فوائد الصدقة للمريض
الصدقة
إنّ الله -تعالى- وهب الإنسان الكثير في حياته، من مالٍ، وعلمٍ، وسعادةٍ، وأرزاقٍ كثيرةٍ ومتعددّةٍ، وعلى الإنسان أن يعلم أنّ الله -تعالى- الذي وهبه شتّى أنواع الأرزاق قادرٌ بإرادته أن يسلبها منه، وأنّ كلّ تلك الأرزاق هي امتحانٌ من الله -تعالى- للعبد، وعلى العبد أن يستخدمها وفق الوجه المشروع الذي أمر به الله تعالى، فإن أدّى العبد حقّ الله فيها، فقد فاز ونجح، وإن لم يؤدّ حقّ الله -تعالى- في أرزاقه، فقد خاب وخسر؛ لأنّ الله -تعالى- قادرٌ على سلبها منه، وقد حثّ الله -تعالى- في عددٍ من آيات القرآن الكريم على أن يتصدّق الإنسان بأمواله التي رزقه الله -تعالى- إيّاها، وإنّ ذلك دليلٌ على أهميّة إخراج الصدقة، وعظم أجرها، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم)،[1] فعلى الإنسان أن يجتهد في إخراج الصدقات، وأن يُخلص النّية في ذلك لله تعالى، وأن يبتغي بها وجهه، فمن كان مريضاً، فليخرج الصدقة بنيّة الشفاء والمعافاة.[2]
والصدقة بنيّة الشفاء لأيّ مرضٍ كان، سواءً أكان يرجى شفاؤه بسرعةٍ، أم كان مرضاً مزمناً يحتاج إلى وقتٍ، فهي صدقةٌ مشروعةٌ جائزةٌ بإذن الله تعالى، فكلّ الامراض جعل الله -تعالى- لها شفاء بإذنه، ودليل ذلك قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما أنزَلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنزلَ لَه شفاءً)،[3] فإنّ الشفاء من الأمراض بيد الله تعالى، والصدقة تكون بحسب حال المتصدّق، فإنّ للإنسان أن يتصدّق بما يستطيع، فربّما يكون ميسور الحال فيتصدّق بالكثير، وربّما يكون الإنسان غير ميسور الحال، فيتصدّق بما عنده ممّا يستطيع، ويمكن للإنسان أن يقوم بإخراج الصدقة مرّاتٍ عديدةٍ، فهي غير مشروطةٍ بكمٍ محدّدٍ، وليدعُ الإنسان الله -تعالى- أن يقبل إخراجه للصدقة، فإنّ الصدقة من أبواب الخير.[4]
فضائل الصّدقة وفوائدها للمريض
إنّ للصدقة فوائد عديدة، تعود بالخير على المريض، وتعود بالخير على المتصدّق ذاته في الدنيا والآخرة، فعلى الإنسان أن يحاول دائماً أن يجتهد في إخراج الصدقات، وفيما يأتي بيان بعض تلك الفوائد والفضائل:[5][6]
- محو الخطايا والسيئات والذنوب، وفي المقابل هي سببٌ في اكتساب الحسنات والأجور.
- شفاء المرضى وعلاجهم بإذن الله، كما أنّ الصدقة سببٌ في علاج ما يُصيب القلب.
- دخول جنّات النّعيم، والنّجاة من النّار، حيث روى الإمام البخاري في صحيحه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اتَّقوا النَّارَ ولو بشقِّ تمرةٍ، فمن لم يجِدْ فبكلمةٍ طيِّبةٍ).[7]
- نجاة الإنسان ممّا قد يصيبه من حرٍّ وعذابٍ في قبره، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الصَّدقةَ لتُطفيءُ عَن أهلِها حرَّ القبورِ).[8]
- طرح البركة في أرزاق وأموال العبد، فلا تنقصها بل تزيدها وتنميها.
- كفّ الاذى والشرّ عن الإنسان، وإبعاده عمّا قد يضرّه أو يؤذيه.
- تطهير نفس الإنسان من الأخلاق المذمومة؛ كالبخل، وحبّ كنز الأموال.
- الدلالة على إيمان العبد الصادق الذي يلتزم بأوامر الله تعالى.
