-

موضوع تعبير عن الإجازة الصيفية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يختلف الطلاب والموظفون على حد سواء في تعاطيهم للإجازة الصيفية، ودرجة استفادتهم منها، ويعود ذلك لثقافة الوعي بقيمة الوقت لديهم، والنًاس في هذا مشارب شتّى، فهناك المُجيد في تعاطيه معها، وهناك المسيء لنعمة الوقت المقصّر بحفظه واستثماره له،، فكلّ عام تعطل فيه المدارس في الصيف، وهي الفترة الفاصلة بين العام الدراسي والذي يليه، حيث يأخذ الطلاب والمدرسون كذلك فسحة لا باس بها من الاستراحة.

فهم أمام وقت ممتد يصل في حدّه الأقصى إلى ثلاثة شهور، والأصل ألاّ نقول وقت فراغ؛ لأنّ الزمن والوقت وعاء كل عمل، ومن خصائصهما أنّهما يمضيان بسرعة، وما مضى منهما لا يعوض أبداً، فيجب أن نملأهما بكل ما هو مفيد، فكيف نقضي الإجازة الصيفيّة؟

إنّ هناك عناصر، لقضاء الإجازة الصيفيّة يتقدمها تنظيم الوقت، فأول خطوة نخطوها في إجازتنا الصيفيّة، أن نقسّم الزمن إلى وحدات بحسب الأعمال التي نخطط أن نقوم بها، وكذلك لا بد من وضع قائمة مهام وبرامج متنوعة، يمكن أن نحققها في الإجازة الصيفيّة، وبحسب درجة سرعة تحققها، فمنها ما هو بطيء (آجل)، ومنها ما هو متوسط ومنها ما هو عاجل، ولا ننسى أيضاً تقسيم الزمن وفق مستويات الأهداف التي تمّ وضعها، فلا نبدأ بالآجل والمتوسط قبل العاجل، ومن ذلك أيضاً التنويع في مستويات الأهداف في اليوم الواحد، فكل يوم نغترف من العمل ما يشمل الأهداف الثلاثة، فالعاجل نعمله، والمتوسط نضع فيه بعض اللبنات، والآجل أيضاً نسقي شجرته، ونتعهد نموها، إلى حين موعد القطاف.

ومن الضروري أن يكون هناك نوع مرونة في خططنا، بشرط ألاّ تتجاوز العشر دقائق على أكثر تقدير، وهذه نتركها للعوامل الطارئة، سواء من أمور الحياة، أو من تجاذبات النّفس مع المؤثرات الخارجيّة، والترويح والتخفيف عن النفس مطلوب ايضاً، وذلك كّلما شعرت بالملل أو الفتور، ويكون ذلك بتغيير النمط السلوكي (الروتين) بأشياء تجدد الهمّة، وتعيد إطلاق روحها الوثّابة من جديد، وبعد كل سكون حريٌّ بنا أن نجمع من بين أعمالنا التي نخطط القيام بها هو مفيد لصحتنا، وما هو مفيد لمعاشنا، وما فيه فائدة لفكرنا ومشاعرنا، ففي كل هذه الأمور قوام شخصيتنا التي نشق بها حياتنا.

إنّه الوقت، إنّه الزمن، كلّ يوم يخطف من أعمارنا نصيباً، فلنجعل عناصر الزمن والوقت لنا، ولا نجعلها علينا، ولنجعلها بذلاً وعطاءً، وهمّة ترنو صوب السماء، تنمو بها أنفسنا ونُكمِلُ بها نقصنا، ونعالج بها عجزنا، ولن نبلغ الكمال، ولكن لتبقى أسهمنا إلى الأعلى متجهة، ممتطين جياد الصبر، ممتشقين سيوف الإرادة والعزيمة.