كيف تتم صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارةفي الحياة هناك الكثير من الأحداث والوقائع التي لا يدري العبد ما هو الخير له فيها، فتشتبه عليه الآراء، ويشعر بحيرةٍ في قلبه، ولا يدري ما يختار؛

صلاة الاستخارة

في الحياة هناك الكثير من الأحداث والوقائع التي لا يدري العبد ما هو الخير له فيها، فتشتبه عليه الآراء، ويشعر بحيرةٍ في قلبه، ولا يدري ما يختار؛ كأمور الزواج، والبيع والشراء، والسفر، والانتقال من عملٍ إلى آخر، فيلجأ العبد في تلك الحالة إلى ما يسمّى بصلاة الاستخارة: وهي الصلاة التي يصلّيها المسلم، ويلجأ فيها إلى الله تعالى، ليطلب منه اختيار الخير له، في الأمر الذي استُشكل عليه، ولا يدري ما الخير في فعله أو تركه، فيدعو الله -تعالى- أن ييسرّ الله له الخير، والأفضل له في ذلك الأمر.[1]

والأمور التي يستخير فيها العبد حسب إجماع المذاهب الأربعة هي الأمور المندوبة؛ فعندما يجتمع لدى الإنسان أمران مندوبان مثلاً، أو أكثر، فيستخير في أيّهما يبدأ، أو أيهما يقتصر عليه، دون أن يستخير في أصل المندوب؛ لأنّه بيّنٌ واضحٌ، والأمور التي لا مجال للعبد الاستخارة فيها هي الأحكام الواجبة؛ لأنّها بيّنةٌ لا مجال فيها للاستخارة، وكذلك المحرّمات والمكروهات لا يُستخار فيها؛ لأنّ الأدلة على شرّها موجودةٌ ومعروفةٌ.[2]

وعلى الإنسان أن يستخير ويطلب ما الخير له من الله تعالى، في أموره جميعها، سواءً أكانت أمورٌ يشكّ العبد في الصواب منها، ووجود الخير فيها له، أو كانت الأمور واضحةً بيّنةً عنده، لا حيرة في نفسه، فإنّ الاستخارة هي سؤال الإنسان الله -تعالى- دائماَ السّداد في أمره، وإنّ الله -تعالى- هو من يعلم الخير للإنسان في جميع أموره، فالإنسان عاجزٌ على معرفة ذلك، ففي كثيرٍ من الأحيان يتيقنّ العبد أنّ ذلك الأمر خيرٌ له، وذلك الأمر شرٌّ له، ثمّ يظهر عكس ذلك، فعلى الإنسان دعاء الله -تعالى- دائماً في الأمور المشكوك فيها، وفي الأمور البيّنة المجزوم فيها.[3]

أقوال المذاهب في كيفية الاستخارة

وردت ثلاث أقوالٍ لأصحاب المذاهب في كيفيّة الاستخارة، فيما يأتي بيانها، وبيان الراجح منها:[2]

  • القول الأول: وهو القول الراجح على بقيّة الأقوال، حيث أجمعت المذاهب الأربعة بأنّ صلاة الاستخارة هي عبارة عن أداء ركعتين منفصلتين عن الفرائض، وبعد الانتهاء من الركعتين يدعو المسلم الله -تعالى- بدعاء الاستخارة.
  • القول الثاني: وهو قول مذهب الحنفيّة، والمالكيّة، والشافعيّة، وهو أنّ المسلم إذا لم يستطع أن يؤدّي صلاة الاستخارة، بصلاةٍ ودعاءٍ مجتمعين، فلا مانعٌ من دعاء الاستخارة فقط، دون أن يسبقه صلاةً.
  • القول الثالث: وهو قول مذهب المالكية، والشافعية، وهو على وجهين: الأول منهما وهو الأولى: أن يدعو المسلم دعاء الاستخارة، عند الانتهاء من أداء أيّ صلاةٍ كان يصليها، مع النّية في ذلك، والثاني: جوازها من غير نيّةٍ، كتحية المسجد.

