-

وقت صلاة قيام الليل وعدد ركعاتها

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

السنن والنوافل

شجّع ديننا الحنيف جميع المسلمين على أداء مجموعةٍ من السنن والنوافل المهمّة إلى جانب الفرائض الواجبة على البالغين العاقلين من الذكور والإناث، وذلك تقرّباً لله تعالى وسعياً لنيل رضوانه ومغفرته ومحبته التي تنعكس على حياة الإنسان بالتوفيق وراحة البال ومحبة الناس والتيسير في جميع نواحي الحياة؛ بحيث تُفتح أمامه الطرق جميعها.

حكم صلاة قيام الليل وفضلها

تُعدّ صلاة قيام الليل من أهم العبادات التي حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تأديتها يومياً، وأمر بها جميع المسلمين لما لها من فائدة عظيمة وأجر وثواب كبير عند الله، وهي سنة مؤكدة، ومن النوافل المطلقة التي تعتبر أحبّ إلى الله من تطوع النهار؛ نظراً لما فيها من مشقة على العبد عندما يهجر نومه من أجلها طالباً رضا الله وطامعاً في مغفرته، يناجيه في ظلمة الليل ويطمع في استجابةٍ عاجلةٍ على دعواته الملحة، وفي ذلك قال تعالى في سورة الإسراء:" وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا " صدق الله العظيم.

ولا شكّ في أنّ قيام الليل يحتلّ مكانةً كبيرة لما ذكر في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سُئل عن أفضل الصلوات بعد الصلاة المكتوبة فقال:" أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ". هذه الصلاة تكون مشهودةً ومحضورةً من الله تعالى لأنها تؤدّى في جوف الليل، وفي هذه الفترة يكون العبد أقرب ما يكون إلى خالقه، وفيها تستجاب الدعوات وتتحقّق الأمنيات.

وقت صلاة قيام الليل وعدد ركعاتها

تؤدّى صلاة قيام الليل كصلاة الفجر تماماً من حيث عدد ركعاتها وهي ركعتان للصلاة الواحدة ثمّ التسليم، ثم يبدأ المسلم المتهجّد في زيادة العدد ليصل إلى 12 أو 13 ركعة اقتداءً برسول الله الذي كان يصلي قيام الليل عشر ركعات إلى جانب ركعتي الشفع وركعة الوتر، ولا مانع من الزيادة عن ذلك لمن استطاع، لكن الأولى الاقتداء بمنهج النبي الكريم واتباع سنته. قيام الليل يكون بأداء ركعتين ومن ثمّ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة كما الصلوات الأخرى، ويجب التسليم بعد انتهاء كلّ ركعتين.

تبدأ صلاة قيام الليل من بعد انتهاء صلاة العشاء، وتمتدّ في جوف الليل حتى طلوع الشمس أي قبل أن يحين وقت صلاة الفجر، ويُفضّل أن تكون في الثلث الأخير من الليل؛ لأنّ الله تعالى ينزل في هذا الوقت إلى الدنيا في كلّ يومٍ في الثلث الأخير فيغفر لمن يستغفر ويستجيب لمن يدعو. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".