-

موضوع تعبير عن صفات الرسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرسول عليه السلام هو أشرف الخلق والمُرسلين، وخاتمهم وسيّدهم، اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون نبيّاً مُرسلاً لكافة الأمة كي يخرجهم من ظلام الجهل والشرك والضلال إلى نور الإسلام والتوحيد؛ حيث خصّ الله سبحانه وتعالى برسالة الإسلام التي تدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وقد فضّل الله نبيّه على باقي الخلق بالصّفات الكاملة والتامة، ووصفه في القرآن الكريم بصفة تمام الأخلاق وأكملها بقوله تعالى في محكم التنزيل: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وفي هذا إشارةٌ واضحة إلى صفات النبي عليه السلام بأنّه يتصف بكريم السجايا والصفات وأحسن الأخلاق وأكرمها.

اتصاف الرسول عليه السلام بطيب الذكر لم يبدأ منذ أن نزلت عليه رسالة الإسلام، بل منذ ولادته، منذ الطفولة والشباب، فقد كان عليه السلام يُلقب بالصادق الأمين، كنايةً عن صدقه في الأقوال والأفعال، وأمانته في ردّ الودائع والتجارة والبيع والشراء وغيرها، كما كان يُعرف بنُبل أخلاقه ورفعتها وترفّعه عن الفحش في الأقوال والأفعال، فلم يسرق ولم يظلم ولَم يفعل السوء في حياته أبداً.

لا يَقتصر نبل الصفات والأخلاق عند الرّسول العظيم عند هذا الحد، بل يمتد إلى عدله وعدالته، ودفاعه عن الضعفاء والمساكين، وتواضعه مع من هم دونه رغم أنّه من أشرف نسب وحَسَب، كما أنّه كان سخيّاً وكريماً جداً يتعامل مع أهل بيته بالحسنى والإحسان، ويساعدهم في الأعمال المنزلية، حيث كان يحلب الشاه، ويعدّ الطعام بنفسه، ويُصلح نعله، ويُعاون خادمه، ولم يكن يغضب لنفسه وإنّما يغضَب لربّه غيرةً على الدّين وليس على الدنيا.

من جميلِ صفات الرسول عليه السلام أنّه كان يعود المرضى، ويدعو لهم بالشفاء، وكان بسّاماً ضخاكاَ، لا يعبس في وجوه الناس وإنما يُدخل الفرح إلى قلوبهم، وكان يواسي الناس في أحزانهم ويشيع معهم الجنائز، ويجلس مع الفقراء والمساكين، ويشاركهم الطعام والحديث، ولا يفرق بين الناس بالأصل والنسب، وإنما كان يقول دوماً إنّ أكرم الناس عند الله سبحانه وتعالى منزلةً هم الأتقياء، لأن الله تعالى لا ينظر إلى صور الناس وأشكالهم، وإنما ينظر إلى أعمالهم.

لم يكن عليه الصلاة والسلام يكذب في حديثه أبداً، حتّى وإن كان يمزح بل كانت جميع أقواله حقيقة، ليس فيها لغو أو تزوير أو كذب، كما كان يدعو أصحابه ويناديهم بأحب أسمائهم إليهم، ولم يكن ينابز أحداً بلقبٍ كريهٍ أو اسمٍ لا يحبه، ولم يعاير أحداً قط، ولأن كل هذه الصفات هي صفات أشرف الخلق والمرسلين، علينا أن نقتدي به، ونتّصف بصفاته ما استطعنا، وأن يكون عليه الصلاة والسلام مثلاً أعلى لنا.