يُعدّ الوسواس أو ما يُعرَف بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ (بالإنجليزية: Obsessive-compulsive disorder) أحد أنواع الاضطرابات النفسيّة، ولم يتمكّن العلماء من تحديد المسبّب الرئيسيّ للإصابة بهذا الاضطراب ولكن توجد مجموعة من العوامل التي قد تلعب دوراً في الإصابة به، مثل العوامل الجينيّة أو الوراثيّة، حيثُ إنّه على الرغم من عدم التمكّن من تحديد الجين المسؤول عن الإصابة بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ إلى الآن، ولكن ترتفع نسبة الإصابة بهذا الاضطراب لدى أفراد الأسرة الواحدة.[1]
مع تطوّر تقنيّات التصوير الحديثة، وتصوير الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ، تبيّن وجود نشاط عصبيّ غير طبيعي لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب بالمقارنة مع الأشخاص الطبيعيين، ولم يتمكّن العلماء من تحديد العلاقة بين هذه التغيرات والإصابة بالوسواس، لكن يُعتقَد أنّ اضطراب توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، وحمض الجلوتاميك (بالإنجليزية: Glutamate)، قد يكون له دوراً في الإصابة بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ.[1]
قد يؤدي التعرّض لبعض الضغوطات النفسيّة، وبعض الصدمات العاطفيّة، والأحداث المؤلمة إلى تحفيز بدء ظهور علامات الإصابة بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ، ولا يُعتقَد أنّ هذه العوامل تؤدي إلى حدوث الإصابة لدى الأشخاص غير المهيّئين للإصابة بالاضطراب، كما أنّه في حال عدم علاج الاضطراب قد يؤدي التعرّض إلى الضغط النفسيّ، والقلق إلى زيادة شدّة الأعراض المصاحبة للوسواس.[2]
يعتقد العلماء بوجود علاقة بين تطور الإصابة بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ وعدوى البكتيريا العقديّة (بالإنجليزية: Streptococcal infections)، والتي بدورها قد تؤدي إلى ردّة فعل مناعيّة ذاتيّة في الجسم (بالإنجليزية: Autoimmune response) لدى الأطفل، ويُطلق عليها مصطلح؛ اختلالات المناعة الذاتية النفسية والعصبية المصاحبة لعدوى البكتيريا العقديّة لدى الأطفال (بالإنجليزية: PANDAS).[3]
توجد عدد مو العوامل الأخرى التي قد تلعب دوراً في الإصابة بالاضطراب الوسواسيّ القهريّ، ومنها ما يأتي:[1][2]