-

ما أسباب حدوث الحمل خارج الرحم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحمل خارج الرحم

يُطلق على حالة عدم انزراع البويضة المُخصَّبة في مكانها الصحيح داخل الرحم إسم الحمل المُنتبذ، أو الحمل خارج الرحم (بالإنجليزيّة: Ectopic Pregnancy)، إذ يتمّ في الحمل السليم التصاق البويضة، ونُموُّها داخل تجويف الرحم على عكس حالات الحمل خارج الرحم، والتي تتضمَّن نُموَّ البويضة في المبيضين، أو البطن، أو عُنق الرحم، أو في قناة فالوب (بالإنجليزيّة: Fallopian tube) كما في مُعظم الحالات، وتكمُن أهمِّية الكشف المُبكِّر عن الحمل خارج الرحم في مدى خطورته على المرأة، إذ يُمكن أن يتعرَّض العضو الذي انزرعت فيه البويضة إلى التمزُّق، ممَّا يُؤدِّي إلى حدوث النزيف الداخلي في الجسم،[1] ويُذكَر أنَّ النسبة المُقدَّرة لحدوث الحمل خارج الرحم هي مرَّة واحدة لكلِّ 50 حالة حمل،[2] ويترافق مع هذه الحالة مُعاناة المرأة من التشنُّجات في أحد جانبي الحوض، وانقطاع دورة الطمث، وحدوث نزيف في المهبل (بالإنجليزيّة: Vaginal bleeding) بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى شعور المرأة بآلام في أسفل منطقة البطن.[3]

أسباب حدوث الحمل خارج الرحم

هناك العديد من الأسباب وعوامل الخطر التي تمّ إثبات ارتباطها بحدوث الحمل خارج الرحم، وفي الآتي بيانٌ توضيحيّ لمُجمَلها:[4]

  • اختلالات قناة فالوب: يُمكن أن تزيد الاختلالات التشريحيّة لقناة فالوب من خطر التصاق الجنين في القناة بنسبة أعلى من باقي النساء، ويُعَدُّ استخدام عقار ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول (بالإنجليزيّة: Diethylstilbestrol) من قِبَل الأم الحامل أحد أسباب حدوث اختلالات تكوينيّة في قناة فالوب لدى الأنثى المولودة لها، ويُذكَر أنَّ هذا العقار قد توقَّف الأطبَّاء عن استخدامه للحوامل منذ مُدَّة طويلة.
  • الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي: تُؤدِّي الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزيّة: Endometriosis) في بعض الأحيان إلى تكوُّن الأنسجة الندبيّة، والالتصاقات التي قد تحول دون وصول البويضة المُخصَّبة إلى الرحم، لذا تزيد من احتماليّة حدوث الحمل خارج الرحم.
  • ربط قناة فالوب: يتمّ اللُّجوء إلى إجراء عمليّة ربط قناة فالوب (بالإنجليزيّة: Tubal ligation) من قِبَل بعض النساء، وتجدر الإشارة إلى أنَّ ثلث النساء اللواتي حمِلنَ بعد إجراء هذه العمليّة تعرَّضن للحمل خارج الرحم.
  • الشراكة الجنسيّة: يرتبط تعدُّد العلاقات الجنسيّة بزيادة احتماليّة الإصابة بالأمراض الجنسيّة، والتي بدورها يُمكن أن تُؤدِّي إلى الحمل المُنتبذ.
  • التقدُّم في العمر: تزداد فرصة التعرُّض للحمل خارج الرحم مع التقدُّم بالعمر، إذ تُعَدُّ النساء اللواتي تفوق أعمارهنَّ الأربعين سنة أكثر عرضة لحدوثه.
  • اتِّباع أساليب تنظيم الحمل: يُعَدُّ الحمل أثناء استخدام اللولب الرحمي (بالإنجليزيّة: Intrauterine Device) نادراً، إلّا أنَّه في حال حدوث الحمل أثناء استخدام اللولب، فإنَّ فرصة حدوث الحمل المُنتبذ تُصبح أكبر.[5]
  • العقم واستخدام علاجاته: يُمكن أن تتسبَّب الإصابة بالعقم (بالإنجليزيّة: Infertility) في زيادة احتماليّة الحمل خارج الرحم، كما أنَّ بعض العلاجات والتقنيات المُتَّبعة في علاج العقم، كالتلقيح الصناعي من شأنها أن تزيد خطر حدوث الحمل المُنتبذ.[5]
  • التدخين: يُصنَّف تدخين الأم قبل فترة حملها مباشرة ضمن عوامل خطر حدوث الحمل خارج الرحم.[5]
  • التعرُّض السابق للحمل المُنتبذ: تُعَدُّ النساء اللواتي سبق وأن حدث لديهن الحمل خارج الرحم أكثر عرضة لتكرار حدوث الحمل خارج الرحم بنسبة تُقارب 10%.[6]
  • إجراء العمليّات الجراحيّة: من أبرز العمليّات الجراحيّة التي تزيد من خطر حدوث الحمل المُنتبذ هي عمليّة إزالة الورم الليفي، وعمليّات الولادة القيصريّة.[6]
  • الإصابة بالالتهابات والعدوى: تُعتبَر بعض أنواع الالتهابات والعدوى من العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، ومن أبرزها ما يأتي:[6]
  • التهاب البوق (بالإنجليزيّة: Salpingitis).
  • مرض التهاب الحوض (بالإنجليزيّة: Pelvic inflammatory disease).
  • الأمراض المنقولة جنسيّاً، مثل: مرض السيلان (بالإنجليزيّة: Gonorrhea)، وداء الكلاميديا (بالإنجليزيّة: Chlamydia).

