-

في أي عام توفي الرسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرسول صلى الله عليه وسلم

عند الحديث عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لا بُدّ من العودة إلى حال العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم. لقد كان العرب في شبه الجزيرة العربيّة يعيشون حياة الجاهلية بكل معانيها، فكانوا يعبدون الأصنام تقرّباً إلى الله، وكان القوي يأكل مال الضعيف، وكانت المرأة مثل أي متاعٍ في المنزل لا قيمة لها.

جاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم ليطهّر هذه الأرض من الشرك، ويدعو إلى عبادة خالق الكون ومدبر أمره، أزال الظلمة في عقول الناس وأنار لهم دربهم، أعطى القيمة للإنسان ذكراً كان أم أنثى كبيراً أم صغيراً، ووضع الناس سواسيةً لا فرق بين غني وفقير إلا بالتقوى والإيمان.

حفظ كرامة الفقير، وصان حقوق الضعيف، وربط كل نفسٍ بخالقها، ونظّم شؤون المجتمع بكل تفاصيلها، وأسس لبناء مجتمعٍ عالمي متكافلٍ متضامنٍ، كيف لا يحب المسلمون والناس كافةً هذا النبي الكريم، الرحيم بأصحابه وبغيرهم وحتى من آذوه كيف أكرمهم يوم أن أصبح قادراً عليهم.

وفاة الرسول الكريم

كان يوم الاثنين من الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة يوماً حزيناً، يوماً أسود ليس كمثله يوم، فقد كان هذا اليوم هو يوم وفاة منقذ البشرية جمعاء يوم وفاة محمدٍ الكريم.

مرض الرسول الكريم

أصاب حبيبنا ورسولنا الكريم صداعاً في رأسه بعد أن زار قبور الصحابة في البقيع ودعا لهم بالمغفرة والرحمة، فعاد إلى زوجته ميمونة فزاد عليه المرض، استأذن زوجاته بأن يبيت أثناء مرضه في بيت عائشة رضي الله عنها لقربه من المسجد، فقاده العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وما إن دخل إلى بيت عائشة حتى طلب أن يصبّوا عليه الماء حتى تخفّ عنه الحمى، وأصبح رسول الله غير قادر على الصلاة بالمسلمين، وخلال مرضه صلى الله عليه وسلّم كان الحزن والألم يخيم على الصحابة رضوان الله عنهم، إلا أنّ النبي خرج إلى الصحابة معصوب الرأس وقال" يا أيها الناس بلغني أنّكم تخافون من موت نبيكم، هل خلد نبي قبلي فيمن بُعث إليه فأخلد فيكم، إنّي لاحق بربّي وإنكم لاحقون بي" إلى آخر الحديث الشريف.

عاد الرسول صلى الله عليه وسلّم إلى مخدعه وأغمي عليه ثانيةً ولم يفق من بعدها، وعندما بلغ الخبر الصحابة هرعوا يستفسرون فمنهم من كذّب الخبر ومنه من تاه لا يعرف ماذا يفعل الكل مشتت الذهن غائب عن الإدراك، وبقي الصحابة على هذه الحال حتى خرج عليهم أبو بكر الصديق وقال : "ألا من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حي لا يموت"، فسكت الصحابة وساد الهدوء بين الجموع، وبدأ الصحابة يُجهّزون أنفسهم لدفن الرسول الكريم، وبعد غسله وتكفينه دفن في المكان الذي مرِض فيه في بيت عائشة رضي الله عنها.