تظهر العين (بالإنجليزية: Eye) على شكل كرة مملوءة بمادة هلامية (بالإنجليزية: Vitreous humor) خلف العدسة (بالإنجليزية: Lens)، ومادة سائلة بين القزحية (بالإنجليزية: Iris) والقرنيّة (بالإنجليزية: Cornea)، ولعلّ هذا ما يُساعد العين على المحافظة على شكلها الكرويّ الذي يُشبه بانتفاخه البالون. وفي الحقيقة يتمّ قياس ضغط العين (بالإنجليزية: Eye Pressure) بلمس القرنية بأداة طبيّة مخصصة لهذا الغرض ووحدة قياس الضغط هي مليمتر زئبق (بالإنجليزية: mm Mercury) واختصاراً مم زئبق، وإنّ ضغط عين الإنسان يختلف خلال اليوم، ولكن يظلّ يتراوح ما بين 10-21مم زئبق. وقد يطرأ تغيرات على ضغط العين فيرتفع عن 21مم زئبق مُسبّباً بذلك الجلوكوما أو ما يُعرف بالمياه الزرقاء (بالإنجليزية: Glaucoma) على العين، أو يُسبّب حالة ارتفاع ضغط العين (بالإنجليزية: Ocular Hypertension)، والفرق بين الحالتين هو أنّ العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Nerve) يتلف في حالات الجلوكوما، بينما لا يتلف في حالات ارتقاع ضغط العين الأخرى، ومن زاوية أخرى؛ تجدر الإشارة إلى أنّ العصب البصريّ قد يتلف عند إصابة العين بالمياه الزرقاء على الرغم من عدم تجاوز ضغط العين 21مم زئبق، وهذا ما يُعرف بالجلوكوما ذات الضغط الطبيعي (بالإنجليزية: Normotensive Glaucoma).[1]
تُقدّر نسبة المصابين بارتفاع ضغط العين بما يُقارب 3-6 ملايين شخصٍ، 4-10% منهم قد تجاوزوا الأربعين من العمر، ويمكن القول إنّ حالات ارتفاع ضغط العين يُتوقّع أن تتطوّر إلى الإصابة بالمياه الزرقاء، ولذلك يُولي الأطباء هؤلاء الأشخاص رعاية خاصةً وفحصاً دورياً حرصاً على تجنب الإصابة بالمياه الزرقاء وتشخيصها فور حدوثها؛ حيث أشارت كثير من الدراسات إلى أنّ احتمال تطور ارتفاع ضغط العين إلى المياه الزرقاء يُقدّر بـ10% خلال الخمس سنوات القادمة من عمر المصاب في حال عدم امتثاله للعلاج، بينما تنقص النسبة لتصل إلى 1-5% في الحالات التي يخضع فيها المصاب للعلاج بالأدوية والجراحة حال لزومها، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يكون لديهم سمك القرنيّة قليلاً يكونون أكثر عُرضةً للانتقال من مرحلة ارتفاع ضغط العين إلى المعاناة من المياه الزرقاء، ولذلك يفحص الأطباء سمك القرنية في المصابين خاصةً، ويُعتقد أنّ الأمريكيين السود أكثرعُرضة لتطور الحالة إلى المياه الزرقاء مقارنةً بالبيض؛ وذلك لامتلاكهم قرنيّة قليلة السُمك.[2]
هناك مجموعة من العوامل تزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط العين، وكذلك احتمالية ظهور المياه الزرقاء على العين، ومن هذه العوامل ما يلي:[3][2]
يهدف علاج ارتفاع ضغط العين إلى منع تطور المرض ووصول المصاب إلى مرحلة فقد البصر، ووغالباً ما يتم علاج الأشخاص الأكثر عرضة للانتقال إلى مراحل المرض المتقدمة كالحالات التي يكون فيها ضغط العين أعلى من 28مم زئبق بشكل مستمر، وكذلك يُعالج الأطباء المختصون الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات تلف العصب البصريّ ومنها الشعور بالألم، أو الهالات الضوئية (بالإنجليزية: Halos)، أو زغللة النظر (بالإنجليزية: Blurred Vision).[2]
قد يلجأ الطبيب لاستخدام دواءٍ واحد أو أكثر للعمل على خفض ضغط العين المرتفع، وغالباً ما تكون هذه الأدوية على شكل قطرات عيون (بالإنجليزية: Eye Drops)، ويجدر بالمصاب الالتزام بتناول الدواء كما يصف الطبيب، وعادةً ما تُجرى مراجعة للمريض بعد 3-4 أسابيع من بدئه العلاج، وفي بعض الحالات بعد 6-8 أسابيع؛ وذلك لأنّ بعض الأدوية لا تُعطي الأثر المرجوّ إلا بعد مضيّ هذه الفترة، ومن هذه الأدوية بماتوبروست (بالإنجليزية: Bimatoprost)، وترفوبروست (بالإنجليزية: Travoprost)، ولاتانوبروست (بالإنجليزية: Latanoprost)، وفي هذه المراجعة يقوم الطبيب بفحص ضغط العين لمعرفة مدى فعالية الدواء، وفي حال كان الدواء قد أبدى المفعول المتوقع ولم تظهر على المصاب آثار الدواء الجانبية؛ فإنّه يُكمل العلاج، ثمّ تُطلب منه مراجعة الطبيب بعد 2-4 أشهر.[2]
في الحقيقة لا يُلجأ لخيار الجراحة (بالإنجليزية: Surgery) في علاج ارتفاع ضغط العين إلا إذا كان المصاب غير قادر على تناول الدواء أو المداومة عليه، وذلك لأنّ الخطر المحتمل للعمليات الجراحية والليزر (بالإنجليزية: Laser) أكبر بكثير من خطر مضاعفات ظهور المياه الزرقاء على العين الناتجة عن ارتفاع ضغط العين.[2]