كيف تكون من المحسنين طب 21 الشاملة

كيف تكون من المحسنين طب 21 الشاملة

الإحسان

يعدّ الإحسان صفةٌ من صفات العابدين المقرّبين، ويعرّف بأنّه الإتقان، أمّا في الاصطلاح الشرعي، فهو: الإتيان بالمطلوب شرعاً على وجهٍ حسنٍ، وحقيقته أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، ويرافق الإحسان بذل كلّ ما فيه النفع للبلاد والعباد، وفي الإحسان بذلٌ وعطاءٌ، واعترافٌ بالفضل، وقيامٌ بالواجب، فالمحسن يقدّم الخير والنفع للآخرين، ولا يؤذي أحداً منهم، وإن آذوه، فلا يردّ ذلك الإيذاء؛ وإنّما يعفو ويصفح، ويقدّم للآخرين دون انتظار شيءٍ منهم، ويصِلهم إن قطعوه، فهو الغني بالله، لا بالناس، فلأنّه محسنٌ مع الله تعالى، وجد السهولة في الإحسان الناس، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)،[1] والإحسان صفةٌ اتصف بها الله تعالى؛ فهو صاحب الفضل والمِنّة، على كلّ ما خلق في الكون، وكما أنعم على عباده بنعمٍ لا تعدّ، ولا تحصى، وهو الذي يعفو عمّن أساء، ويغفر لمن أذنب، وهو الذي خلق الإنسان في أحسن صورةٍ، وأحسن إليه منذ أن كان جنيناً في بطن أمّه، حتى صار شيخاً كبيراً، وليس ذلك فحسب؛ وإنّما أوصى الله الأبناء ببر آبائهم حين يكبروا، وأمر الله عباده بالإحسان؛ لأنّه أحسن إليهم، حيث قال: (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)،[2] مع شدّة وضوح الفرق بين إحسان الخالق وإحسان المخلوق، كما أنّ الإحسان أرقى منازل العبودية، ولبّ الإيمان، وروح الإسلام، وهو شاملٌ لجميع الأقوال والأفعال، فقد جاء الأمر به عامّاً مطلقاً.[3]

كيفية الوصول لدرجة الإحسان

من أراد أن يصل إلى درجة الإحسان، التي تحقّق حبّ الله تعالى، فعليه المبادرة إلى القيام بأعمالٍ ورد ذكرها في القرآن الكريم، وكلّما بالغ العبد في الحرص على تلك الأعمال، والإكثار منها، كان ذلك من الأفضل له، وفيما يأتي بيانٌ لتلك الأعمال بشكلٍ مفصّلٍ:[4]

درجات الإحسان

يطلق الإحسان على أمرين، أحدهما: الإحسان إلى الغير، والثاني: الإحسان في الفعل، والإحسان أعلى منزلةً من العدل؛ لأنّ العدل إعطاء الإنسان ما عليه، وأخذ ما له، أمّا الإحسان فهو تقديم الإنسان أكثر ممّا عليه، وأخذ أقلّ ممّا له، ولذلك فقد كان ثواب المحسنين أعلى درجةً، وفيما يأتي بيان أحوال العبد مع الله، كما قسّمها العلماء:[8]

المراجع

  1. ↑ سورة فصلت، آية: 34-35.
  2. ↑ سورة القصص، آية: 77.
  3. ↑ أحمد عماري (5-4-2015)، "الإحسان: فضله وحقيقته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ عبد الستار المرسومي (2-12-2014)، "الله يحب المحسنين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 195.
  6. ↑ سورة المائدة، آية: 93.
  7. ↑ سورة آل عمران، آية: 134.
  8. ↑ محمد صقر (7-4-2013)، "من أسباب محبة الله تعالى عبدا (الإحسان)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  9. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  10. ↑ رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن محمود بن لبيد الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 71/4، صحيح.