-

ما هو السحلب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ما هو السحلب

عندما يقال سحلب، فإنّه يأتي إلى الذهن المشروب الشعبي الساخن الذي ينتشر بكثرة في فصل الشتاء، فمشروب السحلب يتكوّن من بودرة السحلب مع الحليب والسكر، وقد يضاف إليه المكسرات والمنكهات كالقرفة والمستكة وغيرها، والسحلب في الأصل نبات زينة من عائلة الأوركيد (أوركيداسي) ينمو في بداية فصل الصيف وينتشر في المناطق الجبلية الحرجية، ويتميّز بزهوره الجميلة التي تكون بعضها بلا رائحة، وللبعض الآخر رائحة حلوة تكون أكثر قوّةً في المساء، كما قد تختلف الأزهار بألوانها من الأبيض إلى درجات مختلفة من اللون البنفسجي.[1][2]

استخراج وصنع السحلب

إنّ الجزء الذي يُصنَع منه السحلب المستخدم للغذاء والدواء هو جذر ودرنات نبات الأوركيد البريّ، فكلّ نبتة أوركيد تحتوي على درنتين: واحدة رئيسية، وأخرى فرعية أصغر حجماً. يتمّ قطف الدرنة الفرعية التي تكون على شكل بيضوي أو متفرّع؛ حيثُ يتم غسل الجذور والدرنات جيداً بالماء، ثم تُغمَر بالحليب أو الماء المغليّان لفترة قصيرة من الزمن؛ وذلك لعدّة أسباب: لإزالة الطعم المرّ منها، وللتقليل من خسارة العناصر الغذائيّة القابلة للذوبان في الماء منها، وكذلك لوقف عمل الإنزيمات فيها. تُترك بعدها الدرنات والجذور لتجف لوحدها، أو في الفرن لتسريع العملية، وتخزَّن كاملةً أو مطحونة.[1]

مكونات السحلب

هنالك عدّة أنواع لنبات السحلب وتختلف مكوّناتها باختلاف النوع، ولكنّ تركيبها الأساسي يتكوّن من البروتين، والنشا، والجلوكوز، والغلوكومانان (بالإنجليزية: Glucomannan)، والمواد النيتروجينية بالإضافة إلى مُركّبات أخرى.[2][1]

استخدامات السحلب

للسحلب استخدامات متعددة في مختلف أنحاء العالم، منها ما هو غذائيّ، ومنها ما هو علاجيّ، وفي ما يأتي نذكر بعض الاستخدامات المخلتفة له:

  • مشروب الشتاء: فالسحلب من أكثر المشروبات الشائعة في تركيا، خصوصاً عند قدوم أيام الشتاء البارد؛ حيثُ تتواجد وتُباع في أكشاك ومحلات القهوة، والمعجنات، وعند المحلات التجارية، كما يشتريها الناس من الباعة المتجولين في الطرقات، وللحفاظ على السحلب ساخناً، يوضَع في أباريق مصنوعة من النحاس، كما أنه المكوِّن الذي يعطي البوظة التركيّة كثافتها وقوامها، وقد عُرَِف السحلب منذ العهد العثماني؛ حيثُ كان يُعدّ للسلاطين خصوصاً، ويُنكّه بالزنجبيل، والكزبرة، وجوز الهند، وبذور الكمون الأسود، واليانسون، والعديد من الأعشاب والتوابل الأخرى.[1]
  • في الصناعة: حيث تقوم بعض الشركات في الوقت الحاضر بتصنيع وإنتاج مخاليط من مشروب السحلب الجاهزة للشرب، وتكون عبارة عن الحليب، والنشا، والسكر ومواد غروانية مائية (بالإنجليزية: Hydrocolloids)[1] ويدخل السحلب أيضاً في صنع بعض الاطعمة والمشروبات كالبوظة؛ حيث يضاف السحلب للبوظة ليعطيها قواماً أكثر تماسكاً ولزوجة.[2][4]
  • في الطب التقليديّ: حيث استُخدِم السحلب في الطب التقليديّ في بعض البلدان مثل إيران، وقد عُرِفَ دوره كعامل في علاج الحُمّى، والسعال، والإسهال، كما استُخدِمَ في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات الثدي، ومرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson)، والسرطان، والسل (بالإنجليزية: Tuberculosis)، بالإضافة إلى العجز الجنسي؛ حيث استُخدِم تقليدياً أيضاً في شبه القارة الهندية كمادة مُغذيّة مُنشّطة جنسيّاً.[2][5][6] كما يستخدم في الوقت الحالي كدواء لعلاج المشاكل الهضمية بشكل عام، كالنفخة، وعسر الهضم، والإسهال خصوصاً عند الأطفال، كما يُستخدم للتخفيف من حرقة المعدة.[7]

