-

كيفية تدبير النفايات المنزلية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

النفايات

ينتج عن أيّ نشاط إنساني مخلفات أو فضلات تختلف في نوعيتها ومكانها تبعاً لنوعية النشاط الإنساني سواء أكان صناعياً أو نشاطاً منزلياً،[1] ويمكن تعريف النفايات على أنّها مواد ناتجة عن عمليات إما أن تكون صناعية أو بيولوجية، كما أنّها مواد انتهت الفائدة منها بعد استعمالها مرة واحدة أو أكثر من مرة، وتشكّل هذه المواد خطراً على صحة الكائنات الحية، وأول المتضررين منها هم عمال النظافة والعمال القائمين على حرقها، بالإضافة إلى الإضرار بصحة الأفراد إذا ما تجمعت في منطقة ما، ولذلك يجب التعامل معها بالطريقة الملائمة وبأسرع وقت ممكن.[2]

تتنوّع هذه الفضلات التي تُسمّى نفاياتٍ إلى عدة أنواع، ألا وهي: النفايات المنزلية، والنفايات الصناعية، والنفايات النووية، وتعتبر النفايات النووية أكثرها خطورة؛ إذ تسبّب أضراراً كبيرة يبقى أثرها على مدى السنين اعتماداً على فترة نصف العمر للعناصر الداخلة في تكوينها، أما النفايات الصناعية فهي التي تنتج عن الصناعات المختلفة، أما درجة خطورتها فتعتمد على نوع الصناعة، مثل: الصناعة المعدنية أو الصناعات الكيميائية، وينتج عن الصناعات المعدنية العديد من المعادن الثقيلة الضارة، مثل: الرصاص، والزنك، والنحاس، والتي ينتج عنها أكاسيد ضارة للكائنات الحية سواء أكان إنسان أو نبات أو حيوان، أما النفايات المنزلية والتي هي محور الحديث في هذه المقالة، فهي عبارة عن فضلات تنتج من الاستعمال المنزلي، مثل مخلفات الطعام، وتكون هذه المخلفات سريعة التعفّن لأنّها تحتوي على مواد عضوية تُصدِر رائحة مزعجة، وتتكاثر حولها الحشرات التي تنقل الأمراض، ولذلك كان لا بدّ من التخلص منها ومعالجتها بسرعة وبعيداً عن المناطق التي يقطنها السكان.[1]

لم تكن مشكلة النفايات ذات أثر كبير في الماضي؛ حيث لم يكن الناس يستخدمون المواد الصناعية بشكل كبير في حياتهم، فكانوا يغلفون أطعمتهم بأوراق النباتات كورق الموز، ويستخدمون القرع الأصفر كأوعية، أو يستخدمون أوعية من الطين بدلاً من العبوّات البلاستيكية، واليوم تعد مشكلة النفايات ذات أثر كبير؛ إذ إنّ الكثير من السلع يتم تغليفها بالعلب المعدنية أو الأوعية البلاستيكية والتي لا تتحلّل بسرعة كالمواد الطبيعية بل تأخذ وقتاً طويلاً جداً،[3] كما ازدادت النفايات في الوقت الحاضر بسبب زيادة أعداد السكان، وارتفاع مستوى المعيشة الناتج عن التطور الصناعي والزراعي، بالإضافة إلى عدم اتّباع الوسائل الصحيحة للتخلص من النفايات ومعالجتها.[1]

