-

أسرار الخيول الأعوجية في التراث الإسلامي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:37:22 )

مقدمة

تعد الخيول الأعوجية من أبرز الأنواع في تاريخ الفروسية، إذ تميزت بقوتها وضخامتها، حيث يقال إن كل حذوة لها تزن حوالي 65 كيلوغرامًا. وقد ارتبطت هذه الخيول بأحداث تاريخية مهمة، منها ما يتعلق بسيرتنا النبوية المباركة.

أسباب التسمية بالخيول الأعوجية

تعود تسمية الخيول الأعوجية إلى عدة عوامل، نستعرضها فيما يلي:

  • الحجب عن الرؤية: كانت توضع على عيونها عُصبة، مما يجعلها تركض مميلةً برأسها إما لليمين أو اليسار.
  • اعوجاج الحوافر: كما ذكر ابن منظور في كتابه "لسان العرب": "وأعوج فرس سابق ركب صغيرًا فأعوجت قوائمه، والأعوجية منسوبة إليه".
  • نسبة إلى الفحل أعوج: وفقًا لرواية الأزهري، فإن الخيول الأعوجية تُنسب إلى فحل يُدعى أعوج، وهو فحل كريم تنسب إليه الخيول الكرام.
  • نسبة إلى فرس يُدعى أعوج: قال الجوهري: "أعوج اسم فرس كان لبني هلال، وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلاً منه".

خيول الرسول صلى الله عليه وسلم

اقتنّى النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الخيول، وكان أول فرس يمتلكه هو السكب. وفقًا لابن سعد في كتابه "الطبقات"، "أول فرس ملكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قد اشتراه من رجل من بني فزارة بعشر أواق، وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- السكب، وكان أول ما غزا عليه أحدًا".

من بين خيوله الأخرى كان هناك فرس يُدعى المرتجز، والذي شهد له خزيمة بن ثابت الأنصاري حين أنكر بائعه بيعه. فقد روى الطبراني أنه -عليه الصلاة والسلام- اشترى فرسًا من سواد بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: "ما حملك على الشهادة ولم تكن معه حاضراً؟!"، فأجاب خزيمة: "صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقًا".

تكريم الإسلام للخيل

كرّم الإسلام الخيل تكريمًا عظيمًا، حيث اعتبرها رمزًا للقوة والمنعة. وقد ورد ذكر الخيل في كتاب الله -تعالى-، حيث قال: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا* فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا* فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا). وقد أدرك المسلمون أهمية الخيول في نشر الدين الإسلامي، وشجع الرسول الكريم المسلمين على اقتنائها لاستخدامها في الغزوات.

الاهتمام بالخيول في المعارك

أولى المسلمون اهتمامًا خاصًا بالخيول المخصصة للمعارك والغزوات، حيث كان يتم تخصيص الأجر الكبير للأشخاص المسؤولين عن رعايتها. وحرص المسلمون على ذلك استنادًا إلى قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ). كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ".
رحلة لاكشمي 4 الحلقة 6