الله خير حافظا طب 21 الشاملة

الله خير حافظا طب 21 الشاملة

الله خير حافظا

هناك قصة تقول أن عائلة مسافرة من مدينة الى أخرى وأثناء سيرهم في الطريق توقفوا لاقامة الصلاة و كانت اما صلاة المغرب أو العشاء , و هناك صوت عواء ذئاب , كانت المرأة تصلي و المرأة شعرت أن هناك شيء يقترب منها مما جعلها تعجل في صلاتها , و السبب خوفها من هذا الشيء الذي يتحرك حولها , أسرعت و سلمت و رأت ما يشيب له الرأس , طفل رضيع يتحرك حولها , و من الخوف تساءلت أهو أنس أم جن ! و لكن حين اقتربت منه و رأته و لمسته و لاحظت كم هو بارد و جائع و خائف , فكرت أنها ستأخذ هي و زوجها هذا الطفل معهما , لكن زوجها رفض بشكل بات , و لم يسمح لها بذلك , حاولت اقناعه و استضعافه و استمالته كنه قاسي القلب و شديد و غليظ و عديم الرحمة , رفض أن يأخذ الطفل و هي خافت , ما مصير هذا الطفل في هذا المكان الموحش المخيف , هل سيجد من ينقذه أم ماذا ؟ فشلت كل الطرق مع زوجها بالرغم من اصرارها و استمرارها بالمحاولة و الرجاء و البكاء , تضرع بخوفه من الوقوع بمشاكل مع الشرطة و المسائلة القانونية , بعد أن يئست أرضعته و ألبسته و عوذته بكلمات الله التامات , و وضعته بشكل واضح الى جانب شجرة , و و وضعته بجانبه قطعة قماش تلفت النظر لتدل عليه , و ذهبت بالرغم من حزنها و استمرارها بالدعاء له , و حين وصلوا للمدينة التالية ذهبت المرأة مباشرة لأهلها و أقنعتهم بالذهاب للبحث عن الطفل , و ذهبوا للبحث عنه و وجدوه حيث تركته الى جانب القماش , حضنته و بكت بكاء عميقا و شكرت و حمدت الله سبحانه و تعالى أنه حفظه و رعاه , و توجهت للشرطة مباشرة و سلمت الطفل , و اكتشفت عن طريق الشرطة أن عائلة الطفل تعرضوا لحادث في منطقة قريبة مما وجدوه و توفيت العائلى كاملة الا الطفل الذي لم تجده الشرطة و عممت عليه أنه مفقود و شكرت جهودها لانقاذ الطفل الذي عاد سليما .

سبحان الله الذي حفظ هذا الطفل و حفظنا جميعا من حوادث و ظروف لم تكن بالحسبان لكنا أصبنا بها لولا حفظ الله سبحانه و تعالى و رحمته .

ولاسم الله "الحفيظ" عدة معاني :

1: حفيظ بمعنى عليم : حفيظ لا ينسى , كُلُ أعمالك و كل أقوالك و كل مواقفك و كل حياتك من خير و شر محفوظ عند الله تعالى فالله تعالى يحفظ كل شيء و لا ينسى .

قال تعالى : "لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ و َقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَ نَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ" صدق الله العظيم .

2 : الحفيظ بمعنى ضِدُّ التضييع : أيّ الله عزّ وجل لا يُضيّع المؤمن بل يَحفَظ له عملَه ويكافئه عليه في الدنيا و الآخرة فالمُستقيم موفّق ومن يغض بصره عن محارم الله كذلك, ،فالمكافأة سعادة زوجية , من يضبط لسانه سُمعتُه عالية ، من يضبط جوارحه يحفظها الله له , أي أن الله سبحانه و تعالى يحفظ حق المسلم و يكافئه عليه .