-

مدينة صفرو المغربية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة صفرو المغربية

إلى جنوب شرق مدينة فاس وعلى بعد 28 كم منها تقع مدينةٌ جميلة من أقدم مدن المغرب هي مدينة صفرو التي تتربع على سفوح جبال الأطلس المتوسط، حيث تعتبر هذه المدينة بالرغم من مساحتها الصغيرة من أعرق المدن المغربية وأقدمها، ونسبة إلى جمال الطبيعة الذي يتناغم ما بين الوديان، والحدائق، وغابات الأرز، وأشجار التفاح والإجاص، وأشجار الكرز، تُلقّب هذه المدينة بجنة الكرز، وزهرة الأطلس، وحديقة المغرب؛ ولجمال هذه المدينة عرفها الإنسان منذ القدم.

تاريخ مدينة صفرو

يرجع تاريخ مدينة صفرو إلى القرن السابع للميلاد، حيث يشار إلى أنّها أقدم تاريخياً من مدينة فاس، وما أكد ذلك هي مقولة المولى إدريس الثاني مؤسس فاس عندما قال: (سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس)، وكانت صفرو في تلك الفترة مدينة عالية الأسوار والأبواب، وقلعة حصينة، بينما فاس قرية صغيرة، ثم ازدادت أهمية مع إقامة المولى إدريس فيها.

تشتهر المدينة بالكهوف العميقة لذلك اشتق اسمها من كلمة أصفراو، كما سماها الأمازيغ والتي تعني المنطقة المقعرة، فالكهوف المنحوتة في سفوح الجبال كانت عبارة عن مسكنٍ للبدو الأمازيغ، والذي ساعد على الاستقرار فيها، إضافة للكهوف وفرة المياه والأرض الخصبة، وتعتبر مغارات منطقة البهاليل المأهولة بالسكان هي أول تجمعٍ سكني، ومنها ازدهر العمران فيها في النصف الثاني من القرن السابع ميلادي، وما يميز كهوف البهاليل هي الطوابق الإضافية المقامة فوق المغارات والجسور التي تربط فيما بينها.

أبرز ما تشتهر به مدينة صفرو

حيّ الملاح

يشتهر هذا الحي بأشجار الزيتون، والأرز، والزعتر البري، ولأن صفرو تقع على طريق القوافل التجارية القادمة من شمال المغرب إلى مدن تافيلات وسجلماسة، استقر فيها تجار اليهود لوفرة مياهها وخضرة طبيعتها وكانت تلقب بأورشليم الصغيرة نسبة إلى يهود المغاربة الذين أقاموا فيها، وشيدوا الأسواق والمحلات التجارية، ويذكر أنّ أغلب اليهود تركوا صفرو مع حركة الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية.

بلدة رباط الخير

هي من البلدات التاريخية في صفرو وكانت تعرف باسم اهرموموا التي تطل على جبل بويبلان الذي يرتفع 3000 مترٍ عن سطح البحر، والتي يتوافد إليها السياح لممارسة هواية التزحلق على الثلج خلال فصل الشتاء إلى الربيع، وتسلق الجبال في فصل الصيف.

عيون المياه

تتوفر في صفرو الكثير من عيون الماء، وخصوصاً عيون المياه المعدنية والكبريتية، مثل: عين الله المشهور بعلاج داء العيون، وعين حامة مولاي يعقوب، وعين سيدي حرازم، وعين الشفا، وعين أيفران.

أسوار المدينة

تشتهر صفرو بأسوارها القديمة التي كانت تحمي سكانها والقوافل التجارية التي تقيم فيها، ومن هذه الأسوار سور الغديوة، وبني مدرك، وعرسة الدار، ومن أشهر أبواب هذه الأسوار باب المقام، وباب ستي، والمجلس، وزمغيلة، كما تضم المدينة بعض المساجد القديمة، مثل: المسجد الأعظم الذي بُني في عهد السلطان مولاي سليمان العلوي.

مهرجان حب الملوك

وهو مهرجانٌ سنوي يقام بالتزامن مع نهاية موسم جني الكرز، ويعتبر من أقدم المهرجانات في المغرب منذ عام 1919 م، ومن مظاهر المهرجان الاحتفال بفاكهة الكرز التي توزع على الحضور، واختيار ملكة جمال حب الملوك، وكذلك الموسيقا الفلكلورية والأهازيج المغربية والأمازيغية، ويصادف موعد إقامته في نهاية ثاني أسبوع من شهر حزيران (يونيو) ويستمر لثلاثة أيام فقط.