إدارة النفايات المنزلية وتدبيرها

يعدّ التخلص من النفايات المنزلية والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن أمراً يحتاج إلى مجهود كبير، ولا يقتصر هذا المجهود على فئة معينة من الناس، بل إنّه يشتمل على مختلف فئات المجتمع والأمانة الخاصة بكل مدينة، بالإضافة إلى جهود الحكومة في سنّ القوانين الخاصة بالتعامل الاقتصادي والصحي مع المخلفات المنزلية، كما للمستثمرين في مجال إعادة تدوير النفايات دوراً هاماً أيضاً، أما دور أفراد المجتمع، فيتجلّى في إعادة استخدام الأكياس البلاستيكية بدلاً من رميها، كما يجب عليهم وضع النفايات في الأماكن المخصصة لذلك، فمثلاً توجد بعض الدول التي تفصل في أنواع النفايات، ولكلّ نوع مرمى خاص به، كما أنّه من الممكن تنظيم ما يُدعى الفرز المنزلي للنفايات، وهو يعبّر عن تصنيف أنواعها حسب المصدر المصنوعة منه، ووضع حاويات خاصة أمام المنازل كل منها يختلف في شكله ولونه تبعاً لنوع النفايات المطروحة فيه؛ الأمر الذي يقلّل من تكلفة معالجة النفايات بشكل عام ويجعلها أكثر جدوى اقتصادية.[4]

ويجب أن يتم تدوير النفايات المنزلية والتي لا بدّ من تراكمها مثل النفايات الورقية والمعدنية والزجاجية، وإعادة استخدامها في أمور أخرى مفيدة، كما يمكن تصنيع الأسمدة العضوية من بقايا الأطعمة التي يتم رميها، والتي يتم خلطها مع مخلفات الحدائق لصنع سمادٍ عضويّ للتربة، أما النفايات الأخرى التي لا يمكن الاستفادة منها وإعادة تدويرها بأي شكل من الأشكال، فيتم دفنها في مدافن خاصة أو حرقها،[4] ويمكن إعادة استعمال الأشياء في المنزل بدلاً من التخلص منها والتي بدورها تقلّل من حجم النفايات، ومن الأمثلة على ذلك:[3]

  • الاستفادة من أوراق تغليف الهدايا في تجليد الكتب المدرسية، كما يمكن استعمالها لتغليف هدايا أخرى، أو تغليف صناديق بأحجام مختلفة، ويمكن استعمالها في صناعة الألعاب.
  • صناعة أشكال مختلفة من الورق ومن الجرائد؛ عن طريق خلط ثلاثة أكواب ماء مع كوب طحين ومن ثم غمس الأوراق والجرائد بها ووضعها فوق بعضها إلى أن يتم تشكيل شكلاُ معيناً، ويمكن الاستعانة بالأقلام التالفة أيضاَ.
  • التقليل من استعمال الأوراق ما أمكن الأمر؛ عن طريق الاعتماد على الوسائل الإلكترونية بدلاً من طباعة المعلومات على الورق، والكتابة على الوجه النظيف من الأوراق المطبوعة، كما يُفضّل استخدام قطعة قماش في المطبخ بدلاً من الإكثار من استعمال المناديل الورقية.
  • استغلال الصناديق والعلب في صنع أشياء مفيدة، مثل صنع صندوق لتوفير النقود، أو صناعة صناديق توضع في الجوارير لتنظيم الأشياء الشخصية، كما يمكن زراعة النباتات في الصناديق والعلب المختلفة بدلاً من التخلص منها.
  • شراء الأثاث المستعمل بدلاً من إتلافه.
  • عمل مماسح لغرف المنزل من قطع القماش القديمة أو الملابس البالية، أو صناعة الدمى أو الوسادات بأحجام مختلفة، أو صناعة رُقَع مختلفة لمسح الغبار، كما يمكن نزع الأزرار والسّحّابات عن الملابس القديمة للاستفادة منها في أمورأخرى.
  • تجنُّب شراء المواد المغلّفة بلاستيكياً ما أمكن وشراء المواد المغلفة بأمور يمكن إعادة استخدامها، ومحاولة الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية في التسوّق عن طريق استعمال سلّة خاصة بالتّسوّق؛ إذ إنّ البلاستيك بطئ التحلل، كما يُفضّل استعمال أوعية محكمة الإغلاق في حفظ الأطعمة بدلاً من استعمال التغليف اللاصق الذي يتم التخلص منه بعد كل استعمال.
  • محاولة إصلاح الأشياء التالفة ما أمكن بدلاً من التخلص منه وشراء أثاث جديد كالأثاث الخشبي.
  • إعادة استعمال حمالات الملابس في تعليق أشياء أخرى، مثل الأشتال، والصور وغيرها.[5]
  • استغلال الأكواب البلاستيكية في صنع ألعاب للأطفال.[5]
  • استغلال بقايا ورق الحائط في تغليف الهدايا.[5]

