ما هو الحوت الأزرق
الحوت الأزرق
يُصنّف الحوت الأزرق على أنّه حيوانٌ ثديّ، على عكس ما يعتقد البعض أنّه من الأسماك، وهو أضخم الحيوانات الموجودة على كوكب الأرض على الإطلاق؛ حيث يصّل وزنه إلى 173 طناً، وهذا الرّقم يفوق حجم كل الحيوانات البريّة والبحريّة، ويليه بالحجم حيوان الفيل. أما طوله فيبلغ 30 متراً. وقد يصل وزن ألسنتها فقط إلى ما يقارب وزن فيل، كما قد يصل وزن قلبها لوزن سيّارة. تتراوح أعمار الحيتان بين 30 - 80 سنة، وتكون الأُنثى أكبر حجماً من الذّكر. يُسافر الحوت لمسافاتٍ طويلةٍ قد تصل لآلاف الكيلومترات عبر المُحيطات بحثاً عن الغذاء والدفء لمدّة قد تصل إلى 4 شهور.[1]
الأنواع وانتشارها
هناك ثلاثة أنواع رئيسة للحيتان الزّرقاء مُنتشرة في مُحيطات العالم، وهي:[2]
- حيتان المَسكيولس: تعيش في شمال خط الاستواء، وبالتّحديد في شمال المُحيط الأطلسيّ والمحيط الهادئ.
- حيتان الإنترميديا: تعيش جنوب خط الاستواء، وبالتّحديد في المُحيط المُتجمّد الجنوبيّ.
- حيتان بريفيكودا: وهي أصغر الأنواع وتُلقّب بالقَزَمة، والموجودة في المُحيط الهنديّ وجنوب المُحيط الهادئ.
التغذية
يتغذّى الحوت الأزرق على كميّات كبيرة من القِشريّات بمُختلف أنواعها، ولكن طعامها المُفضّل هو الكريليّات (بالإنجليزية: Krill) وهي قشريّات صغيرة جدّاً. يتغذّى الحوت الواحد البالغ على ما مقداره 3.6 ألف كغم يوميّاً من الكريليّات، أي ما يُقدّر بأربعين مليون كريل يوميّاً. كما تأكل كميّات قليلة من المِجدافيّات، وعوالق بحريّة مُختلفة تختلف باختلاف المُحيط الموجودة فيه الحيتان، وتأكل الحيتان الزّرقاء عند المُحيط المُتجمّد القريدس. والحيتان الزّرقاء تحتاج يوميّاً إلى 1.5 مليون سعر حراري، وللحصول على هذه الكميّات الكبيرة من الكائنات البحريّة يحتاج إلى الغوص لعمق قد يصل إلى 500 متر.
يحتوي فم الحوت على صفائح مُهدّبة تحتوي على شُعيرات أشبه بالشّارب عند نهاية كل صفيحة تعمل على مُساعدتها في تصفية العوالق الغذائيّة من الماء والاستفادة منها، وفي كلّ مرّة يفتح الحوت فمه لتناول الطّعام يبتلع ما مقداره 5000 كغم من الماء والعوالق، فيقوم الحوت بدفع الماء للخارج بينما يحتفظ بالعوالق عن طريق الشُّعيرات والصّفائح المُهدّبة، ثم يقوم بلعقها عن طريق لسانه المُكتَنز. وعلى الرّغم من أنّ الحوت الأزرق يتواجد على أعماق كبيرة للصّيد إلا أنّه وككل الثدييّات لا بد له من الصّعود إلى سطح الماء لأجل التنفّس، وعندما يقوم بعمليّة الزّفير يدفع الماء على شكل سحابة من البُخار التي ترتفع عاموديّاً بفعل الضّغط ، ويصل ارتفاعها إلى تسعة أمتار.[2]
خطر انقراض الحوت
