الإخلاص في اللغة كما جاء في معجم لسان العرب: "خَلَص الشيء، بالفتح، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم، وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه: أَمْحَضَه"،[1] أما اصطلاحاً؛ فالإخلاص هو الانفتاح والصدق، لا الخداع أو النفاق؛[2] فإن بناء العلاقات يتطلب بناء الثقة الذي يتحدد بالإخلاص، والذي يُعدّ أساس ومفتاح ذلك البناء، ويتم عن طريق تحقيق الإنسجام الداخلي، والصدق مع الذات ونواياها، والالتزام بالقول، بالإضافة إلى الانسجام الخارجي المتمثّل بالانفتاح والصدق مع الآخرين.[3]
توضح النقاط أدناه مظاهر الإخلاص، والصدق، والتحلي بالقيم الأخلاقية العالية، وهي:[4]
يتمثّل الإخلاص في الإسلام في جميع أشكال العبادة، والممارسات الدينية، والنوايا الصادقة في كل فعل، وفي أعمال الطاعة، والتحلي بالأخلاق الحميدة؛ فالصدق ينطوي على تحقيق الإيمان بالطريقة التي يريدها الله لعباده، والإخلاص في نية الإيمان، والخوف من عقاب الله،[5] قال تعالى: "قَالَ اللَّـهُ هَـذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"[6]
تظهر صفة الإخلاص على حقيقتها عندما يُتيح الله العمل الصالح لعباده المخلصين بإرادته، ومهما كانت تلك الأعمال بسيطة، إلا أن أجرها عظيم عند الله في حال القيام بها مع نية خالصة وصادقة؛ فالسعادة في الحياة تكمن في صدق الأفعال، والرغبة العميقة في انجاز الأعمال على أكمل وجه، والإخلاص لله في جميع الشؤون حبّاً وثقةً به.[5]