تصلى صلاة الليل على شكل مثنى مثنى، أي ركعتان ركعتان وهذا هو مذهب جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة وقول كلّ من أبي يوسف ومحمد من الحنفية، واختاره كل من ابن باز وابن عثيمين، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (صلاةُ الليلِ مثنى مثنى فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدرككَ فأَوْتِرْ بواحدةٍ قال فقيل لابنِ عمرَ ما مثنى مثنى قال تُسَلِّمُ في كلِّ ركعتينِ)،[1] وصلاة قيام الليل سنة عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حيثُ كانَ يقوم الليل تارةً إذا انتصفَ، أو قبلَ منتصف الليل بقليل، أو بعده بقليل، وربما كانَ يقوم الليل عندَما يسمع صوت صياح الديك والديك يصيح في النصف الثاني من الليل، ولا يوجد عدد معين لركعات قيام الليل فقد لا يزاد عنه أو ينقص منه،[2] وكان الرسول يصلي إحدى عشرة ركعة وليسَ شرطاً أن يصلي المسلم هذا القدر من الركعات، فله أن يزيد عليها أو ينقص منها كما يشاء حسب طاقته وحسب ما يتيسر له.[3]
قيام الليل أعم وأشمل من التهجد، فالقيام يشمل الصلاة وغيرها من العبادات كما يشملها قبلَ النوم وبعده، فقيام الليل يعني قضاء الليل ولو جزء منه حتى لو ساعة في الصلاة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء ونحوها من العبادات، أما التهجد فهو يختص بالصلاة وفي وقته قولان، الأول والذي أجمعَ عليه أكثر الفقهاء هو أنّه يشمل صلاة الليل مطلقاً، والقول الثاني هو أنّه الصلاة بعد الرقود من النوم.[4]
يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء، وآخر وقتها هو وقت طلوع الفجر. وآخر الليل هو الأفضل للقيام فهو وقت النزول الإلهي وتشهدها الملائكة. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه. ومن طمع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ. فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ. وذلك أفضلُ)،[5] وفي شرح الحديث الشريف أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرَ بأن من يخشى أن تفوته صلاة قيام الليل ولا يستيقظ فعليه أن يصلي الوتر قبلَ أن ينام، ومن علمَ أنه يستطيع أن يقوم في وقت النزول الإلهي فذلك أفضل له، حيثُ إنّ وقت آخر الليل أفضل من وقت أول الليل.[6]