-

فضل صيام 6 أيام من شوال

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صيام شوّال

إن من رحمة الله -تعالى- بعباده أن شرع لهم الكثير من العبادات والطّاعات التي يترتّب على أدائها أجراً عظيماً، ومنها عبادة الصّيام، فالصيام عطاءٌ ذو أجرٍ وافرٍ، والصّوم يقسم إلى خمسة أقسامٍ هي:[1]

  • الصّوم الواجب؛ وهو الذي فرضه الله -تعالى- على عباده، وهو صيام شهر رمضان المبارك.
  • الصّوم الواجب من الله المضمون في ذمّة المسلم، ومنه صيام الكفّارات؛ ككفّارة القتل الخطأ، ومنه صيام القضاء؛ وذلك نتيجة الفطر في رمضان.
  • الصّوم الواجب من المسلم على نفسه، كصيام المسلم يوماً أو أيّاماً قام بنذرها وتعيينها.
  • الصّوم الواجب من المسلم على نفسه، المضمون في الذّمة، كصيام المسلم يوماً أو أيّاماً قام بنذرها، لكنّه لم يقم بتعيينها.
  • صيام التّطوع؛ وهو عبارة عن بعض الأيّام المشروعة المستحبّ صيامها على وجه التّخيير، وليس الإلزام، ويقسّم صيام التّطوع إلى ثلاثة أقسام، وهي:
  • صيام الأيّام التي تمّ تعيينها وتحديدها، ومنها صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء.
  • صيام الأيّام المطلقة في شهور معيّنة، ومنها صيام شعبان، والسّت من شوّال.
  • صيام الأيّام المطلقة في الشّهور غير المعيّنة، ومنها صيام ثلاثة أيّامٍ كلّ شهر.

فصيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال يندرج تحت قسم صيام التّطوع، وهو نافلةٌ كباقي النّوافل، شُرع للمسلم أن يقوم بها بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، لكسب مزيدٍ من الأجر الثواب،[1] وشوّال هو عبارة عن شهرٍ من أحد شهور السّنة القمريّة العربيّة، وهو الشّهر الذي يأتي بعد شهر رمضان مباشرةً، والذي يكون فيه عيد الفطر، وهو أوّل شهرٍ من أشهر الحجّ التي تمّ ذكرها في قوله الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ).[2][3]

فضل صيام ستّة أيّام من شوّال

إنّ لصيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال العديد من الفضائل والأجور التي يحصل عليها المسلم جزاء صيامه لهذه الأيّام العظيمة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:[4][5]

  • صيام شهر رمضان، ثمّ إتباعه بصيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال يعدِل صيام الدّهر، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من صام رمضان ثمَّ أتبعه بستٍّ من شوَّالٍ فكأنَّما صام الدَّهر).[6]
  • المحافظة على السحور في صيام الستّة من شوّال يعدّ مخالفةٌ لصيام أهل الكتاب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلةُ السَّحر).[7]
  • تعجيل الإفطار يعدّ علامةً من علامات خيريّة هذه الأمّة، وبقائها بخير، وفيه اقتداءً بسنّة رسول الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال النَّاس بخيرٍ ما عجَّلوا الفطر)،[8] وهو علامة على إظهار الدّين، لأنّ فيه مخالفةٌ ولليهود النّصارى؛ وذلك لأنّهم يؤخرّون إفطارهم.
  • جبر النّقص الحاصل في الفرائض، فمن المعروف أّنّه يشوب صيام المسلم بعض الأخطاء، فيأتي صيام شوّال جابراً لذلك النّقص الحاصل في صيام ما فُرض على المسلم.
  • دلالةٌ على قبول الله -تعالى- لصيام المسلم في رمضان، فإنّ الله -تعالى- إذا قبل من المسلم عملاً، وفّقه لعملٍ آخر بفضله وكرمه.
  • سببٌ في شكر المسلم لله -تعالى- على توفيقّه لصيام رمضان، وعلى غفران ذنوبه، وحطّ خطاياه عنه.
  • سببٌ في النّجاة من النّار؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- يباعد وجه الصّائم عن النّار أربعمئة وعشرين خريفاً.
  • دليلٌ على حبّ المسلم للعبادات، والإكثار من الطّاعات، ورغبته في المزيد من الأجور والخيرات.
  • نيل المسلم فرحتان؛ فرحةٌ عند الإفطار، وفرحةٌ عند لقاء الله تعالى.
  • مكافأة صيام هذه الأيّام بأنها تعدل كذلك صيام شهرين، أي ستين يوماً، وذلك لأنّ الحسنة بعشرة أمثالها.
  • نيل رحمة الله -تعالى- بتناول السّحور عند صيام السّتة من شوال.
  • دليلٌ على اتّصاف المسلم بصفات أهل الصّيام الأتقياء.
  • اتّباعٌ لسنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، واقتداءٌ بفعله.
  • سببٌ في استجابة دعاء المسلم الصاّئم لهذه الأيّام.
  • نيل المسلم الشّفاعة يوم القيامة.
  • سببٌ في دخول جنّات النّعيم، والاستزادة من نعيمها.

