-

موضوع تعبير عن الوطن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الوطن

قال مصطفى صادق الرافعي:

بلادي هواها في لساني وفي دمي

ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ

الوطن هو الدفء الذي ينعم به كلّ مواطن، والعائلة الآمنة لكلّ من سكن فيه، والمكان الذي يجتمع فيه الناس من كافة الفئات ومختلف الأعمار ليعيشوا مع بعضهم في جو يملؤه التعاون والمودّة، فيأكلوا من ثمراته وينتفعون من خيراته، فالوطن هو المكان الذي ننتمي إليه ونترعرع على أرضه الخضراء وتحت سمائه الصافية، ونتنفّس من هوائه النقيّ، ونحتمي في أحضانه وطبيعته اليانعة المُفعمة بالحُسن والبهاء.

وطننا، كم هو جميلٌ بليله ونهاره! بأنهاره وأشجاره وجباله وحدائقه وأماكنه الخلّابة! هذا الوطن الذي يتجمّل أيضًا بطيبة أهله وساكنيه، ويحلو به السهر في ليالي الصيف مع الأهل والأصدقاء، ويجمعهم حول الدفء في ليالي الشتاء، فيفتح ذراعيه لكلّ من كان قريبًا أو بعيدًا عائدًا إليه بعد اغتراب، إنّ حبّ هذا الوطن يسري في أعماقنا، ولا ينافسه حبّ أيّ شيء، فحبّه ليس حكراً على أحد؛ بل يكمن في قلب كلّ فرد يعيش على أرضه وينتمي إليه.

حثّ ديننا الإسلاميّ الكريم على حبّ الوطن والوفاء له وتقديم العطاء غير المشروط له، فقد علّمنا قدوتنا ورسولنا الحبيب -صلّى الله عليه وسلّم- الحبّ الحقيقيّ النابع من القلب للوطن، إذ قال عن موطنه مكة المكرمة: (ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ) [حديث صحيح].

الإنسان دون وطن يشعر بالضياع والانكسار وعدم القدرة على العيش، فهو الذي يحميه ويضمن له الكرامة، ويحقّق له الأمن والاستقرار، لذا يجب أن نحافظ عليه ونحمي ممتلكاته العامّة، ونبذل الغالي والنفيس في سبيل ازدهاره والارتقاء به نحو الأفضل، وذلك يبدأ من الأسرة أولًا، من خلال تربية الآباء لأبنائهم على حبّ الوطن ونشر الوعي لديهم بأهميّة الانتماء إليه، فالانتماء له ليس مجرد كلمات رنّانة، ولا خطباً منمقةً تُتلى لتشعل الحماس فقط، بل هو دافع ومحرّك لمن فهمه بأنّ يقدم ما يساعد على ازدهاره وتطوّره، فالوطن يحتاج الفعل العملي والتطبيق على أرضه ليكون العطاء كالنهر لا ينقطع.

من واجب الدّولة تجاه الوطن الحفاظ عليه وحماية موارده، وزرع الوعي في أبنائه، وتهيئة الظروف لهم لإطلاق إبداعاتهم وتنمية مواهبهم التي تساهم في ازدهار الوطن ورقيّه، فالوطن هو أغلى ما في حياتنا، فرفعتنا من رفعته وتقدّمنا من تقدّمه، لذا من حقّه علينا السير به نحو التقدم والعلياء بالمشاركة بالمبادرات الاجتماعية والتطوعية الفعّالة، وتحقيق التكافل المجتمعي بمساعدة بعضنا.

فليكن الوطن في القلب والوجدان دوماً، نعمل مخلصين لرفع علمه عالياً، فالوطن نعمة كبيرة مهما قدمنا له من تضحيات فلن نوفيه حقه.