فوائد السحلب

للسحلب فوائد مثبتة وأخرى قيد الدراسة، وفي ما يأتي نذكر بعضاً منها:

  • يحتوي السحلب على مواد مضادة للأكسدة،؛ حيثُ وجدت دراسة أُجريت من قبل جامعة جهروم للعلوم الطبية في إيران أنّ للسحلب دوراً في الحماية من الأضرار التي قد تصيب خلايا الكبد عند فئران التجارب عند تعرّضها لمادة تسمى باركوات (بالإنجليزية: Paraquat) الموجودة في المُبيدات الحشريّة،[5] بالإضافة إلى أنّ السحلب قد يكون علاجاً مناسباً لعلاج أمراض الكبد كما أظهرت نتائج دراسة أخرى؛ إذ إنّ للسحلب تأثيراً إيجابيّاً على مستويات البروتين والألبيومين (بالإنجليزية: Albumin)، كما يخفّض من مستويات إنزيمات الكبد.[2]
  • يقوّي الأداء الجنسي؛ حيث إنّ للسحلب فوائد في زيادة الشهوة والأداء الجنسي كما كان يُتداول في بعض الحضارات، كما وأنّ له دور في تحسين وحماية وظائف الجهاز التناسلي، وبذلك يمكن أن يرشّح السحلب كعلاج عشبيّ لمرضى العجز الجنسيّ.[6]
  • يُهدّئ السحلب الجهاز الهضمي؛ لاحتوائه مادة تُشبه المخاط لها هذا التأثير.[7]

طريقة تحضير السحلب

يمكن تحضير السحلب في المنزل بطرقة سهلة وبسيطة؛ وذلك من خلال الطريقة الآتية:[8]

المكونات

  • 4 أكواب من الحليب.
  • 1 ملعقة صغيرة من السحلب.
  • 3 ملعقة صغيرة من السكر.
  • 1 ملعقة صغيرة ماء زهر (اختياري).
  • قرفة للتزيين (اختياري).

خطوات الإعداد

  • يُخلَط السكر مع 3 أكواب من الحليب في قدر، ويوضَع على نار هادئة مع التحريك المستمر.
  • تُذوّب ملعقة السحلب في كوب الحليب المتبقي، ثم يتم إضافتها إلى القدر.
  • نستمر بالتحريك إلى حين يُكثّف الخليط ويُصبح متجانساً.
  • يُضاف ماء الزهر للخليط.
  • يُصبّ في أكواب ويزيّن بمسحوق القرفة ويُقدّم ساخناً.

محاذير استخدام السحلب

يُعد استخدام السحلب آمناً لغالبية الناس، ولم تُعرَف له أيّة آثار جانبيّة حتى الآن، ولكن يُنصح بتجنّب استهلاكه من قبل النساء الحوامل والمرضعات؛ وذلك بسبب عدم وجود دراسات كافية لمدى أمان استخدامه في هذه الحالات.[7]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Nursel Işıklı, Mehmet Dönmez, Nejat Kozan, and others ( 2015), "Rheological properties of salep powder-milk mixture", J Food Sci Technol., Issue 10, Folder 52, Page 6556–6564.
  2. ^ أ ب ت ث ج Morteza Pourahmad, Hossein Jahromi, and Zahra Jahromi (2015), "Protective Effect of Salep on Liver", Hepat Mon. , Issue 4, Folder 15, Page e28137.
  3. ↑ Hugo J. de Boer, Abdolbaset Ghorbani, Vincent Manzanilla and others (2017), "DNA metabarcoding of orchid-derived products reveals widespread illegal orchid trade", Proc Biol Sci., Issue 1863, Folder 284, Page online. Edited.
  4. ^ أ ب Bruce Kraig, Colleen Taylor Sen (2013), Street Food Around the World: An Encyclopedia of Food and Culture, Santra barbara, California: ABC_CLIO, Page 6, 131, 223.
  5. ^ أ ب Shekoufeh Atashpour, Hossein Jahromi, Zahra Jahromi and others (2017), "Antioxidant effects of aqueous extract of Salep on Paraquat-induced rat liver injury", World J Hepatol, Issue 4, Folder 9, Page 209–216.
  6. ^ أ ب Mayank Thakur and V. K. Dixit ( 2007)، "Aphrodisiac Activity of Dactylorhiza hatagirea (D.Don) Soo in Male Albino Rats"، Evid Based Complement Alternat Med.، Issue 1، Folder 4، Page 29–31.
  7. ^ أ ب ت "SALEP", www.webmd.com, Retrieved 12/10/207.
  8. ↑ "Sahlab", food-heritage.org, Retrieved 09/11/2017.
  9. ↑ فيديو عن طريقة عمل السحلب.