تصنيف النفايات المنزلية

تُصنّف النفايات المنزلية إلى نفايات منزلية طويلة الأجل ونفايات منزلية قصيرة الأجل، وفي ما يلي شرح مبسط عن كل منهما:[6]

وهي عبارة عن نفايات تنتج عن نشاط الإنسان ويتخلص منها يومياً، ومن الأمثلة عليها:

  • نفايات الطعام: وتتمثل في وضع طعام غير مستهلك في مكب النفايات، كما تشتمل على مخلفات الطعام، مثل: قشور الفواكه، وعظام اللحوم، وقشور الخضراوات، والحبوب، وما إلى ذلك.
  • نفايات ورقية: وتتمثل في مختلف أنواع الأوراق التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية، مثل أوراق الكتب والمجلات، وأوراق الكتابة، والمناديل الورقية.
  • نفايات بلاستيكية: وتتمثّل في الأواني المصنوعة من البلاستيك مثل الملاعق والأكواب والأطباق، والتي يستخدمها الأفراد بدلاً من استخدام الأواني الزجاجية، ويختلف هذا الصنف من النفايات عن النفايات الورقية ونفايات الطعام في أنّ البلاستيك لا يتحلّل بشكل كامل، وحتى أنّ بعضاً من أنواع النفايات البلاستيكية يمكن أن تبقى كما هي عليه.
  • نفايات زجاجية ومعدنية: وتتمثّل في القوارير الزجاجية والعلب المعدنية التي يتم تعبئة المواد الغذائية بها مراعاة لأمور صحية، مثل منع المادة الغذائية من التعفن أو التأكسد؛ حيث يعتبر من السهولة أن تمرّ الغازات عبر جدران الأوعية البلاستيكية، وبالتالي تلف المواد الغذائية المعبّأة فيها.
  • نفايات منزلية من أنواع أخرى: من أنواع النفايات الناتجة في المنزل أيضاً المياه العادمة والناتجة عن الممارسات اليومية للإنسان، بالإضافة إلى المخلفات الناتجة من الحدائق مثل أوراق الأشجار المتساقطة، والتي يمكن استعمالها على أنّها سماد طبيعي عضوي بعد خلطها مع بقايا الطعام لتسميد التربة.

وهي عبارة عن نفايات تتشكّل على مدى طويل يصل من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر، وتشتمل على الثلاجات ومختلف الأجهزة الكهربائية الموجودة في المنزل، بالإضافة إلى الأثاث، وأواني المطبخ، والأجهزة الإلكترونية المختلفة، ومعظم هذه النفايات يمكن إعادة استغلالها اقتصادياً.

المراجع

  1. ^ أ ب ت عن كتاب في الثقافة والتنوير البيئي، "أصناف النفايات والعوامل المؤدية إلى زيادتها"، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-16م. بتصرّف.
  2. ↑ "النفايات.. مخاطر صحية وبيئية"، www.aljazeera.net، 2015-8-24، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-16. بتصرّف.
  3. ^ أ ب جورج كرزم ، "آليات التعامل مع النفايات المنزلية الصلبة "، www.maan-ctr.org، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-16. بتصرّف.
  4. ^ أ ب فارس بن دباس عبدالرحمن السويلم (2016)، النفايات المنزلية: بين إعادة التدوير والأضرار الصحية والبيئية (الطبعة الأولى)، الرياض- المملكة العربية السعودية: العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة 62-67. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت كتاب في الثقافة والتنوير البيئي، "نماذج تدوير بعض المخلفات الصلبة والنفايات المنزلية"، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-17. بتصرّف.
  6. ↑ فارس بن دباس عبدالرحمن السويلم (2016)، النفايات المنزلية: بين إعادة التدوير والأضرار الصحية والبيئية (الطبعة الأولى)، الرياض- المملكة العربية السعودية: العبيكان للنشر والتوزيع، صفحة 19-31. بتصرّف.