فوائد الصدقة الجارية
الصدقة
الصدقة هي كلّ ما يتبرع به الشخص لمن يحتاجه بنيّةٍ خالصةٍ لله تعالى وتقرّباً إليه، وتنقسم الصدقة من ناحية مدّة تأثيرها إلى: صدقةٍ جاريةٍ: وهي التي تبقى فائدتها مدّةً طويلةً، قد تمتدّ حتى بعد وفاة الشخص المتصدّق كالمساهمة المالية في بناء مسجد أو شراء الأرض لبناء المسجد أو حفر بئر للشرب، والصدقة العادية: كالتصدّق بالمال فإنّ صاحبها يأخذ الأجر والثواب عليها ولكنّها لا تُعتبر جاريةً.
قال الله تعالى آمراً نبيه (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيه ولا خِلال) {إبراهيم:31} ، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (ما منكُم من أحدٍ إلَّا سيُكَلِّمُهُ اللهُ ليسَ بينَهُ وبينَهُ ترجمانٌ، فينظرُ أيمنَ منهُ فلا يرى إلَّا ما قدَّمَ فينظرُ أشأمَ منهُ ( عن شمالِهِ ) فلا يرى إلَّا ما قدَّمَ فينظرُ بينَ يديهِ فلا يرى إلَّا النَّارَ تلقاءَ وجهِهِ فاتَّقوا النَّارَ ولَو بشقِّ تمرةٍ) {صحيح البخاري}.
أهمية الصدقة الجارية
الصدقة الجارية تكسب المسلم الأجر والثواب فيكسب بها أجر الصدقة العاديّة وأجر الصدقة الجارية؛ فالصدقة الجارية يستمر أجرها وثوابها طالما هي قائمةٌ، ومن الفوائد الأخرى للصدقة الجارية المستمرة:
- الحماية من النار ورضا الله تعالى.
- الوقاية من الأمراض البدنيّة والنفسيّة وعلاجها.
- دفع البلاء والمصائب؛ فالإنسان مهما كان دينه فهو معرّضٌ للابتلاء من الله تعالى اختباراً له، ولكن عندما يداوم على الصدقة فإنه بذلك يفتدي نفسه ويحميها من هذا البلاء.
- الحصول على دعوة الملك له يومياً على خلاف غير المتصدّق.
- الحصول على البركة في المال، فالصدقة لا تنقص المال وإنّما تزيده.
- مضاعفة الله تعالى الأجر للمتصدّق.
- يدعى هذا المتصدق يوم القيامة من بابٍ خاصٍ يسمّى باب الصدقة.
- إذا ترافقت الصدقة مع عيادة المريض واتباع الجنازة والصيام في يومٍ واحدٍ فإن الله تعالى أوجب للعبد الجنة.
- الشعور براحة الصدر والانشراح والطمأنينة والسكينة.
للصدقة الكثير من الفوائد التي تعود على المجتمع ككل؛ فهي تسدّ حاجات الأفراد وتطهّر النفوسهم، وتزيد من الروابط بينهم فيشعر المحتاج بأنّ هناك من يشعر به من الأغنياء الذين يجدون كفاف يومهم. بعض الأوقات لها أجرٌ خاصٌّ عند القيام بالصدقة؛ كشهر رمضان المبارك، والأيام العشرة الأولى من ذي الحجّة.
أبواب للصدقة الجارية
- بناء المساجد أو المشاركة في بنائها مهما كان حجم هذه المشاركة.
- حفر آبارٍ أو وضع خزانات المياه للشرب منها، سواءً للمارّة في الطرقات أو في المساجد؛ ليستفيد منها المصلون وعابروا السبيل، أو في المناطق النائية التي تحتاج إلى حفر الآبار فيها.
- طباعة المصاحف وتوزيعها على الناس، أو المشاركة في تكاليف طلبة العلم، أو توزيع النشرات التي توضح الدين الإسلاميّ.
- تقديم الأجهزة الطبيّة للمحتاجين كالكراسي المتحركة، أو أجهزة التنفس وغيرها.
- تربية الأبناء تربيةً سليمةً وصحيحةً، فالولد الصالح سيدعو لوالده ويتصدق عنه ويقوم بالأعمال الخيّرة التي تفيده، فالتربية الصالحة تُعتبر صدقةً جاريةً.