صفة صلاة الاستخارة

إنّ صلاة الاستخارة هي عبارةٌ عن ركعتين يصلّيهما المسلم، حسب إجماع المذاهب الأربعة، وهناك رأيٌ لمذهب الشّافعيّة على أنّه بإمكان المسلم صلاة أكثر من ركعتين، وحجّتهم في ذلك أنّ الركعتين هم أقلّ ما يُمكن للمسلم أداء الاستخارة به، فبذلك يجوز أكثر، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة أداء صلاة الاستخارة بالخطوات بشكلٍ مفصلٍ:[1][2]

  • الوضوء.
  • استحضار المسلم نيّته في أداء صلاة الاستخارة.
  • يبدأ المسلم في الصّلاة، فيقرأ سورة الفاتحة، ثمّ يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى؛ سورة الكافرون، ويقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة؛ سورة الإخلاص، وقال بذلك مذهب الحنفية، والشافعية، والمالكية، ولم يذهب لذلك مذهب الحنابلة، فقالوا بأنّ للمستخير قراءة ما يشاء بعد الفاتحة.
  • التسليم، وإنهاء الصلاة.
  • عقب إنهاء الصلاة، يستقبل المسلم القبلة، ليبدأ بدعاء الاستخارة، كما قال بذلك المذاهب الأربعة، في أنّ دعاء الاستخارة، يكون بعد الصلاة مباشرةً.
  • يبدأ المسلم بمناجاة الله تعالى، ودعائه، رافعاً يديه، ويستحبّ قبل ذكر الدعاء، أن يبدأ بالحمد، والصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويُستحسن ذكر الصلاة الإبراهيمية أيضاً.
  • يشرع المسلم بعد حمد الله تعالى، والصلاة على رسول الله، بذكر دعاء الاستخارة، حيث رُوي عن جابر السّلمي، أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يُعَلِّمُ أصحابَه الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها، كما يُعَلِّمُ السورةَ من القرآنِ، يقولُ: إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُلْ: اللهم إنّي أَستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك بقُدرتِك، وأسألُك من فضلِك، فإنك تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلَمُ، وأنت علَّامُ الغُيوبِ، اللهم فإن كنتَُ تَعلَمُ هذا الأمرَ -ثم تُسمِّيه بعينِه- خيراً لي في عاجلِ أمري وآجلِه، قال: أو في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري، فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي، ثمّ بارِكْ لي فيه، اللهم وإن كنتَُ تَعلَمُ أنه شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري، أو قال: في عاجلِ أمري وآجلِه، فاصرِفْني عنه، واقدُرْ ليَ الخيرَ حيثُ كان ثمّ رَضِّني به).[4]
  • يذكر المستخير الأمر الذي يستخير الله -تعالى- فيه، ويسمّيه مرتان في الدعاء، وذلك عند قول: (إن كنت تعلم أنّ ذلك الأمر).
  • ينهي المستخير الدعاء بالصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • يوكل المستخير أمره لله تعالى بعد الانتهاء من الصلاة والدعاء، ويأخذ بالأسباب، ولا يتعجّل الإجابة؛ لورود الكراهة في ذلك، بل يمضي مطمئنّاً، واثقاً باختيار الله -تعالى- له.

فوائد صلاة الاستخارة

هناك العديد من الثمار والفوائد والآثار الناجمة عن صلاة الاستخارة، وفيما يأتي بيان بعضها:[3]

  • سببٌ في قرب العبد من الله تعالى.
  • نيل المسلم الثواب والأجر العظيم.
  • شعور المسلم بالطمأنينة والسكينة.
  • حصول البركة في الأمر المُقدم عليه.
  • يقين المسلم بأنّ ما اختاره الله -تعالى- له هو الخير.

المراجع

  1. ^ أ ب مبدع قطر، "صلاة الاستخارة حكمها - وكيفية صلاتها - وتنبيهات وأمور هامة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 242-246، جزء 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د. أمين الشقاوي (1-8-2012)، "الاستخارة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2018. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله السلمي، الصفحة أو الرقم: 7390، صحيح.

المقال السابق: كيف تكون داعياً الى الله
المقال التالي: كيف أعتني بأسناني

كيف تتم صلاة الاستخارة: رأيكم يهمنا

0.0 / 5

0 تقييم

5
(0)

4
(0)

3
(0)

2
(0)

1
(0)