرّف.