كيف تكون صلاة الليل
صلاة الليل
صلاة الليل هي إحدى العبادات التي يحبّها الله تعالى، وحثّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي من أفضل الأعمال التي تقرّب المسلم من الله تعالى، إذ قال تعالى حاثّاً الرسول صلى الله عليه وسلم على قيام الليل: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 1-4]
كيفية قيام الليل
إنّ طريقة أداء صلاة الليل هي كباقي الصلوات الأخرى، وتصلى مثنى مثنى كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم دون حدٍّ لها، فمن الممكن أن يصلي العبد القيام بركعةٍ واحدةٍ فقط، ومن الممكن أن يصلي بمئةٍ إن أراد، ويختم العبد في النهاية بركعةٍ واحدة وهي الوتر، ومن الأفضل أن يصلي العبد إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حدّ أيضاً لما يقرأه الإنسان في صلاة القيام؛ فمن الممكن أن يقرأ آيةً واحدةً في الركعة، ومن الممكن أن يقرأ السور الطوال فيها أيضاً، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يطيل في قراءته في الليل، وفي ركوعه، وسجوده، ومناجاته لله تعالى.
وقت صلاة الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأفضل وقتٍ لأدائها هو الثلث الأخير من الليل، ومن الأفضل أن تُختم بصلاة الوتر، فتكون ركعة الوتر هي التي يختم بها المصلي صلاته في ذلك اليوم، إلا أنه لا بأس في أن يوتر المسلم في أوّل الليل إن خشي ألا يستيقظ لأداء الصلاة، وإذا قام في الليل فإنّه يصلي قيام الليل دون أن يوتر مرةً أخرى؛ إذ إنّ صلاة الوتر لا تُصلى مرتين في الليلة الواحدة.
فضل قيام الليل
لقيام الليل الأجر العظيم، وللمواظب عليها الدرجات العليا عند الله تعالى، فالمسلم المواظب على صلاة الليل يجاهد نفسه، ويترك فراشه من أجل القيام لله تعالى دون أن يراقبه أحدٌ، أو يعلم أنّه فعل ذلك، فلا يدخل لهذا الرياء في قلبه أيضاً، ولهذا قال الله تعالى في أجر من يقومون الليل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 16-17] ، وكذلك فإنّ الآيات والأحاديث الدالة على فضل صلاة الليل كثيرةٌ جداً.
الاستيقاظ لقيام الليل
صلاة الليل تتطلب عزيمةً ورغبةً في أدائها، وحبّاً لله تعالى كي يستطيع الإنسان ترك فراشه في البرد والحرّ والقيام للصلاة، ولكن هناك بعض الأمور التي تساعد على قيام الليل أيضاً؛ وأوّلها التوجه إلى الفراش باكراً، فلا يمكن أن يستيقظ الإنسان في الثلث الأخير من الليل إن كان ينام قبله بساعةٍ أو ساعتين، كما أنّ عليه أن يطلب من الله تعالى ويدعوه ليعينه على أداء الصلاة؛ فمن رحمته تعالى أنّه يعين الناس على عبادته، ويجب الحرص على عدم نسيان الأذكار التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل النوم، إذ إنّها تعين أيضاً على الاستيقاظ، ، وليس من الضروريّ أن تبدأ بعددٍ كبيرٍ من الركعات، بل يمكن الاستيقاظ في البداية قبل الفجر بوقتٍ قليل وتصلي ركعتين خفيفتين، وتحاول زيادتهما شيئاً فشيئاً، فيقول ثابت البناني رحمه الله: (كابدت نفسي على القيام عشرين سنة، وتلذذت به عشرين سنة).