موافقة عمر بن الخطاب لربه
نبذة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو أمير المؤمنين الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، ولقبه ابو حفص، ولد بعد حرب الفجار بأربع سنين، وذلك قبل أن يبعث النبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة بثلاثين سنة، وقد كان من أشد الناس على المسلمين في بداية عهد الدعوة الإسلامية، ثمّ بعد إسلامه أعز الله الدين، وفتح الله على المسلمين فأظهروا دعوتهم، وجهروا بصلاتهم، وقد تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلافة المسلمين بعد الصديق ابي بكر، فحدثت في عهده معظم الفتوحات الإسلامية، كما سجل له التاريخ كثير من المواقف العظيمة.[١]
علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عرف الفاروق رضي الله عنه بعمله وفقه في الدين حتّى قال عنه ابن مسعود رضي الله عنه لو كان علم الناس في كفة ميزان، ووضع علم عمر في كفة، لرجح علم عمر، كما قيل إنّ تسعة أعشار العلم ذهب بوفاة عمر، وقد جاء في فقه وعلم عمر حديث نبوي،[٢] قال عليه الصلاة والسلام: (بينا أنا نائمٌ أُتيتُ بقدحِ لبنٍ، فشرِبتُ منه، ثمّ أعطيتُ فضلي عمرَ بنَ الخطابِ. قالوا: فما أوَّلْتَه يا رسولَ اللهِ؟ قال: العِلْمُ).[٣]
موافقة عمر لربه جل وعلا
ذكر مجاهد أنّ القرآن كان ينزل موافقة لرأي رآه عمر، وقد وافق الوحي كلام عمر رضي الله عنه في أكثر من موقف، أوصلها بعضهم إلى عشرين مناسبة، بينما تحدث عمر بن الخطاب عن ثلاثة مواضع وافق فيها ربه، ومن هذه المواضع يوم أشار عمر على النبي الكريم لاتخاذ مقام إبراهيم مصلى، فنزل قوله تعالى: (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)،[٤] ويوم أشار على النبي الكريم كذلك بأن يضرب الحجاب على نساءه لأنّه يدخل عليهم البر والفاجر، وكذلك يوم غارت نساءه فقال لهن عسى ربكم إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خير منكن فنزلت الآية كما قال عمر، ومن المواقف التي ذكرها النووي ووافق فيها عمر ربه يوم بدر حينما أسر المشركون فنزل القرآن موافقا لرأي عمر في الأسرى، وكذلك حينما دعا عمر ربه أن يبين في الخمر بياناً شافياً فنزل تحريم الخمر في كتاب الله، وقد ذكر أبي عبد الله الشيباني في فضائل الإمامين موافقات أخرى لعمر منها إشارة عمر للنبي بأن لا يصلي على عبد الله بن أبي المنافق حينما هم النبي بالصلاة عليه حيث نزل قوله تعالى: (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا)،[٥] ويوم جامع أهله في ليل رمضان وقد كان ذلك محرما في بداية الإسلام، فنزل قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ)،[٦] ومن موافقاته يوم دعا ربه أن يحرم الدخول حينما دخل عليه غلامه يوما وهو نائم فنزلت آية الاستئذان، وكذلك يوم اختصم إلى النبي الكريم رجلان فقضى لأحدهما، فقال الذي قضي عليه لصاحبه هلم إلى عمر ليقضي بيننا، فأتيا عمر فأخبر بقصتهما فأخرج سيفه فضرب عنق الذي طلب الاحتكام إليه،[٧] فنزلت آية من كتاب الله توافق عمر في ذلك، قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).[٨]
المراجع
- ↑ "نبذة عن الفاروق عمر بن الخطاب "، إسلام ويب، 2004-2-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-27. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة 1)، بيروت : دار الكتب العلمية ، صفحة 137، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7032، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سورة سورة البقرة، آية: 125.
- ↑ سورة سورة التوبة، آية: 84.
- ↑ سورة سورة البقرة، آية: 187.
- ↑ "فضل عمر بن الخطاب موافقاته للقرآن الكريم "، إسلام ويب، 2005-6-8، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-27. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة النساء ، آية: 65.