تاريخ مصر الإسلامي
تاريخ مصر الإسلاميّ
بدأ تاريخ مصر الإسلاميّ مُنذ دُخول العرب المسلمين إليها فاتحين بقيادة عَمرو بن العاص عام 18هـ، إذ أصبحت ولاية إسلاميّة،[1] وكان ذلك في عهد الخليفة عُمر بن الخطَّاب الذي كان مُؤيِّداً لفكرة عَمرو بن العاص بضرورة التوجُّه نحو مصر؛ لفتحها بعد فَتح فلسطين مُباشرة، حيث بعث إليه الزُّبير بن العوّام، ومجموعة من المجاهدين؛ لمُساندته في الفَتح، واستطاع ابن العاص تضييق الخناق على البيزنطيّين الذين عجزوا عن الوقوف أمام المسلمين، فاضطرَّ المقوقس إلى إبرام مُعاهدة مع المُسلمين؛ ودخل على إثر هذه المُعاهدة الكثير من أهل مصر في الإسلام، أمَّا الباقون على دينهم، فقد دفعوا الجِزية إلى المُسلمين.[2]
أصبحت مصر بعد فَتْحها ولاية إسلاميّة تابعة للخلافة الراشدة، واستمرَّت كذلك حتى ظهرت فيها حركات استقلاليّة بدأت من الدولة الطولونيّة، وحتى دولة المماليك، ثمّ أصبحت تابعة للدولة العُثمانيّة، وقد شهدت مصر في كلّ حِقبة عصر قوَّة، وعصر ضَعف، وفيما يلي أهمّ من حَكَم مصر في فترة القوَّة:[2]
- عَمرو بن العاص.
- أحمد بن طولون.
- صلاح الدين الأيّوبي.
- سيف الدين قُطز.
- المنصور سيف الدين قلاوون.
- سيف الدين قايتباي.
- السُّلطان مراد بن سليم.
الخلافة الأمويّة في مصر
مُنذ أن تولَّى مُعاوية بن أبي سفيان خلافة الدولة الإسلاميّة، جعل مصر القاعدة الرئيسيّة لانطلاق جُيوش المُسلمين نحو أفريقيا، ثمّ الأندلس، إلّا أنَّ مصر لم تكن دائماً مُوالِية للأمويّين؛ فبعد أن تُوفِّي يزيد بن معاوية عام 64هـ، وَقَف المصريّون في صفِّ عبد الله بن الزُّبير ضِدَّ عبد الملك بن مروان، إلّا أنَّ عبد الملك بن مروان استطاع استمالَتهم، وجَعْلهم يدخلون في طاعته، وعلى الرغم من ذلك، لم يقف أهل مصر إلى جانب مروان بن مُحمَّد عندما لجأ إليهم.[3]
ومن الناحية الاقتصاديّة، أبقى الأمويّون على الأُسُس الاقتصاديّة التي وُضِعت في عهد النبيّ، والخُلفاء الراشدين كأساس للنظام الاقتصاديّ للدولة، إلّا أنَّهم أضافوا القليل من التعديلات، ومن الجدير بالذكر أنَّه مع استقرار الدولة الأمويّة، اهتمّ الأمويّون بإنشاء الجسور، والقناطر، وإنشاء المقاييس، كالمقياس الذي أنشأه مُعاوية بن أبي سفيان (مقياس أنصنا).[4]
العصر العبّاسي في مصر
كان الخُلفاء العبّاسيون يُولّون على مصر الأكفياء من قادتها، وأصبحت مصر مدينة المُعسكر التي أنشأها صالح بن علي العبّاسي، ومن الجدير بالذكر أنَّها كانت معبراً آمناً للذين هربوا إلى الأندلس، والمغرب، أمثال: عبد الرحمن الداخل (من الأمويّين)، وإدريس بن عبد الله (من العلويّين)، واللذَين استطاعا تأسيس دولة لهما في كلٍّ من المغرب، والأندلس، تُناهض الدولة العبّاسية، وقد ظهر في مصر في عهد العبّاسيين قادةٌ مُتنفِّذون، مثل: عبد العزيز بن الجارور الذي سيطر على الوجه القَبليّ لمصر، وكذلك السري بن الحَكَم الذي سيطر على الوجه البحريّ، ومن الجدير بالذكر أنّ مصر بَقِيت تابعة للدولة العبّاسية شكلاً، إلّا أنَّها في الحقيقة كانت تتَّجه نحو الاستقلال في منتصف القرن الثالث الهجريّ.[3]
