كيفية محبة الله طب 21 الشاملة

كيفية محبة الله طب 21 الشاملة

محبة الله

إن من لوازم الإيمان محبة الله عز وجل ومحبة رسوله وعباده المؤمنين، وبالمقابل يجب على العبد المسلم بغض أعداء الله سبحانه من الكفرة والمشركين والطغاة والملحدين، فأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة، آية (24): (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).

يتوعد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أن من يُقدم حب أهله وماله وعشيرته وأعماله على حب الله ورسوله بأمر لا يُحمد عقباه، ومن المعلوم أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله عز وجل ومقرونة بها، لذلك يجب أن نقدم محبة الله سبحانه وتعالى على كل شيء، حتى أنفسنا التي بين جنبينا، فلا حب يعلو على حب الله سبحانه وتعالى، ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أهمية حب الله وحبه، حيث جعل صلوت الله وسلامه عليه محبة الله ورسوله من علامات الشعور بحلاوة الإيمان في قلوب المؤمنين، ففي الصحيحين، يقول النبي صلى الله عليه وسلّم (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..)، فمعنى حلاوة الإيمان هنا: التلذذ بطاعة الله سبحانه وتعالى، وتحمل المشقات في سبيل ذلك، وإيثار الطاعة على مُتع الدنيا، لأن محبة العبد المسلم لله تكون بفعل الطاعة وترك المعصية.

كيفية محبة الله

فرض لازم على المؤمن أن يحب الله سبحانه وتعالى ومحبة طاعته، وكره معصيته، وكذلك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بتباع أمره، واجتناب ما نهي عنه، وعندما يتلقى العبد المؤمن دين الله سبحانه بالرضى، ومحبة الأنبياء، وبغض الكفار والفجار، يكون إيمانه قد تم. لهذا كان البغض في الله والحب في الله من أصول الإيمان، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود، (من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله فقد استكمل إيمانه)، فلا بد للعبد المسلم من إيثار محبة الله، وأن تصعد محبة الله في قلبه فوق كل حب، وكذلك على العبد المسلم أن يحب ما يحب الله، ويبغض ما يبغضه، وأن يوالي في الله ويعادي في الله، ويتبع الرسول عليه السلام، وبذلك يتحصل معنى الحب الحقيقي والذي يعني كمال الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم.

الطرق التي تؤدي بنا إلى محبة الله ورضاه

وصف الله سبحانه وتعالى للمحبين له

أخيراً، أذكر القارئ العزيز بأهمية محبة الله سبحانه، وأنها من شروط الإيمان بالله ولوازمه، وبالقاعدة الذهبية التي ترتكز عليها صفة المحبة لله، أن المسلم يحب فالله ويبغض فالله ويوالي فالله ويعادي فالله، وليس مرجع الحب إلى هوى العبد، لأن المحبة لا تدخل قلب العبد إلّا بالتسليم للخالق، فأن العبد المسلم يعلم أنه الله لا يرد له إلا كل خير، ويبعد عنه كل شر، محبة الله ليست قولاً، محبة الله فعلاً يستحكم القلب، فتصدُق أفعال المسلم وأقواله وتقلباته وأحواله، لذلك يستحق هذا العبد محبة الله.