أضرار الربا طب 21 الشاملة

أضرار الربا طب 21 الشاملة

الرِّبا

قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)،[1]فالرِّبا من أخطر المسائل التي قد يُبتلى بها الإنسانٌ أو المجتمع؛ وقد جاء تحريم الربا بجميع الشرائع بما فيها شريعة الإسلام، ويعرّف الربا في اللغة؛ بأنّه الزيادة، أمَّا في الاصطلاح الشرعي فهو الزيادة في أحد النوعين من المال على النوع الآخر إذا كانا من جنسٍ واحد، كبيع الدينار بالدينارين، وقد يكون الربا من دون زيادة بالتأجيل أو التفرّق قبل القبض، وللربا نوعين هما؛ ربا الفضل كبيع الدرهم بدرهمين، وربا النسيئة كبيع الفضة بالذهب دون قبض.[2]

أضرار الرِّبا

لم يحرّم الله -تعالى- شيئاً في الكتاب والسنة إلا وله الكثير من المساوئ والأضرار، وكذلك الحال في تحريم الرِّبا والتَّعامل به على الفرد والمجتمع، ومن هذه الأضرار ما هو مُعجّل ومنها ما هو مؤجّل، وهي:[3]

أسباب الكسب الحرام

إن للكسب الحرام عدّة أسبابٍ أهمّها عدم وجود الخوف والحياء من الله -تعالى- مع عدم استشعار مراقبته، وقد عرَّف النبي -صلى الله عليه وسلم- الحياء من الله -تعالى- بقوله: (استحيُوا من الله حقَّ الحياء، قالوا: إنَّا نستحيي من الله يا نبيَّ الله، والحمد لله؛ قال: ليس ذلك، ولكن من استحيى من الله حقَّ الحياء؛ فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكرِ الموت والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حقَّ الحياء)،[6] وبذلك فإنَّ من فقد الحياء لا يُبالي إن كان ماله من الحلال أو من الحرام، حيث يُروى عن امرأةٍ صالحةٍ أنَّها كانت تعجن العجين حين أتاها خبر وفاة زوجها، فرفعت يدها وقالت: قد أصبح لنا في هذا الطعام شريك، تعني الورثة، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنَّه يدل على حرصها على تحرِّي الحلال، وقد يتساهل الناس في أكل الحرام بحجة الحصول على المكسب السريع.[5]

والله -تعالى- يؤخر الرزق لحكمةٍ يعلمها، فلا يحملك استبطاء الرزق على طلبه بمعصية الله، والعاقل يُدرك أنَّه لن يخرج أحداً من الدنيا إلا وقد استكمل رزقه، وأنَّ الله -تعالى- سيسأل عباده يوم الحساب عن مالهم من أين اكتسبوه وأين أنفقوه،[5] وعندما كان الربا أخذ مال الإنسان من غير عوض، فمن يبيع الدرهمين بالدرهم سواء أكان هذا البيع بالنقد أو النسيئة، تحصل له الزيادة من غير عوض، وحرمة المال في الإسلام عظيمة؛ لذلك كان أخذ المال من غير عوضٍ محرّم، كما إنَّ الربا يمنع الناس من الانشغال بالمكاسب، ممّا يؤدّي إلى انقطاع المنافع والمكاسب التي لا يُتحصَّل عليها إلا بالصناعات الشاقّة، والتجارة، والحرف المُتقنة.[7]

حكم الرِّبا

حب المال غريزةٌ في النفس البشرية، وتتطلّب من المؤمن تحرِّي الحلال، وتقوى الله في تحصيل المال؛ لتجنّب الوقوع في الحرام، والمالُ محبوبٌ في النفوس لما يُتَحصّل من خلاله من قضاء الحاجات والاستغناء عن الحاجة إلى الغير، فلا يحمل الناس حبَّهم للمال على تحصيله بطرقٍ غير مشروعة، فالدنيا زائلة، ومصير الإنسان إمَّا إلى نعيمٍ مقيمٍ وإمَّا إلى شقاءٍ وجحيمٍ، وقد توَعّد الله -تعالى- من تعامل بالربا بالمحق وانعدام البركة في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة، أمَّا عن خلود صاحب الربا في النار فإنَّه على حالين؛ إمّا أن يستحلّ الربا وهو بذلك يكفر ويُخَلّد في النار؛ وذلك لمجيئه بما يُناقض الإسلام باستحلال ما هو معلومٌ أنَّه محرَّمٌ من الدين بالضرورة، والحال الثاني أن لا يستحلّ، ولكنه دفعه حبُّه للمال على فعل الربا، وهذا الصنف متوَعّد بالنار دون الخلود فيها.[8]

والربا محرّمٌ في جميع الشرائع، إلا إنّ الله -تعالى- قد أعلن في الإسلام الحرب على المرابين؛ لعِظم مفاسده على الفرد والمجتمع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، يقول الماوردي: "حتى قيل: إنه لم يحلَّ في شريعة قط"، وهو من السبع الموبقات التي لُعن آكلها ومؤكلها وشاهدها و كاتبها،[9] ويقوم آكل الربا يوم القيامة من قبره في حالةٍ من التخبّط والهلع؛ لما في بطنه من المال الحرام.[10]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 275.
  2. ↑ ابن باز، "تعريف الربا وبيان أنواعه"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الله القصير (24-4-2016)، "أخطار الربا وأضراره"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  4. ↑ سورة النور، آية: 63.
  5. ^ أ ب ت بدر هميسه، "الكسب الحرام ( أسبابه – أضراره ) "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1551، حسن لغيره.
  7. ↑ "الحكمة من تحريم الربا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ ابن باز، "الربا وخطره"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ الحسين الشواط، عبد الحق حميش (7-1-2015)، "تعريف الربا وحكمه"، www.ar.islamway.net. بتصرّف.
  10. ↑ محمد المنجد، "عين الربا"، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.