الدولة الطولونيّة
تُعتبَر الدولة الطولونيّة أوَّل دَولة تستقلّ بالحُكم عن الحكومة المركزيّة، وقد أسَّسها أحمد بن طولون الذي كان من الجُند الأتراك، وقد كان والده من موالي خليفة العبّاسيين (المأمون)، ومن الجدير بالذكر أنَّ ابن طولون دخل مصر كنائبٍ للحاكم العبّاسي، إلّا أنَّه استأثر بالحُكم فيها، واستطاع أن يصل إلى الشام، ويفرض سُلطته عليها، كما حَكَم الدولة الطولونيّة خمارويه بن أحمد بن طولون، والذي عقد اتّفاقاً مع خليفة العبّاسيين (المُعتضِد)، عِلماً بأنَّ هذا الاتّفاق يقتضي بإعطاء خمارويه، ووَرَثته الحُكم لمُدَّة 30 عاماً، وقد بدأت الدولة الطولونيّة بالزَّوال بعد عَهد خمارويه؛ إذ أعاد العبّاسيون نفوذ الدولة المركزيّة إلى مصر، ويُذكَر أنَّ حُكم الدولة الطولونيّة قد استمرَّ في مصر ما بين الأعوام 254-292هـ.[5][6]
الدولة الإخشيديّة
أسَّس مُحمَّد بن طغج الدولة الإخشيديّة، وهو ينحدرُمن أُسرة تُركيّة عسكريّة كانت تخدم العبّاسيين، وقد كان مُحمَّد بن طغج حاكماً على مصر في عهد الخليفة الراضي، كما كان يُلقَّب (بالإخشيد)، وهي كلمة تعني: الحاكم، أو الأمير، علماً بأنّه استطاع السَّيطرة على أجزاء كبيرة من الشام أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ نهاية الدولة الإخشيديّة جاءت على يد الفاطميّين الذين استطاعوا احتلال مصر، وإنشاء دَولة فيها.[6]
لقد تميَّزت الدَولة الإخشيديّة بازدهار الفقه، وظهور العديد من أعلامه من أهل مصر، كالفقيه المالكيّ هارون الأسوانيّ، وعلي بن أبي مصر الإسكندرانيّ، والفقيه الشافعيّ أبو بكر مُحمَّد (ابن الحداد)، ومن الأمور الأُخرى التي تميَّز بها الإخشيديّون: اهتمامهم بالصناعة، والتجارة، والزراعة، حتى أنَّ كافور الإخشيديّ بذل جهوداً حثيثة؛ من أجل تنمية الزراعة.[2]
الدولة الفاطميّة
يعتقد المُؤرِّخون أنَّ الفاطميّين ينتسبون إلى عبيد الله المَهديّ، ويُسمّونهم (العبيديّون)، وهم من الشيعة المُتطرِّفين الذين يُمثِّلون الحركة الإسماعيليّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ تاريخ الفاطميّين بدأ في مصر عام 297هـ، وكان حاكمهم (عُبيد الله المَهدي)، عِلماً بأنَّهم انقسموا إلى طائفتين، هما: الحشَّاشون، والنزاريّون الذين ينتسبون إلى نزار بن الحاكم لأمر الله، وقد بنى الفاطميّون مدينة المنصوريّة، وأسَّسوا قصراً للمُعزّ لدين الله، وظلَّت تُعرَف باسم المنصوريّة لمُدَّة أربع سنوات، إلى أن سمَّاها المُعِزّ القاهرة، وجعل لها أربعة أبواب، كما أنشأ جامع الأزهر؛ ليكون خاصّاً بأتباع المَذهب الفاطميّ العُبيديّ، وقد كان انتهاء الدولة الفاطميّة في مصر على يد القائد صلاح الدين الأيّوبي.[6][7]
الأيّوبيون
استطاع نور الدين زنكي الاستيلاء على مصر من الفاطميّين، إلّا أنَّ تأسيس الدولة الأيّوبية في مصر كان في عهد صلاح الدين الأيّوبي الذي يُعتبَر مُؤسِّسها؛ حيث أنهى وجود الفاطميّين في مصر، وأعاد الحُكم السنّي في الشام، ومصر، وتُعتبَر الخلافات التي ظهرت بعد وفاة صلاح الدين الأيّوبي سبباً في ضَعف الدولة الأيّوبية، لا سِّيما أنَّها توافقَت مع حَملة لويس التاسع (الحملة الصليبيّة)، وقد جاءت نهاية دولة الأيّوبيين بعد وفاة آخر ملوكهم (الملك الصالح)، فوَرِث المماليك حُكمَهم بعد أن تولّوا قيادة الحرب التي مات فيها الملك الصالح، وكان ذلك بموافقة زوجته شجرة الدرّ.[6]
