خطوات التوبة إلى الله
التوبة
من فضل الله تعالى على العباد أنّه ترك باب التوبة مفتوحاً دائماً، ما لم تشرق الشمس من مغربها ولم تبلغ الروح الحلقوم، إذ إنّ هاتين الحالتين هما اللتان لا تُقبل توبة العبد بعدهما، إذ قال تعالى: (لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ) [الأنعام:158]، وقال تعالى أيضاً: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) [النساء:18].
إنّ المسلم معرّض دوماً للوقوع في المعصية مهما كبرت أو صغرت؛ نظراً لوسوسة نفسه وغواية الشيطان له، لكنّ الله تعالى قد بسط يده في النهار ليتوب من يسيء في الليل، وبسط يده في الليل ليتوب من يسيء في النهار، كما أنّ هذا المذنب لا يحتاج إلى وسيط ليسمعه الله تعالى أو يقبل التوبة منه، إنّما يتقدّم مباشرة إليه عزّ وجل بالتوبة في جميع الأوقات بعد فعله المعصية، ويجب عليه ألّا يؤجل هذه التوبة لأنّه لا يعلم متى يحين أجله، ولينال مغفرة الله تعالى ويتجنب عذابه.
شروط التوبة إلى الله تعالى
للتوبة شروط لا بدّ من أن يتبعها الشخص؛ وذلك لتكون توبته خالصة ومقبولة عند الله تعالى وهي:
- الإخلاص: يجب أن يكون التائب مخلصاً في توبته إلى الله تعالى لا يبغي غير رضاه؛ فلا تكون خوفاً من أحد أو شيء، أو طمعاً في كسب شيء عند الناس؛ لأنّها بذلك تعدّ رياءً ولا يقبلها الله عزّ وجل.
- التوبة من القلب: تكون التوبة عن المعصية بالقلب لا باللسان فقط؛ فلا يجوز أن يتوب الشخص بلسانه وقلبه ما زال محباً للمعصية.
- ترك المعصية: يجب على التائب ترك المعصية في الحال، مع النيّة الخالصة والجازمة بعدم العودة إليها مرة أخرى.
- الندم: على التائب أن يشعر بالندم الحقيقي بسبب وقوعه في المعصية.
- إعادة الحقوق: إذا كانت المعصية متعلقة بحقوق العباد لا بدّ من إعادتها إلى أصحابها وطلب المسامحة منهم على ذلك.
أمور تعين التائب على الثبات
- مرافقة الأصدقاء الصالحين الذين يخافون من الله عزّ وجل؛ فهؤلاء يعينون على الاستمرار في الطاعة، والابتعاد عن رفقاء السوء الذين يحاولون جرّ الشخص إلى المعصية مرة أخرى.
- الاجتهاد في الابتعاد عن بيئة المعصية؛ لأنها تعيد التائب إلى المعصية.
- الإكثار من الذكر، والنوافل، والالتزام بالفرائض، والإكثار من الاستغفار، ودعاء الله عزّ وجل في الثبات على الطاعة.
- تذكير النفس دائماً بمراقبة الله عزّ وجل في كلّ الحالات وفي جميع الأماكن.