الذكاء متعدّد فكما يتمتع الكبار بأصناف الذكاء المُختلفة يتمتتع الصغار أيضاً، فبعض الصغار يحبون الكتب والمسائل وبعضهم أذكياء في التعامل مع الأطفال الآخرين عند التقائهم بهم، فذكاء الطفل خاص كما شخصيّته، فالذكاء يتشكل مع شخصيته فيكونان معاً كيانه الخاص، وتقول الدراسات التي تهتم بالذكاء أنّ هذا الجيل أذكى من الأجيال السابقة، وأنّ كل جيل يأتي أذكى من سابقه حسب دراسة Flynn effect.
الذكاء بشكل عام هو القدرة الذهنيّة التي تعكس مقدرة الإنسان على التحليل والتعامل، وهو يعمل على تحسين وتسريع القدرة على التعلم والتحليل، والفهم، وحل المشكلات، ويؤثر أيضاً على التصرّفات اليومية والسلوك.
من المعروف أنّ الوراثة تلعب دوراً مهمّاً في الذكاء لدى الأطفال والإنسان بشكل عام، وتبلغ نسبة تدخل الوراثة في ذكاء الإنسان إلى 80% من ذكائه ومقدرته، أما البيئة فهي مؤثر مهم أيضاً والدليل على هذا تزايد الذكاء جيلاً بعد جيل، فمع وجود الاستعداد الوراثي لدى الأطفال تصبح البيئة هي القادرة على تنمية هذا الذكاء كالبذرة القابلة للنمو لكن التربة هي التي ستساعدها برطوبتها وعناصرها المغذّية على النمو؛ فالتربة هي البيئة هنا، فالبيئة والوراثة تلعبان معاً الدور الأهم في نموّ الطفل، فإمّا أن تساعداه على النشأة بذكاء أو تثبّط ذكاءه وإمكانياته.
عند وضع الطفل من أربع إلى خمس سنوات في مدرسة توفر وسائل غنية بالمعرفة وتركز على تنمية الذكاء، سيحصل على معدل ذكاء IQ أعلى، وينخفض معدل الذكاء IQ إن سُحب الطفل من البيئة المحفّزة، كما أنّ تأثير البيئة المحيطة في الطفل ينخفض كلّما تقدّم عمر الطفل.