-

تربية النحل في العراق

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تربية النحل في العراق

من فوائد النحل المعروفة انتاجه للعسل و غذاء ملكات النحل و لكن له فوائد أخرى لا يعرفها كل الناس مثل نقلها للقاح بين النباتات و الأزهار فللنحل دور في الانتاج النباتي بشكل عام و له دور كبير في المحافظة على التنوع الحيوي الزراعي و ديمومته .قال الفيلسوف أينشتاين : " أنه لولا النحل لما أمكن قيام الحياة على هذه الأرض " , فتربية النحل تعد أحد الأعمدة التي يعتمد عليها الاقتصاد الزراعي العالمي , تساهم تربية النحل في تعزيز و تنمية الاقتصاد الزراعي , كما لتربية النحل دور في التقليل من البطالة و تحويلها لتصبح أيدي عاملة , في عمليات الانتاج المتعددة من تربية و تعليب و توزيع .

العسل العربي :

يتميز العسل العربي بجودته العالية و لذلك فان أسعاره أيضا تكون عالية قد تصل الى مئة دولار , و مع توجيه الاهتمام الى مجال تربية النحل فانه يحقق أرباح عالية و مهمة , على سبيل المثال فان كمية العسل اليمني الذي تم تصديره في عام 2006 وصل 480 طن ,و الذي قيمته مليارين و و تسع مئة مليون ريال و ذلك بالمقارنة مع ما تم تصديره عام 1990 و الذي بلغ مقداره 80 طن فقط لا غير , أما من ناحية المقدار الذي تصدره الدولة المصرية فيصل سنويا 400 ألف طن , بينما يصل مقدار الانتاج السعودي 177,477 ألف طن سنوياً .

تربية النحل في العراق :

أما في العراق فقدعرفت تربية النحل قبل الميلاد بخمس ألاف سنة و ذلك في العهد السومري فقد وجدت كتابات تتحدث عن النحل فوق الألواح الطينية و التي عمرها أكثر من أربعة ألاف سنة قبل الميلاد , أحد أقدم اللوحات السومرية تم تأريخها منذ ما يقارب ثلاث ألاف عام قبل الميلاد ، في هذه الكتابات يوجد وصفات لإستعمال العسل من أجل علاج الإلتهابات الجلدية أو القرحة , و في منطقة أور الواقعة في جنوب العراق تم اكتشاف كتابات عن العسل و تاريخها يعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد , و قد قام الشعب البابلي باستخدام العسل من أجل علاج الأمراض حسبما ذكر الملك البابلي حمورابي العسل في المسلة المكتوبة على أحجار الصوان .

كانت تربية النحل في العراق تتم بالطرق و الأساليب البدائية مثل الخلايا الطينية , و استخدام جذوع الأشجار لبيوت النحل , و استمرت هذه الطريقة الى الخمسينات في القرن الماضي فقد قامت وزارة الزراعة العراقية باستوراد خلية لانكستروث للمرة الأولى و تم دعم تربية النحل في العراق من قبل العديد من المؤسسات الحكومية التي قاما بالعمل على إستيراد النحل من السلالات الايطالية و اليوغسلافيه و القيام بتهجينه مع النحل المحلي , كما قاموا بالعمل على إنشاء المناحل الى أن وصل عدد الخلايا في عام 1980 إلى 500,000 خلية ,و قد مثل هذا الرقم أعلى رقم تم تسجيله الى الآن , ثم ظهر بعد ذلك طفيلي الفاروة الذي أدى الى هلاك معظم النحل , و تم تسجيل أقل عدد من خلايا النحل حيث أصبح عددها ثلاثة ألاف خلية في عام 1991 , و في عام 1995 انتشرت ظاهرة النحل الزاحف و التي لم يكن من الممكن تفسيرها , و في عام 1997 قامت العراق باستخدام مجموعة من مبيدات الحشرات , و عادت تربية النحل الى ازدهارها في عام 2003 .