قوة اليقين بالله
قوة اليقين بالله
اليقين بالله المنافي للشكّ هو من تمام التوكّل عليه وحسن الثقة به، وهو من تَمام الإيمان بالله عز وجل، الإيمان الذي لا يخالطه أيّ شك، وهو كذلك سكون القلب واطمئنانه عند العمل بعيداً عن وساوس الشيطان وإغراءات النفس، وهو من ثمرات الإيمان الصحيح بالله عزّ وجل. لليقين بالله أسبابٌ تقود إليه، ومظاهرُ تدلّ عليه، وثمراتٌ وفوائدُ تترتّب عليه، وفيما يأتي شيء من التفصيل في ذلك.
الأسباب المؤدية لقوّة اليقين بالله
- قوّة الإيمان واستقراره في النفوس؛ فالإيمان يقود إلى كلّ خير، ومن ذلك حسنُ الثقة بالله عزّ وجلّ.
- العلم المَقرون بالعمل؛ فالعلمُ يدفع عن صاحبه الجهلَ، ويقودُ إلى تمامِ الإيمان والثقة بالله عزّ وجلّ، وينقلُ صاحبه من دائرة القَول إلى دائرة العمل، لِتكتملَ بذلك شخصيّة الإنسان المسلم.
- حسنُ الصُّحبة، وذلك بمصاحبة الأخيارِ، وتجنّب مصاحبة الأشرار؛ فالصديق يُؤثّر في صديقه سلباً أو إيجاباً.
- دراسةُ التاريخ والسيرة، والتعرّف على أخبارِ من اكتسبوا صفاتٍ مثل قوّة اليقين والإيمان بالله وحسنِ التوكّل عليه: كالصحابة والتابعين، والصالحين.
مظاهر قوّة اليقين بالله
- الرضا بقضاء الله وقدره؛ فمن يستيقنُ بالله يرضى بقضاء الله وقدَره.
- الصبرُ في مواجهة المصائب وعصف الأهوال.
- المواظبةُ على الطاعات، وتجنّب المعاصي.
- المُحافظة على الفرائضِ، والإكثارُ من النوافل.
- تذكّر الموت، والاستعداد الجيّد للقبر وأهواله.
- تذكّر يوم القيامة وأهواله.
ثمار قوة اليقين بالله
- فيه حياةٌ للقلب وقوّة وطمأنينة له.
- زيادةُ الإيمان وقوّته؛ فالعلاقة بين اليقين والإيمان بالله علاقة تكامليّة، كلّ واحد منهما يُؤدّي إلى وجود الآخر؛ فلا إيمانَ من غير يقينٍ بالله، ولا يقين قويٌّ بالله من غيرِ إيمانٍ به، والعمل الصالح تُرجمان ذلك كلّه.
- إعانةٌ للمسلم في شؤون الدنيا، وسببٌ للنجاة يوم القيامة.
- إعانةٌ للمسلم في القبر وظلمته، وتثبيتٌ له عند سؤال مُنكر ونكير له.
- خيرُ عونٍ للمسلم في الحياة الدنيا، وسبب في سعة الرزق والمباركة فيه،
- سببٌ في انشراح الصدر، ووقاية وعلاج للنفس من بعض الأمراض والعلل: كالخوف، والتوتّر، والقلق، والتردّد، والحسد، والطمع، والجبن، وغير ذلك
- سببٌ لثبات المسلم على الحقّ وصدوعِه به، وإقدامهِ عليه، وتضحيته من أجله.
- سبب لانتشارِ الأُلفة والمحبّة بين أفراد المجتمع.
لا يوجد شيء يُعين المسلم في الحياة كقوّة الإيمان واليقينِ والثقة بالله، فهي عنوان للسعادة الحقيقيّة في الدارين، ويجب أن تكونَ التربية على قوّة الإيمان واليقين بالله من الأسرة ابتداءً، ثمّ المدرسة في مراحلِها المختلفة والمسجد ووسائل الإعلام؛ فكلّ هذه محطّاتٌ للتنشئة السويَّة، يجب أن تتكاملَ وتأخذَ دورَها الحقيقيّ في التربية والبناء والتكوين.