-

شروط التوبة والاستغفار

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التوبة والاستغفار

التوبة هي الشعور بالندم على معصية ارتكبها العبد في الماضي، والابتعاد عنها في الحاضر، والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل، عن أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لو أخطأْتُمْ حتى تَبْلُغَ خطاياكم السماءَ ، ثُمَّ تُبْتُم لَتابَ اللهُ عليكم)[صحيح الجامع]، أمّا الاستغفار فهو طلب المغفرة والستر من الله على ذنب ارتكبه الإنسان، فالاستغفار نوعان: الأول مفرد، والثاني مقرون بالتوبة، فقد يستغفر العبد دون التوبة إلى الله، في حين أنّ التوبة تتضمن الاستغفار، وبذلك فإنّ كلا المصطلحين مرتبطان ببعضهما.

شروط التوبة والاستغفار

  • استحضار نيّة التوبة والاستغفار لله تعالى، وإخلاص القلب لله وحده، فيجب التوبة عن قناعة تامّة وبصدق تام، دون الضغط أو الإجبار من أي أحد.
  • الإقلاع عن كلّ الذنوب والمعاصي، وتجنّب جميع المثيرات والمحظورات التي تقرب من المعصية، قال تعالى: (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].
  • الندم على فعل المعصية، والإصرار على عدم العودة إليها في المستقبل.
  • إرجاع الحق إلى أصحابه، في حال كانت الذنوب والمعاصي التي ارتكبها العبد قد ألحقت الضرر بالآخرين.
  • التوبة قبل حضور الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها، فالله تعالى لا يقبل التوبة عند وصول الروح إلى الحلقوم، كما أنّ أبواب التوبة تغلق عند طلوع الشمس من مغربها، وطلوع الشمس من المغرب علامة من علامات الساعة الكبرى، قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).

فضائل التوبة والاستغفار

للتوبة والاستغفار العديد من الفضائل والفوائد، التي تعود بالخير على المؤمن في الدنيا والآخره، ومنها ما يأتي:

  • نيل محبة ورضا الله سبحانه وتعالى، وتحقيق شكره على مغفرته وسعة رحمته قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)[الأعراف:156].
  • اطمئنان وانشراح القلب، وشفاء الغم والحزن، فالاستغفار والتوبة يشعران العبد بحلاوة الإيمان وحلاوة الطاعة، فيزيد الإيمان في قلب العبد، ويقيه من شر الشيطان، ويبعده عن المعاصي والذنوب، فقد خصّ الله تعالى أهل الإيمان بالتوبة دون الكافرين.
  • جلب الرزق من الأموال، والبنين، والأمطار، قال تعالى:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)[نوح:10ـ12].
  • يكسب العبد محبة ودعاء الملائكة له، قال تعالى: (والْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الشورى:5].
  • حُسن الخاتمة، وإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه، فيعد من أهل اليمين والمتقين، وينجو من العذاب قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال:33]، فمصير التوابين المستغفرين جنات الخلد في الآخرة.