-

ما أسباب تسمم الحمل

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تسمم الحمل

كما يُوحي الاسم؛ فإنّ حالة تسمم الحمل يمكن أن تُصيب النساء الحوامل فقط، وأكثر ما تظهر هذه الحالة في الشهور الأخيرة من الحمل، ويجدر بالذكر أنّ هذه المشكلة الصحيّةَ نادرةُ الحدوث، إذ تُصيب ما يُقارب امرأة من بين كل 2000-3000 امرأة خلال الحمل، وعلى الرغم من احتماليّة إصابة المرأة بتسمّم الحمل في أيّ حمل من أحمالها، إلا أنّ النساء غالباً ما يكنّ أكثر عُرضة للمعاناة من هذه المشكلة في الحمل الأول لهنّ، فقد تبيّن أنّ 70% من حالات تسمم الحمل في الولايات المتحدة الأمريكية كانت خلال الحمل الأول للمرأة، وأمّا بالنسبة للتعريف الطبيّ الصحيح لهذه المشكلة، فهو معاناة المرأة من نوبات الصرع وذلك بعد مرورها بمرحلةٍ تُعرف بمقدمات الارتجاع أو ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Pre-eclampsia).[1]

وتتمثل مرحلة ما قبل تسمم الحمل بارتفاع ضغط الدم بشكلٍ جليّ، وبصورة تؤدي إلى ضعف التروية الدموية لدى الحوامل، وهذا ما يُقلّل كميّة الدم الواصلة إلى الجنين، وبالتالي نقصان كمية الأكسجين والمواد الغذائية الواصلة إليه. وممّا يجدر التنبيه إليه أنّ حالات تسمم الحمل قد تؤدي إلى الوفاة، فقد تبيّن أنّ هناك ما نسبته 14% من مجموع حالات الوفاة المرتبطة بالحمل والولادة تُعزى إلى الإصابة بتسمم الحمل، وهذا لا يمنع قولنا إنّ كثيراً من الحالات تكون بسيطة ولا تتسبب بوفاة المصابة. ومن الجدير بالذكر أنّه لاعتبار حالة تسمّم الحمل المرحلة الأخيرة لمقدمات الارتجاع، فإنّ أغلب الحالات يُسيطَر عليها وتُعالج قبل الوصول إلى مرحلة تسمم الحمل.[1]

أسباب تسمم الحمل

سبق وبينا أنّ مرحلة تسمم الحمل هي المرحلة اللاحقة لمقدمات الارتجاع المعروفة بما قبل تسمم الحمل كما أسلفنا، ويمكن بيان مرحلة ما قبل تسمم الحمل بتفصيل أكثر بقولنا إنّها المرحلة التي تُعاني فيها المرأة الحامل من ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى مشكلة ظهور البروتين في البول، وغالباً ما يرد حدوث هذه المشكلة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وفي حال تقدّم المشكلة ومعاناة المرأة من نوبات الصرع فعندها يُقال إنّ المرأة تُعاني من تسمّم الحمل كما أسلفنا، وعلى الرغم من عدم معرفة العلماء السبب الذي يؤدي إلى إصابة المرأة بمرحلة ما قبل تسمم الحمل التي تتطور إلى تسمم الحمل، إلا أنّ البعض اكتفى بفهم الأعراض التي تظهر في مثل هذه الحالات، وفيما يأتي بيان ذلك:[2]

  • ارتفاع ضغط الدم: ويُقصد بذلك ارتفاع الضغط الذي يُحدثه الدم على جدران الأوعية الدموية، ممّا يؤدي إلى تلفها وإلحاق الضرر بها، وهذا ما يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وتقليل كمية الدم المتدفقة عبر الشرايين والأوعية الدموية المتأذيّة، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعدّاه إلى معاناة المرأة الحامل من انتفاخ الأوعية الدموية المغذية للدماغ لديها ولدى جنينها، وفي نهاية المطاف يُسفر الأمر عن حدوث نوبات الصرع.
  • ظهور البروتين في البول: تؤثر مشكلة ما قبل تسمم الحمل في وظائف الكلى بشكلٍ سلبيّ وجليّ، وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور البروتين في البول، ولعلّ هذا ما يُفسّر قيام الطبيب المختص بفحص البول للحامل في كلّ زيارة لها، وأمّا بالنسبة للآلية التي تتسبّب بظهور البروتين في البول، فيمكن شرحها باختصار بقولنا إنّ الكلية هي العضو المسؤول عن تصفية وفلترة الدم وتخليصه من الفضلات، وخلال عمل الكلية على تنقية الدم فإنّها تواجه البروتينات الموجودة فيه، والأصل أن تعمل على إرجاعه للدم بعدم السماح له للخرج بالبول، ولكن في حال تلف الكبيبة (بالإنجليزية: Glomerulus) فإنّ البروتين يخرج في البول بدلاً من إرجاعه إلى الدم.

عوامل خطر الإصابة بتسمم الحمل

هناك عدد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بتسمم الحمل، ومنها ما يأتي:[3][2]

  • ترتفع احتمالية الإصابة بتسمم الحمل في حال الولادات المتكررة، وكذلك في حال تجاوز المرأة عند حملها الخامسة والثلاثين من العمر.
  • تزداد فرصة الإصابة بتسمم الحمل في حال معاناة المرأة من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، أو في حال إصابتها بمشاكل صحية أخرى مثل السكري أو أمراض الكلى.
  • تُعدّ النساء اللاتي يُعانين من السمنة أكثر عُرضةً للإصابة بمرحلة ما قبل تسمم الحمل ومرحلة تسمم الحمل أيضاً.
  • تُصاب النساء من العرق الإفريقيّ الأمريكي بمرحلة ما قبل تسمم الحمل وتسمم الحمل كذلك بشكلٍ أكبر من النساء البيض.
  • لم تُوجد قاعدة جينية لهذه المشكلة الصحية، ولكن وُجد أنّها تظهر بين أفراد العائلة الواحدة، بمعنى آخر تُعدّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بتسمم الحمل في حال أُصيب إحدى نساء العائلة القريبات بالمشكلة الصحية ذاتها.
  • تتسبب اضطرابات المشيمة بزيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل، ومن هذه الاضطرابات حدوث تغير في موقعها من الرحم، وكذلك زيادة أو نقص كتلتها عن الحدّ الطبيعيّ.
  • ترتفع فرصة إصابة المرأة بتسمم الحمل في الحالات التي يكون فيها دخل العائلة متدنياً، وكذلك في الحالات التي يحدث فيها الحمل والمرأة في عمر المراهقة، ومن الجدير بالذكر أن حوث مشاكل في الأحمال السابقة قد تسفر عن زيادة خطر معاناة المرأة من تسمم الحمل، ومن هذه المشاكل موت الأجنة وتخلّف أو تعوّق النمو داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine growth restriction).
  • تزيد احتمالية المعاناة من نوبات الصرع المُمثلة لتسمم الحمل في حال إصابة المرأة بالصداع، أو في حال الحمل بالتوائم، وكذلك في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition).

المراجع

  1. ^ أ ب "Everything you need to know about eclampsia", www.medicalnewstoday.com, Retrieved July 2, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Eclampsia", www.healthline.com, Retrieved July 2, 2018. Edited.
  3. ↑ "Eclampsia", www.emedicinehealth.com, Retrieved July 2, 2018. Edited.