كيف تكون إنساناً صبوراً طب 21 الشاملة

كيف تكون إنساناً صبوراً طب 21 الشاملة

الصبر

يطلق الصبر في اللغة على الحبس والمنع والتحمّل، دون شكوى وتضجّرٍ واستعجالٍ للأمور،[1] وعرّف شيخ الإسلام ابن تيمية الصبر الجميل بأنّه الصبر الذي لا يكون فيه شكوى ولا معه، أمّا الصبر اصطلاحاً: فهو الثبات على الأحكام الواردة في القرآن الكريم، والسنّة النّبوية، ومنع النفس من السخط والجزع والتضجّر، وعلى المسلم أن يتحلّى بالصبر، فقد ذكر الله تعالى الصبر في أكثر من تسعين موضعاً في القرآن الكريم، ربطه وقرنه بالصلاة، وكلّ أمور الدين متعلقةٌ بالصبر، فالقيام بالطاعات، والعبادات، وترك المعاصي والفواحش يحتاج إلى صبرٍ عظيمٍ، وللصبر ثلاثة أنواع؛ فإمّا أن يكون صبراً على الطاعات والعبادات، أو صبراً عن المحرّمات والفواحش، أو صبراً على الابتلاءات والمحن، والصبر من الأوامر التي أمر بها الله تعالى عباده، حيث قال: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)،[2] ومن الثمار التي يُجنيها العبد بصبره؛ تحقيق الإيمان في القلب، فرُوي عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: (الصّبر نصف الإيمان)، وبالصبر يتحقّق الخضوع والتذلّل لله تعالى، وتحقيق ووصول للصدق والتقوى والهداية، ونيلٌ للرحمة من الله تعالى، وتكفيرٌ للذنوب والسيئات، ونيلٌ للأجر العظيم.[3]

كيفية التخلّق بالصبر

يمكن للعبد أن يتخلّق بالصبر بمجموعةٍ من الوسائل، وفيما يأتي بيان البعض منها:[4]

صبر الرسول

تحمّل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الأذى الشديد في سبيل الدعوة ونشر رسالة الإسلام، وصبر على ذلك صبراً عظيماً، ومن ذلك تحمّله للأذى الجسدي من قومه وأهله وقبيلته وهو في مكة المكرمة، فمن الابتلاءات التي تدلّ على ذلك ما حصل معه عندما كان يصلّي في حجر الكعبة، فذهب إليه عقبة بن أبي معيط، ووضع ثوبه في عنق النبي، وحبس أنفاسه، وخنقه خنقاً شديداً، حتى ذهب إليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ليُبعده عن النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الأذى النفسي الذي تحمّله اتهامه بالجنون والكهانة والسحر، وبأنّه شاعر، واتهامه أيضاً بأنّ الآيات التي أُرسل بها ما هي إلّا أساطير الأولين، ومن ذلك ما قاله له أبو جهل: (اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ)، فأنزل الله تعالى قوله: (وَما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ*وَما لَهُم أَلّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّـهُ وَهُم يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ)،[11] وكان أبا جهلٍ يكذّب النبي في كلّ الأماكن التي يدعو فيها إلى توحيد الله تعالى.[12]

المراجع

  1. ↑ "تعريف ومعنى صبر"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 45.
  3. ↑ "الصبر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "(27) وسيلة للوصول إلى الصبر والتشبث به"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الأنبياء، آية: 23.
  6. ↑ سورة آل عمران، آية: 40.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 156.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم: 918، صحيح.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 216.
  10. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 687، صحيح.
  11. ↑ سورة الأنفال، آية: 33-34.
  12. ↑ "صبر النبي صلى الله عليه وسلم"، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-9-2018. بتصرّف.