تقوم كثير من المشاكل والفتن بسبب كلمة طاىشة وغير مسؤولة خرجت من فم شخص غير مسؤول، فاللسان عضو صغير في جسم الإنسان، إلا أنّ الشخص السيّء يستخدمه بطريقة غير صحيحة، ليصبح عضواً خطيراً يسبّب كثيراً من الأضرار للمحيطين وللشخص نفسه.وقد حذّر الإسلام وشدّد على ضرورة حفظ اللسان، وعدم التكلّم به إلا بالحق، وبالكلام الطيّب والجميل، إلا أن بعض الناس لا يجتمعون إلا للغيبة والنميمة، والتحدّث بأعراض الناس.
إشغال اللسان بذكر الله تعالى، والصلاة على النبي، وقراءة القرآن الكريم، فقد قال الشافعي -رحمه الله-: (نفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل).
تجنّب الاختلاط بالأشخاص الذين يستمرّون بالغيبة والنميمة والتحدّث عن الناس، واستبدالهم بالصالحين الذين يمضون وقتهم بذكر الله تعالى، والتذكر دائماً بأنّ الأشخاص الذين تجلس معهم، وتغتاب وتنم برفقتهم، سيغتابونك أنت أيضاً حين لا تكون موجوداً.
التذكّر دائماً لوجود مَلَك عن اليمين يسجّل الحسنات، ومَلَك عن الشمال يسجّل السيئات، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ* إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [سورة ق، 16-18]، أي أن كلّ شيء مسجّل للحساب يوم القيامة، فإن كان ما سُجّل خير، فحساب العبد سيكون خيراً، وإن كان ما سُجّل شرّ، فسيكو ن الحساب عسيراً، وعلى المسلم دائماً البحث عن الطرق التي تنجي يوم القيامة من نار جهنّم، والإقبال على كلّ ما يؤدّي إلى الجنّة، وحفظ اللسان من المنجيات يوم القيامة وفي الدنيا، (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ) [سنن الترمذي].
تذكير النفس بالمشاكل التي يُسبّبها اللسان، مثل الخصومات مع الآخرين، والاقتناع بأنّ الكلام قد يصل للشخص المعني، وتخويفها باستمرار من عقوبة الغيبة والنميمة، والكلام غير الجيّد، بالإضافة إلى تشجيعها عند حفظ اللسان مدّة طويلة، وذلك بتقديم المكافآت والهدايا لها.
كتابة أهمّية حفظ اللسان وبعض العبارات التشجيعيّة على قصاصات من الورق، وإلصاقها في مختلف المواقع، مثل المرآة في غرفة النوم، للتذكير فور الاستيقاظ، وفي غرفة الجلوس، كما أنّ هذه القصاصات تنبّه الزائرين والمقيمين في البيت بضرورة حفظ اللسان، وقراءة سير الصالحين والسابقين، من الذين تعاملوا مع ألسنتهم وحفظوها؛ للتعلّم منهم والصبر على حفظ اللسان، وعدم التحدّث به إلا بالحق.
التوجّه والتضرّع إلى الله تعالى بالتوفيق في حفظ اللسان، والدعاء بالصبر على هذه العبادة، فكلّ شيء لا يسير إلا وفق إرادته عزّ وجلّ.