-

من ذاكرة تاريخ الأردن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأُردن

تعدَ الأُردن إحدى أهمّ الدول في منطقة الشرق الأوسط، بسب موقعها المتوسّط بينَ بلاد الشام والجزيرة العربيّة، والعِراق ومصر، واحتوائها على تاريخ الأمم السابقة والحضارات السالفة على الرغم من صِغر مساحتها وقلّة مواردها، وللأردن تاريخٌ عريق وتُراثٌ خاصّ، وفي هذا المقال سنقف على بعض الذكريات التي ما زالت عالقة في جنبات الأردن ونُسلّط الضوء عليها.

أهميّة الأردن الاستراتيجيّة

تمتلك الأردن موقعاً استراتيجيا كما ذكرنا سالفاً، حيث إنّها تتوسّط بين بلاد الشام ومصر والعراق والحجاز، وتُعدّ حلقة الوصل بينها، كما أنّها كانت تُعتبر طريقاً للحجّ إلى مكّة والمدينة كونها البوابة الجنوبيّة لبلاد الشامّ وتركيا، وقد مرّت بها سكّة الحديد العُثمانيّة التي أُنشئت لأغراض الحجّ والسفر نحوَ البلاد المُقدّسة.

تاريخ الأردن القديم

مرّت الأردن بالعديد من العُصور التاريخية ونزلَت بها الممالك القديمة، وتزامنت في نفس الوقت العديد من هذهِ الممالك، وقد شهدَت أرض الأردن العديد من النزاعات بينَ الدول العُظمى آنذاك للحصول عليها وضمّها إلى مُمتلكاتها، وقد استقرّ في الأردنّ الكنعانيون وهُم أحد الشعوب الساميّة الذين هاجروا من الجزيرة العربيّة واستقرّوا على سواحل بلاد الشامّ ومنها الأردنّ.

مِن الحضارات التي سكنت الأردنّ أيضاً هُم الأدوميون، والذين سكنوا منطقة الشراة من الأردن، حيث امتدّ نفوذهُم من العقبة جنوباً، وحتّى وادي الحسا شمالاً، حيث اتّخذوا مدينة بصيرا بالقُرب من الطفيلة عاصمةً لهُم.

سكنَ المؤابيون الأردنّ وأسسَوا حضارةً لهُم تمتدّ من وادي الحسا، وحتّى منطقة وادي الموجب في الأردن، وينتمي هؤلاء المؤابيون إلى الشعوب الساميّة، وكانت عاصمتهُم هي ذيبون أو ما يُعرف بذيبان اليوم في مدينة مأدبا.

من أشهر من سكنَ الأردن العمونيون الذين امتدّت أراضيهم إلى الشمال الشرقيّ من مؤاب، وبنوا حضارةً لهُم في منطقة عمون وكانت حضارة متطوّرة، ونذكر كذلك حضارة الأنباط الذين أسسوا مدينة البتراء الورديّة والتي نحتوها في الصخر فكانت مُعجزةً بشريّة ما زالت ماثلة في تاريخ الأردنّ حتّى اليوم.

تاريخ الأردنّ الحديث

ما يخُصّ تاريخ الأردنّ في العصر الحديث، فإنّ الذاكرة الأردنيّة تعُجّ بالكثير من الأحداث والأمور التي أدّت إلى ظُهور الأردن على الخارطة العالميّة كواحدة من أهمّ الدول في منطقة الشرق الأوسط، حيث ترفل الأردن اليوم تحتَ حُكم الهاشميين، وكانَ هذا الأمر حينَ حدثت الثورة العربيّة الكُبرى في عام 1916 للميلاد بقيادة الشريف الحُسين بن عليّ.

أعلنَ الحسين بن علي الثورة على ما يُعرف بحزب الاتحاد والترقّي الذي كانَ قد امتهنَ العرب وسفكَ دماءهُم بغير حقّ، على يد السفاح جمال أتاتورك، فكانَ من نتائج الثورة أن أُنشئت في الأردن إمارة سُميّت بإمارة شرق الأردن بقيادة الأمير عبد الله الأول، وهوَ أحد أبناء الشريف الحُسين بن عليّ وكانَ ذلك في عام 1921 للميلاد، وما زالَ الأمر تحتَ مُسمّى الإمارة حتّى تمّ الإعلان في يوم 25/5/1946 بأنَ الأردنَ دولة مُستقلّة استقلالاً كاملاً من الاستعمار البريطاني وتمّ إعلانها مملكة مُستقلّة تُدعى بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة.