يُعَدّ النمل (الاسم العلميّ: Formicidae) من اللافقاريات، وهو من أكثر الحشرات شيوعاً، ويتراوح حجمه بين 0.2سم-2.54سم، كما أنّه يعيش في مُختلف البيئات حول العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وبعض الجُزر النائية، ويُقدَّر عدد أنواعه مجتمعةً ب(10,000) نوع ينتشر حول العالم، ويُشار إلى أنّ النمل يبني مستعمراته في الأرض، أو الخشب عادةً، وفي بعض الأحيان يبنيها داخل جدران المباني، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم مستعمرات النمل تضمّ أكثر من 10,000 نملة، ولا تُوجَد فيها إلّا ملكة واحدة.[1][2]
يمتاز النمل بأنّه من الحشرات الاجتماعية، والمُنظَّمة؛ فلكلّ نملة دورها؛ حيث تتولّى الملكة مهمة وضع آلاف البيوض، أمّا النملات العاملات فلا يتكاثرن، وإنّما تشتمل وظائفهنّ على البحث عن الطعام، والاهتمام ببيوض الملكة، وبناء المستعمرة، ولذكور المستعمرة مهمة أخرى تتمثّل بالتزاوُج فقط، ثمّ يموتون على الأغلب.[1][2]
يُولي النمل أهميّةً للحفاظ على المستعمرة، وحمايتها؛ فهو -على سبيل المثال- لا يقبل بوجود أيّ نوع آخر من النمل في مستعمرته، أمّا عن غذائه فإنّ بعض الأصناف تتغذّى على الفواكه، ورحيق الزهور، والبذور، والحشرات، وبعضها يتغذّى على النباتات، وبعضها قد يُهاجم الزواحف، أو الطيور، أو صغار الثدييات، علماً أنّ مستعمرات النمل تُوجَد بكثرة في بعض الأماكن، وتُشكّل إزعاجاً للبشر.[1][2]
لا تُوجد كلمة في اللغة العربية تُشير إلى اسم صوت النملة؛ لذا يجدر التنويه إلى أنّ مفردة الدبيب الشائعة لوَصف صوت النمل ليست مفردة تختصّ بصوت النمل على وجه الحَصر؛ تِبعاً لمعاجم العرب، بل هي كلمة تصف حركة أيّ كائن على الأرض.[3]
اعتقد العلماء منذ وقت طويل أنّ الطريقة الأساسية لتواصل النمل مع بعضهم تكون عن طريق إفراز موادّ كيميائية تُسمّى الفرمونات، والتي يستقبلها كإشارات عن طريق أعضاء الحسّ، أو قرون الاستشعار، فهي تُستخدَم للتواصل بين نمل المستعمرة، وتمييزها عن النمل الآخر، والتمييز بين اليرقة، والنمل في الطور الانتقاليّ، والنمل مكتمل النمو،[4] إلى أن تمّ اكتشاف أنّ النمل مكتمل النموّ عند بعض الأنواع بإمكانه إحداث أصوات عن طريق نتوء موجود على طول بطونهم، يضربون به إحدى أرجلهم الخلفية ليُصدر صوتاً شبيهاً بسحب أسنان المشط على حافّة الطاولة؛ وذلك ليستغيث بباقي النمل في حال تعرُّض حياته للخطر، مثل نوع نمل الميرميكا (بالإنجليزية: Myrmica).[5] كما أنّ العديد من أنواع النمل تُصدر أصواتاً عاليةً نسبياً عن طريق ما يُعرف بالصرير (بالإنجليزية: Stridulation) وهي عملية تمثّل فَرك جزأين مُتخصّصين موجودين في بطنها ببعضهما.[4]
يمتلك صغار النمل من اليرقات والنمل في الطور الانتقالي هياكل رقيقةً تُشير إلى عدم اكتمال تشكُّل النتوء على بطونهم، وبذلك لا يُمكنهم إصدار هذا الصوت، أمّا النمل مكتمل النمو فإنّ النتوء الذي يمتلكه يُعدّ مكتملاً، ممّا يُمكّنه من إصدار هذا الصوت، وقد ساد الاعتقاد سابقاً أنّه لا يستطيع إصداره كغيره من النمل الذي لم يصل إلى طور الحشرة الكاملة، ولم يكتمل نُموّه، علماً أنّ النمل قد يتواصل عن طريق لمس بعضهم باستخدام قرون الاستشعار، أو الأرجل الأماميّة.[5]
لا يستجيب النمل للأصوات بالمقياس الإنسانيّ، إلّا أنّه يتواصل عن طريق صوت الصرير الذي يُصدره احتكاك النتوء الموجود في أجسامهم، وهو صوت خافت، ولكنّه ينتشر في المستعمرة، ويُمكن للنمل سماع صوت نملة واحدة بوضوح إذا كان ضمن مدى التردُّدات القابلة للسمع؛ أي ما يُقارب 1 كيلوهرتز، حيث يُعتقَد أنّ النمل لا يُمكنه سماع أيّ صوت منقول عبر الهواء ضمن نطاق التردُّدات الإنسانيّة، فاستدلّ علماء النمل بذلك على أنّ صوت الصرير ينتقل عبر التربة، أو أيّ جسم صلب.[6]
يُعتبَر التفسير الأكثر ترجيحاً هو انتقال الصوت بطريقة النطاق القريب؛ والتي تعني انتقال الصوت في منطقة محيطة بمصدر صوت صغير كحجم النملة، بحيث تتغيّر خصائص الصوت بشكل مفاجئ قبل انتقاله إلى النطاق البعيد، وعادةً يكون حجم النملة بضعة مليمترات، وبذلك يكون النطاق القريب لها ما يُقارب 20سم بشكل قطريّ، وهذا المحيط واسع بشكل كافٍ ليصل إلى النمل المحيط كلّه.[6]
يُعتقد بأنّ النمل يستقبل الأصوات المنقولة عبر الهواء من خلال قرون الاستشعار كالحشرات الأخرى، وذلك من خلال استشعار الفرق النسبيّ في إزاحة الصوت بين طرفَي المُستشعِرات، بحيث يُمكن التقاط صوت الصرير ضمن النطاق القريب؛ لأنّ الإزاحة تتغيّر بسرعة مع تغيُّر المسافة، إلّا أنّه لا يُمكن للنمل التقاط الصوت في النطاق البعيد؛ حيث تتغيّر الإزاحة بشكل تدريجيّ، وهذا يُفسّر كيف تستطيع النملة استقبال الصوت من النمل القريب منها، ولا تستطيع استقبال صوت الإنسان البعيد عنها، ممّا يحمي النمل من الضوضاء التي يُمكن أن يتعرّض لها، سواءً من البشر، أو من الطبيعة.[6]
يُصدر النمل أصواتاً تِبعاً لعدّة أسباب ضروريّة لاستمرار حياته، وهي كالآتي:[7]
هناك العديد من الحقائق المثيرة عن النمل، ويُذكَر منها ما يأتي:[2][8]