أول منازل الآخرة
أول منازل الآخرة
إنّ القبر هو أول منازل الآخرة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنزلٍ من مَنازلِ الآخرةِ، فإن نجا منهُ فما بعدَهُ أيسرُ منهُ، وإن لم ينجُ منهُ فما بعدَهُ أشدُّ منهُ، قالَ: وقالَ رسولُ اللَّهِ: ما رأيتُ مَنظرًا قطُّ إلَّا القبرُ أفظعُ منهُ)،[1] وفي القبر يأتي الملكان الموكلان بابن آدم، فيسألانه عن ربه، وعن دينه، وعن نبيّه، أيّ عن إيمانه في الدنيا في أيّ شيءٍ كان، فإن كان جوابه خيرًا فهو خيرٌ له، أمّا إذا لم يجبهم؛ يضربونه ضرباً أليماً، ويأتيه ملائكة بيض الوجوه إن كان من أهل الصلاح، ويأتيه ملائكة سود الوجوه إن كان من أهل فساد، وهي الفتنة التي يُفتن بها.[2]
صورٌ من نعيم القبر
ينعم المؤمن في قبره حتى تقوم الساعة، وقد جاءت الأدلة بهذا، فينتقل من نعيم القبر إلى نعيم الجنّة الذي لا ينقطع، وذلك برحمة الله وفضله، ومن صور نعيم القبر أنّ للمؤمن في قبره فراشٌ من فراش الجنّة، ويُلبس من لباسها، كما يُفتح له في قبره بابٌ من الجنّة، فيأتيه من طيبها ونسيمها، ويرى ما فيها من نعيمٍ فتقرّ عينه، ويفسح له في قبره، ويُسرّ لرؤية مقعده في النار وقد أبدله الله به آخراً في الجنّة، ويشتاق ليوم الجنّة لما يُبشر به من رضوان الله تعالى، ومن جنته، وينور له في قبره، وينام كما تنام العروس، لما يكون له من طيب العيش.[3]
صورٌ من عذاب القبر
ينال الإنسان من عذاب القبر بحسب ما اقترفه من ذنبٍ في الدنيا، كافراً كان أم عاصياً، ومن العذاب الذي يناله أهل القبور أنّهم يُضربون بمطرقةٍ من حديد، ويفرش لهم ناراً في قبورهم، كما يفتح للميت في قبره باباً إلى النار، ويضيّق عليه، كما يضرب بمطرقةٍ كبيرةٍ عظيمةٍ، لو ضرب جبلٌ بها لأصبح تراباً، وهو لا يتمنى أن تقوم الساعة لما يُبّشر به من العذاب في الآخرة، ويخسف به في الأرض، ويشقّ جانبي فمه إلى قفاه، ويرضخ رأسه بالحجارة.[4]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 2308، حسن.
- ↑ "القبر أول منازل الآخرة"، ar.islamway.net، 226-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.
- ↑ "صور من نعيم القبر"، islamqa.info، 19-9-2002، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.
- ↑ "صور من عذاب القبر"، ar.islamway.net، 1-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.