الأحكام المتعلّقة في صيام شوّال

هناك بعض الأحكام المتعلّقة بصيام السّتة من شهر شوّال، ومن هذه الأحكام ما يأتي بيانه.

صيام السّتة من شوّال متتابعة أو متفرّقة

إنّ الأيّام السّت من شوّال ليست محدّدةٌ ومعيّنةٌ، فهي مطلقة في الشّهر بأكمله، فيجوز للمسلم اختيار أيّ ستّة أيّامٍ من الشّهر، ثمّ القيام بصيامها، ويكون الصّيام ابتداءً من ثاني أيّام شوّال، حيث إنّ أوّل يومٍ من أيّام العيد يُحرم صيامه، ويجوز له أن يقوم بصيامها في بداية شهر شوّال، كما يجوز في وسطه، ويجوز في نهايته، لكن الأفضل أن تُصام في بدايته؛ لِما فيه من التعجيل في أداء الخير، ومن لا يستطيع فلا حرج عليه، كما إنّه لا يُشترط التّتابع في صيامها، بل يجوز أن تُصام متفرّقة، ولا يشترط صيامها في جميع السّنوات، لأنّها من النوافل، وليست من الفرائض، فيجوز أن تُصام في بعض السّنين أو جميعها.[9][4]

إنّ صيام السّتة أيّامٍ من شهر شوّال مرتبطٌ بصيام شهر رمضان كاملاً، فيجب الانتهاء من صيام رمضان أداءً وقضاءً، ثمّ إتباعه بصيام السّت من شوّال، فمن كان عليه قضاء بعض أيّام رمضان فهو لم ينتهي من صيام رمضان كاملاً، لذلك عليه الانتهاء من القضاء ثمّ صيام شوّال، ومن لم يستطع صيام شوّال في شوّال لعذرٍ حلّ به، وكان عليه القضاء في شوّال كالمرأة النّفساء التي قضت أيّام إفطارها عن رمضان في شوّال، فيجوز لها حينئذٍ صيام السّت من شوّال في شهر ذي القعدة، وذلك بسبب عذرها، ويجوز لكلّ من كان له عذر أن يقضي ما فاته من شوّال في ذي القعدة حتى لايضيع عليه أجر صيام أيام الستة من شوال،[10] وقال الحنفيّة وفي قول عند أحمد بن حنبل بجواز تقديم صيام التطوّع على قضاء الواجب، لأن القضاء موسّع، ويكون على التراخي، وقال الشافعية والمالكية بالجواز مع الكراهة، ومنعه الحنابلة.[11]

المراجع

  1. ^ أ ب الشيخ محمد نور الدين (30-9-2009)، "صوم الست من شوال"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 197.
  3. ↑ وزارة الاوقاف والشئون الإسلامية (1404هـ-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الاولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 287، جزء 26. بتصرّف.
  4. ^ أ ب د.أحمد متولى، "فضيـــ 26ــــلة من فضائـل صوم السّـِت من شــــــوال"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
  5. ↑ "فضائل صوم 6 من شوال "، www.islamway.net، 4-9-2007، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 2433، صحيح.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 1096، صحيح.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 1098، صحيح.
  9. ↑ "حكم صيام الست من شوال متتابعة ومفرقة وصومها وتركها"، www.binbaz.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
  10. ↑ "هل يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء ما أفطر من رمضان إذا كان ما تبقى من الشهر لا يكفي لصومهما معا ؟"، www.islamqa.net، 14-10-2007، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
  11. ↑ "صيام ست من شوال قبل قضاء رمضان"، www.ar.islamway.net، 2010-9-11، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.