قال تعالى: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) لقد جاءت هذه الآية للدلالة على عظم الصلاة في جوف الليل، فالساجدون الراكعون بين يدي الله والمُتضرعون الباكون بخشوع يناجون ربهم ويستغفرونه عن ذنوبهم التي اقترفوها في النّهار هم من لا يردهم الله في طلبهم.
وصلاة الليل من السنن المؤكدة المستحبة وورد عن رسول الله مخاطباً عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (نِعـْمَ الرجل عبـد اللـه لو كان يصلـي من الليل).
تصلى صلاة الليل أو قيام الليل في أي وقت بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، وأفضلها ما كان متأخراً.
قيام الليل يكون به العبد مخيراً، فإما أن تكون ركعتان أو أربعة أو ستة أو ثمانية أو عشر أو اثنتي عشرة ركعة، على أن تصلى كل ركعتين على حدة، تنتهي كل ركعتين بالتشهد والسلام لكما في صلاة الفجر، وبعد الانتهاء من قيام الليل يصلى الشفع والوتر، فينهي بهما الإنسان عبادة يومه.
كان محمد صلى الله عليه وسلم يصلي في الليل عشر ركعات، ويزيد عليها الشفع والوتر، فيصير مجموع ما يصليه في الليل ثلاث عشرة ركعة، لكنه لم يشدد على الصلاة مثله وأجاز تخفيفها على من أراد، وليس من المستحب إرهاق النفس حد النعاس وأنت تصلي فكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذات يوم رأى حبلاً في المسجد فقال: (ما هذا) فقالوا هذا حبل لزينب تطرد عن نفسها النعاس، فقال (حلُّوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد).
يفضل في صلاة قيام الليل أن تقرأ بالركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية تقرأ سورة الكافرون، لكن هذا ليس شرطاً لقيام الليل، ولكن هذه سنة عن الرسول عليه السلام، وبعد القيام من الركوع يسن أن تقرأ أحد هذه الأدعية:
وبعد الانتهاء من الصلاة بالتسليم عن اليمين وعن الشمال يمكن أن تردد (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة يستحب الدعاء ورفع الصوت قليلاً.