تشخيص الحمل خارج الرحم

يَصعُب تشخيص وجود الحمل خارج الرحم بمُجرَّد الاطلاع على الأعراض، إذ أنَّ هناك عِدَّة فحوصات وإجراءات طبِّية تُساهم في تأكيد التشخيص، وفيما يأتي أبرزها:[7]

  • التصوير بالموجات فوق الصوتيّة عبر المهبل: تتضمَّن تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتيّة عبر المهبل إدخال عامود صغير يُدعَى المسبار (بالإنجليزيّة: Probe) بداخل المهبل، ولا يحتاج ذلك إلى خضوع المرأة إلى التخدير الموضعي، حيث يُرسل المسبار الموجات الصوتيّة التي ترتدُّ لاحقاً لتُكوِّن صورة مجملة لأعضاء الجهاز التناسلي تظهر على شاشة مُخصَّصة، وتُتيح هذه الصورة للطبيب الكشف عن انزراع البويضة المُخصَّبة في قناة فالوب، وتشخيص حدوث الحمل خارج الرحم.
  • تحليل الدم: يتمّ إجراء تحليل هرمون الحمل المُسمَّى بهرمون مُوجّهة الغُدَد التناسليّة المشيمائيّة البشريّة (بالإنجليزيّة: Human chorionic gonadotropin)، واختصاراً (HCG) عند صعوبة الكشف عن الحمل خارج الرحم عبر التصوير بالموجات الصوتيّة، حيث تُقاس كمِّية الهرمون مرَّتين خلال 48 ساعة، وذلك لمُراقبة التغيُّرات الحاصلة في مستوى الهرمون، والمُتمثِّلة بالارتفاع البطيء مقارنة بحالات الحمل الطبيعيّة.
  • التشخيص عبر المنظار: يتمّ اللُّجوء إلى إجراء الفحص التشخيصي للحمل خارج الرحم باستخدام عمليّة التنظير في حالات تعسُّر التشخيص بالطرق الأخرى، حيث يجري وضع المرأة تحت تأثير التخدير العامّ (بالإنجليزيّة: General anaesthesia)، وإحداث جروح صغيرة في منطقة البطن، ثمّ إدخال جهاز المنظار لتفحُّص الرحم وقناة فالوب بشكل مباشر، وتحرِّي مكان وجود الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الكشف عن وجود حمل خارج الرحم أثناء جراحة المنظار يتضمَّن استخدام بعض الأدوات الجراحيّة لإزالة الحمل؛ وذلك لتفادي الحاجة إلى عمليّات جراحيّة أخرى.

علاج الحمل خارج الرحم

تتضمَّن الخطة العلاجيّة لحالات الحمل خارج الرحم، والتي لم ينجم عنها تمزُّق في قناة فالوب العديد من الخيارات، وفيما يأتي أبرزها:[6]

  • العلاج الجراحي: يتمّ إجراؤه لتعديل التلف الحاصل في قناة فالوب، أو إزالتها بالكامل ضمن عمليّة تنظير البطن، كما تتمّ فيه إزالة الأنسجة المحتوية على الحمل.
  • العلاج الدوائي: ويتضمن إعطاء حُقَن الميثوتركسيت (بالإنجليزيّة: Methotrexate) في العضلات، أو في قناة فالوب مباشرة، والتي بدورها تُوقِف نُموَّ الخلايا، وتُساعد على إذابة الخلايا الموجودة.

المراجع

  1. ↑ "Ectopic Pregnancy", familydoctor.org, Retrieved 11-5-2019. Edited.
  2. ↑ "Ectopic Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 11-5-2019. Edited.
  3. ↑ "Ectopic pregnancy", medlineplus.gov, Retrieved 11-5-2019. Edited.
  4. ↑ "Ectopic Pregnancy Causes and Risk Factors", www.verywellfamily.com, Retrieved 11-5-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Ectopic pregnancy", www.mayoclinic.org, Retrieved 11-5-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Ectopic pregnancy: Symptoms, causes, risks, and treatment", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-5-2019. Edited.
  7. ↑ "Ectopic pregnancy", www.nhs.uk, Retrieved 11-5-2019. Edited.