- تحقيق التكافل الاجتماعيّ بين أفراد المجتمع، وذلك من خلال تعاونهم.
- توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وزيادة المحبّة والمودّة بينهم.
- استجابة الله -تعالى- دعاء العبد المتصدّق.
- تفريج كرب الإنسان وهمومه.
- تحقيق وحدة الأمة، وقوّتها، وترابطها، وتماسكها.
- العمل على كسب العبد محبّة الله تعالى، وثناؤه عليه.
أنواع الصدقات
إنّ للصّدقة ثلاثة أنواعٍ: الأوّل منها تتمثّل بأن يتصدّق الإنسان بقوله، والنوع الثاني هو أن يتصدّق الإنسان بفعله، والنوع الثالث هو أن يتصدّق الإنسان بنيّته، وفيما يأتي بيانٌ لبعض أنواع الصدقات:[5]
- البذل الذي يبذله الإنسان حتى يصون عرضه، ويحميه ممّن قد يؤذيه.
- السلوك الطيّب الذي يسلكه الإنسان في معاملته مع الآخرين.
- الابتسامة في وجه الآخرين عند ملاقاتهم.
- تقديم الخير والمنفعة والمعونة لمن يحتاج.
- زيارة المرضى، ومواساتهم في مرضهم، ودعاء الله -تعالى- لهم أن يشفيهم.
- القول الحسن الطيّب الصادق.
- إكرام الجار، وتفقّد أحواله، ورعايته، والإحسان إليه.
- تقديم العون والمساعدة للفقراء، والأيتام، والمحتاجين.
- تلبية احتياجات الأهل، وصلة الأرحام، والإحسان إليهم.
- فكّ النزاعات بين الأشخاص الذين بينهم خلافاتٍ، ومحاولة إصلاحها.
- دفع الأذى عن الناس، ومحاولة إبعاده عنهم.
- إبعاد كلّ ما يؤذي المارّة عن طريقهم.
آداب إخراج الصدقات
لكلّ فعلٍ مجموعة من الآداب التي يجب اتّباعها، كي يحصّل الإنسان الفوائد المرجوّة من ذلك الفعل، كي يكسب الأجر والثواب المعدّ لذلك من الله تعالى، وفيما يأتي بيان بعض تلك:[9]
- أن يخلص الإنسان نيّته لله -تعالى- في إخراجه للصدقة، وأن يبتغي بها وجه الله تعالى، ويبتعد فيها عن الرياء، وعدم انتظار المدح والثناء من الناس، والابتعاد عن السعي في تحصيل السُمعة، فلا تقبل الصدقة دون إخلاص العبد فيها، وابتغاؤه وجه الله تعالى.
- أن يخرج الصدقة من غير أن يؤذي من أمامه، وألّا يتباهى بنفسه أمام من تصدّق عليه، بإشعاره بأنّه أفضل منه، وبفضله قد تيسرّت أموره، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ).[10]
- أن يخرج صدقته من المال الطيب الحلال، ولا يخرجها من مالٍ قد أخذ بإثمٍ أو ربا.
- أن يبادر العبد إلى إخراج الصدقة في أقرب وقتٍ ممكنٍ، فلا يدري العبد متى يُقضى أجله، فليستثمر عمره بالأعمال الصالحة.
- ألّا يظنّ العبد أنّ التصدّق يجب أن يكون مالاً كثيراً، بل يتصدّق حتى ولو بجزءٍ بسيطٍ من ماله.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 254.
- ↑ فتحي حمادة (21-1-2014)، "الصدقة - أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018.بتصرف
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5678، صحيح.
- ↑ "جواز التصدق بنية الشفاء من مرض ما"، www.islamweb.com، 2-9-2009، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018.بتصرف
- ^ أ ب حسين الحسنية، "فضل الصدقة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018.بتصرف
- ↑ الشيخ محمد المصري (13-4-2015)، "فوائد الزكاة والصدقات"، www.islamway.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018.بتصرف
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم: 6539، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 873، حسن.
- ↑ عماد أبو العينين، "جمل مختصراتٌ في فوائد وآداب الصدقات"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-10-2018.بتصرف
- ↑ سورة البقرة، آية: 264.