-

تعامل النبي مع غير المسلمين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس

منّ الله سبحانه وتعالى على هذه الأمّة بأن بعث فيها نبيًّا ورسولًا من أنفسها تُعرف أخلاقه وصفاته، وقد جعل الله سبحانه لهذه النّبي الكريم مهمّة عظيمة سامية وهي إخراج النّاس من ظلمات الشّرك والضّلال إلى نور الهداية والتّوحيد، وتزكية أخلاق الأمّة، وتعليمها الكتاب والحكمة بعد أن كانت في ظلمات الجهل والّتيه .

من خصائص دعوة ورسالة هذا النبي الكريم أنّها كانت للناس كافة، وقد كانت سيرته العَطرة مثالًا ونموذجًا في التّعامل مع كلّ النّاس على اختلاف ألوانهم ومشاربهم وأجناسهم؛ فلم يرد عنه عليه الصّلاة والسّلام أنّه لم يتعامل مع شريحةٍ من النّاس أو طائفة ما، بل كان مثالًا في الخلق الرّفيع، والتّعامل الحكيم حتّى مع غير المسلمين.

تعامل النبي الكريم مع غير المسلمين

لا شكّ بأنّ تعامل النّبي عليه الصّلاة والسّلام مع غير المسلمين كانت له خصائص مُعيّنة، فقد تميّز هذا التّعامل بما يلي:

المساواة في معنى الإنسانيّة وأصلها

كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام ينظر إلى النّفس الإنسانيّة نظرةً واحدة بدون تفريق، فقد رُوي عنه أنّه وقف يومًا عندما مرّت جنازة يهودي، فتعجّب الصّحابة من فعله قائلين أنّه يهودي، فقال: (أليست نفسًا؟).

إعطاء الحقوق والحرّيات العامّة

كان تعامل النّبي عليه الصّلاة والسّلام مع النّصارى واليهود مبنيًّا على إعطاء حقوقهم، وضمان حريّتهم في معتقداتهم وعباداتهم، فقد أتى النّبي الكريم إلى المدينة المنوّرة؛ لينظّم العلاقات بين مُكوّنات المُجتمع الجديد، مُعطيًا كلّ طائفةٍ حقّها، ومبيّنًا ما عليها من المسؤوليّات والواجبات، وعندما قدم وفد نجران على النّبي الكريم في عام الوفود، وحان موعد صلاتهم، دخلوا المسجد وصلّوا باتّجاه المشرق فسمح لهم النّبي بذلك.

التّسامح

كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام مثالًا في تعامله الحسن وتسامحه مع غير المسلمين، وممّا رواه الحاكم أنّ يهوديًّا أتى النّبي يومًا ليستوفي دينًا له، فأمسك بنبي الله من قميصه وشدّه، فقام عمر رضي الله عنه ليفتك به فنهاه النّبي عن ذلك قائلًا: (إنَّا كنَّا أحوجَ إلى غيرِ هذا منك يا عمرُ أنْ تأمُرَني بحُسنِ الأداءِ وتأمُرَه بحُسنِ التِّباعةِ اذهَبْ به يا عمرُ فاقضِه حقَّه وزِدْه عشرينَ صاعًا مِن غير مكانَ ما رُعْتَه) [صحيح ابن حبان]

إشفاقه عليهم من عذاب الله تعالى

كان عليه الصّلاة والسّلام رحيمًا بالنّاس مشفقًا على غير المسلمين من عذاب جنّهم، راغبًا في هدايتهم إلى طريق الحقّ والرّشاد، فقد عاد عليه الصّلاة والسّلام يومًا غلامًا يهوديًّا كان يخدمه، فجلس عند رأسه وطلب منه أن يُسلم، وعندما أسلم الغلام ونطق الشّهادتين، فرح النّبي بذلك فرحًا غامرًا وقال: (الحمد لله الذي أخرجه بي من النّار).