ومن الجدير بالذكر أنَّ مصر قد بلغت أَوج ازدهارها في المجال الحربيّ في العهد الأيّوبي، وذلك مُنذ انتصارهم في معركة حطّين؛ فقد أُنشِئ ديوان الجيش الذي يشبه وزارة الدفاع في عصرنا الحالي، كما كانت مصر في عهد صلاح الدين خاصَّة تتمتَّع بنشاط اقتصاديّ لافت؛ إذ كان لها علاقات تجاريّة، ودوليّة مع مُختلف الجمهوريّات الإيطاليّة، مثل: جنوة البندقية، وبيزا.[2]
المماليك
يعود أصل المماليك إلى الجنود (الرقيق) الذين استُقدِموا من قِبل الأيّوبيين؛ لمشاركتهم في الحروب، وهم من سلالتَين: مماليك بحريّة؛ وهم الذين سَكنوا في جزيرة الروضة، في نهر النيل، والمماليك البُرجيّة، وقد سُمّوا بذلك؛ لأنَّهم كانوا يسكنون القلاع، وبعد أن استطاع المماليك السيطرة على الدولة، أحيَوا الخلافة العبّاسية فيها، إلّا أنّهم اختلفوا في نظام حُكمهم؛ فالمماليك البُرجيّة كانوا يعتمدون على نظام الأقدميّة في اختيار السُّلطان، في حين أنَّ المماليك البحريّة قد اعتمدوا نظام الوراثة، ومن الجدير بالذكر أنَّ نهاية الدولة المملوكيّة كانت عام 1811م، على يد مُحمَّد علي.[6]
الدَّولة العُثمانيّة في مصر
أصبحت مصر تابعة للدولة العثمانيّة عام 1517م، وذلك عندما دخلها العثمانيّون، وبَقِيت تحت الحُكم العثمانيّ حتى أعلنت بريطانيا وِصايتها عليها، وذلك في عام 1914م، ومُنذ ذلك الوقت، حصلت العديد من الأحداث، أهمّها: الحملة الفرنسيّة على مصر، وتعيين مُحمَّد علي باشا الذي كان مُنشغِلاً في تأسيس دولة حديثة، وقد حصلت العديد من الخلافات بينه، وبين السُّلطان العثمانيّ في الفترة التي كان فيها مُحمَّد علي باشا والياً على مصر، وانتهت هذه الخلافات بجَعل أكبر أبنائه حاكماً على مصر، وبعد أن انفصلت مصر عن الدولة العثمانيّة بشكل نهائيّ، تمّ تعيين السُّلطان حسين من قِبَل الحماية البريطانيّة.[1]
المراجع
- ^ أ ب "التاريخ"، www.mfa.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "قصة الإسلام في مصر"، islamstory.com، 16-7-2018، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب مصطفى الخطيب (29-3-2016)، "مصر عبر التاريخ الإسلامي"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2018. بتصرّف.
- ↑ "الزراعة والتجارة في العصر الأموي"، islamstory.com، 19-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
- ↑ "الدولة الطولونية"، islamstory.com، 15-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "تداول السلطة في الوطن العربي منذ ظهور الإسلام إلى الدولة العثمانية"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2018. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (26-4-2010)، "الدولة العبيدية الفاطمية في مصر"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.