عدد صلاة التراويح في رمضان
صلاة التراويح
يرتبط مفهوم صلاة التراويح بشهر رمضان المُبارك؛ حيث يُطلق على صلاة قيام الليل خلال هذا الشهر الكريم اسم صلاة التراويح، والتراويح في الاصطلاح هو قيام ليالي شهر رمضان الكريم، وسُمِّيت صلاة التّراويح بهذا الاسم لأنّ الصّحابة والمُسلمين كانوا يُطيلون الرّكوع والسُّجود فيها، ويستريحون ما بين ركعاتها، ثم يعودون لإكمال الصّلاة.
فضل صلاة التراويح
- صلاة التراويح تغفر للمسلم ما أقدم عليه من معاصٍ وذنوب؛ وذلك لما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمةٍ . فيقول : (من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه) فتُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمرُ على ذلك . ثم كان الأمرُ على ذلك في خلافةِ أبي بكرٍ . وصدرًا من خلافةِ عمرَ على ذلك. [صحيح مسلم].
- إتمام المُصلّي لصلاة التّراويح مع الإمام إلا حين انصرافه تكتب له كقيام ليلةٍ كاملة، وذلك لما رُوي عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه (قلت: يا رسولَ اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ) [أخرجه أبو داود والترمذي].
- إذا مات المُسلم وهو مداوم على صلاة التراويح حُسِب عند الله من الصدّيقين والشُّهداء، وذلك لما ورد عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ (جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ) [حديث حسن].
حكم صلاة التراويح
حكمها سنّةٌ مؤكّدة، وصلاتُها جماعة في المساجد أفضل من صلاتها منفرداً في المنزل أو المسجد بالنسبة للرّجال، أمّا بالنّسبة للنّساء فصلاتُها في المنزل أفضل، إلا لمن خشيت أن تُضيِّعها أو تتكاسلَ عنها فصلاتُها في المسجد جماعة أفضل، على أن تلتزم باللباس الشّرعيّ الإسلاميّ وبآداب صلاة النّساء في المساجد، فتخرج للصّلاة غير متبرِّجةٍ ولا مُتعطّرة.
عدد ركعات صلاة التراويح
الأفضل أن تقتصر صلاةُ التراويح على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع الإطالة فيها، كما ذهب جمهور العلماء المسلمين إلى أنّ عددها عشرون ركعة، كما زاد بعضهم على عدد ركعاتها فوصلت إلى ستٍّ وثلاثين ركعة، والأمر في هذا المجال واسعٌ وجميعه جائز.والدّليل الشّرعيُّ على ذلك ما رُوي عن أبي مسلمة بن عبد الرحمن (أنه سأل عائشةَ رضي الله عنها: كيف كانت صلاةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ ؟ قالت: ما كان يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِه على إحدى عشْرةَ ركعةً، يصلي أربعُ ركَعاتٍ ، فلا تَسألْ عن حُسنِهن وطولِهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسألْ عن حُسنِهن وطولِهن، ثم يصلي ثلاثًا، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ تنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟ قال: تنامُ عيني ولا ينامُ قلبي) [صحيح البخاري].
القراءة في صلاة التراويح
لم يرد عن النّبيّ عليه الصّلاةُ والسلّام بأنّه قرأ جزءاً مُحدّداً من القرآن في رمضان، إلا أنّه من المُستحَب قراءته جميعه، وذلك حتى يتمكّن المصلون من سماع جميع سوره وآياته والتّعرف على طريقة تلاوتِها، كما أنَّ شهر رمضان هو الشهرُ الذي أُنزِل فيه القرآن الكريم، كما كان جبريل عليه السّلام يُذاكر الرسولَ عليه الصلاة والسلام القرآن في رمضان، ومن المُستحَبِّ الجهرُ في قراءة القرآن خلال صلاة التّراويح.