تُصنّف الحيتان الزّرقاء بأنّها مُهدّدة بالانقراض بشكلٍ مُتوسّط، حيث انتشرت بنهاية القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين مِهنة صيد الحيتان في المُحيط المُتجمّد الجنوبيّ وغيرها من الجُزُر الواقعة بالمُحيطات، كاليابان، وإندونيسيا، وآيسلندا. وأشارت بعض الدّراسات أنّ أعداد الحيتان الزّرقاء حاليّاً لا يتجاوز 20 ألف حوت فقط حول العالم، وكلّ ذلك بسبب الصّيد الجائر، حيث وصل عدد الحيتان التي تمّ اصطيادها من المُحيط المُتجمّد الجنوبيّ وحده سنة 1930 ما يُقدر بـ30 ألف حوت، ثمّ قامت اللّجنة الدوليّة لصيد الحيتان بمنع صيد الحيتان الزّرقاء سنة 1966. مع كبر حجم هذه الحيتان إلا أنّها تقع فريسة لهَجَمات أسماك القرش والحيتان المُفترِسة، كما تتعرّض للجروح والموت سنويّاً نتيجة سفر السُّفُن الكبيرة في المُحيطات.[2]
تتعرّض الحيتان الزّرقاء لمخاطر أُخرى غير الصّيد تتمثّل بالاحتباس الحراريّ، والتي تعمل على زيادة درجة حرارة المُحيطات وذوبان الثّلوج في الأقطاب، ممّا يُهدّد المَواطِن الطبيعيّة للحيتان الزّرقاء. كما تُعتَبر حركة المِلاحة البحريّة النَّشِطَة في المُحيطات ذات تأثير سلبيّ كبير على الحيتان، فتقوم السُّفن بإيذاء الحيتان وقتلها، وتلويث مياه المُحيطات بنواتج الوقود الضارّة والسّامة للحيتان.[2]
الحياة الإجتماعية للحيتان
تسبح الحيتان الزّرقاء أحياناً في مجموعات صغيرة، ولكنّ الشّائع أن تسبح وحدها على شكل أزواجٍ مُترافقة مع بعضها البعض. وعلى الرّغم من كبر حجم هذه الحيتان، إلا أنّها تسبح برشاقة وبسرعة تصل إلى 8 كم في السّاعة، وقد تصل سُرعتها إلى أكثر من 30 كم في السّاعة. أما أصوات الحيتان فالبشر غير قادرين على سماعها إلا بواسطة أجهزة استشعار خاصّةٍ، إلا أنّها تُعتبر من أكثر الحيوانات على وجه الأرض ضجيجاً، فهي تتواصل مع بعضها عن طريق سلسلة من النّبضات ذات التَردُّدات المُنخفضة، تتضمّن هذه الأصوات أنياًن وتأوُّهاتٍ، ويُعتَقد أنّ الحيتان إذ ما تواجدت في ظروف جيّدة تستطيع أن تسمع بعضها من مسافات تصل إلى 1600 كم. يعتقد العلماء أنّ استخدام هذه الأصوات ليس بهدف التّواصل فقط، بل يُعتَقد بأنّها تستغلّ قدرتها الكبيرة على السّمع في التَنقُّل بوساطة تردُّدات الموجات الصوتيّة في أعماق المُحيطات المُظلمة من خلال عمليّة انعكاس الصّوت.[1]
تكاثر الحيتان
كونَ الحيتان من الثّدييّات فإنّ إناثها تلد صغارها على عكس باقي الأسماك التي تتكاثر بالبيض. وتولد الحيتان مُتكاملة الجسد، ويُسمّى صغير الحوت عجلاً، لكن تُعتبر الحيتان غير كثيفة التّكاثر؛ فأُنثى الحوت تُنجب مرّةً واحدةً كل سنتين أو ثلاث سنوات، وتستمرّ فترة الحمل من 10-12 شهراً. وتبدأ فترة التّكاثر والإخصاب في بداية الخريف وتستمرّ حتى الشّتاء. وعند ولادة العجل تصل كتلته إلى 2.5 - 3 طن، ولا يكون قادراً على التّكاثر حتى يصل لعمر 5 سنوات.[3]
المراجع
- ^ أ ب "أصوات الحيتان الزرقاء تقود اليها"، منشور، 27-3-2013، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2016.
- ^ أ ب ت ث Jason de Koning, Geoff Wild (1997)، "Contaminant analysis of organochlorines in blubber biopsies from blue whales in the St. Lawrence Seaway"، wheelock college, Retrieved 2-10-2016.
- ↑ "معلومات عن الحوت الازرق اكبر حيوان في العالم"، ماجيك بوكس، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2016.