اكتئاب الحمل
يُعدّ الاكتئاب أكثر اضطرابات المزاج شيوعاً، ويُسبّب الشعور المستمرّ بالحزن وفقدان الاهتمام، وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالرجال، كما يُلاحظ أنّ أعلى فرصة للإصابة بالاكتئاب من عمر المرأة، تكون في سنوات الحمل والإنجاب من عمر المرأة، وتشير الأبحاث إلى أنّ حوالي 14 إلى 23 في المئة من النساء الحوامل يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل، ومن عوامل الخطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل: القلق، والتوتر، وضعف الدعم الاجتماعي، والحمل غير المرغوب فيه، والإصابة السابقة بالاكتئاب، والعنف الزوجي.[1]
أعراض اكتئاب الحمل
يمكن القول أنّ بعض علامات وأعراض الاكتئاب، مثل التعب أو صعوبة النوم، طبيعية أثناء الحمل، إلّا أنّ الشعور بالحزن أو اليأس، وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأشياء التي كانت تستمتع بها المرأة قبل الحمل، أو عدم القدرة على متابعة أعمال الحياة اليومية، تُعدّ من الأعراض المُنذِرة باحتمالية الإصابة بالاكتئاب، ويمكن أن يشخص الطبيبُ الحاملَ باكتئاب الحمل إذا شعرت بخمسة أعراض أو أكثر من الأعراض التالية بشكل يومي تقريباً ولمدة أسبوعين على الأقل:[2]
- فقدان الاهتمام في الأنشطة اليومية، أو عدم الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
- البكاء طوال الوقت.
- الشعور بالحزن معظم اليوم، وبشكل يومي تقريباً.
- الشعور بالغضب الشديد.
- الشعور بالقلق.
- تغيّرات أنماط تناول الطعام أو النوم، مثل الرغبة في تناول الطعام أو النوم طوال الوقت، أو عدم القدرة على تناول الطعام أو النوم على الإطلاق.
- صعوبة التركيز.
- الشعور بأنّ الحياة لا تستحق العيش.
- التعب الشديد الذي لا يتحسن مع الراحة أو انخفاض الطاقة.
- وجود مشاعر غامرة من الإحساس بالذنب، وانعدام قيمة النفس، واليأس.
تأثير اكتئاب الحمل في الجنين والأم
قد يسبب اكتئاب الحمل إذا لم يتم علاجه بمخاطر محتملة على الأم والطفل، إذ يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية، وشرب الكحول، والتدخين، والسلوك الانتحاري، ممّا قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، ومشاكل النمو والتطور، كما أنّ المرأة التي تعاني من الاكتئاب لا تملك القوة أو الرغبة في العناية بشكل كافٍ بنفسها أو بطفلها في كثير من الأحيان، كما يُلاحظ أنّ الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من الاكتئاب، يكونون أقل نشاطاً وأكثر عنفاً مقارنة بأقرانهم.[3]
علاج اكتئاب الحمل
ومن العلاجات المستخدمة لعلاج اكتئاب الحمل ما يلي:[4]
- العلاج النفسي: هناك نوعان للعلاج النفسي (بالإنجليزية: Psychological treatment) التي ثبتت فعاليتها لعلاج الاكتئاب، وهما:
- الأدوية المضادة للاكتئاب: تُعدّ الأدوية المضادة للاكتئاب العلاج الأكثر شيوعاً لعلاج الاكتئاب، وهناك نوعان من الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن استخدامها أثناء الحمل، وتُعدّ آمنة أثناء الحمل استناداً إلى الدراسات المجراة، وهي مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants)، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ هذه الأدوية قد تستغرق حوالي ثلاثة أسابيع لتحسين أعراض الاكتئاب، كما أنّ المريض قد يحتاج إلى تجريب واحد أو أكثر منها حتى يصل للعلاج المناسب له وبأقل آثار جانبية، وقد يستمر العلاج لمدة لا تقلّ عن ستة أشهر، وقد تصل إلى 24 شهراً، وقد تكون أطول من ذلك في حال الإصابة بنوبات أخرى من الاكتئاب في الماضي.
- المعالجة بالتخليج الكهربائي: تستخدم المعالجة بالتخليج الكهربائي (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy) واختصاراً (ECT) لعلاج الاكتئاب الشديد أثناء الحمل، وخاصة عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، ويكون خطر عدم علاج الأعراض مثل الأفكار الانتحارية يفوق خطر العلاج نفسه.
- العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioural therapy): إذ إنّ الشخص المصاب بالاكتئاب يرى الحياة بطريقة سلبية، فيساعد العلاج السلوكي المعرفي المصابة على تحديد التفكير السلبي الذي يؤثر في مزاجها، ومشاعرها، وسلوكها، والبدء بتحدّيه، بالإضافة إلى ذلك يساعد هذا العلاج المصابة على تحديد بعض الأهداف الصغيرة والأنشطة اليومية والقيام بها.
- العلاج النفسي بين الأشخاص (بالإنجليزية: Interpersonal Psychotherapy): يساعد هذا النوع من العلاج على تجاوز الاكتئاب المرتبط بالخسائر، أو التغيرات، أو الصراعات.
العلاجات الأخرى لاكتئاب الحمل
قد يدفع الجدل الدائر حول استخدام بعض مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، العديد من النساء إلى البحث عن طرق أخرى للمساعدة على علاج الاكتئاب، لذلك يمكن أن تجرب المرأة الحامل بعض الطرق الطبيعية الأخرى للمساعدة على تخفيف أعراض الاكتئاب، ومنها ما يلي:[3]
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة الرياضة على زيادة مستويات السيروتونين وتقلل من مستويات الكورتيزول.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة: يؤثر نقص النوم في كيفية التعامل مع الإجهاد والتحديات اليومية بشكل كبير؛ ولذلك فإنّه من المفيد الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت بشكل يومي.
- النظام الغذائي والتغذية: تم ربط العديد من الأطعمة بتغيرات المزاج، والقدرة على التعامل مع التوتر، فقد وُجد أنّ اتباع نظام غذائي غنيّ بالكافيين، والسكر، والكربوهيدرات المصنعة، والمضافات الاصطناعية، وشحيح بالبروتين يمكن أن يؤدي إلى مشاكل تتعلق بالصحة العقلية والجسدية.
- الوخز بالإبر الصينية: أثبتت الدراسات الجديدة أنّ الوخز بالإبر الصينية قد يكون خياراً لعلاج الاكتئاب في النساء الحوامل.
- الحمض الدهني أوميغا-3: أثبتت الدراسات أنّ تناول مكمّلات الحمض الدهني أوميغا 3 أو زيت السمك يومياً يمكن أن يقلّل من أعراض الاكتئاب.
- المكمّلات الغذائية: هناك عدد من المكملات العشبية، والفيتامينات، والمعادن التي تؤثر في المزاج، ومن هذه المكملات نبتة القديس يوحنا (بالإنجليزية: St John’s Wort)، والمغنيسيوم، وفيتامين B6، ومن الجدير بالذكر أنّ العديد من هذه المكمّلات لا يمكن استخدامها مع مضادات الاكتئاب، وتنبغي استشارة الطبيب واستخدام الجرعة المناسبة منها للنساء الحوامل.
المراجع
- ↑ "Healthy Lifestyle Pregnancy week by week", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-2-2018. Edited.
- ↑ "Depression during pregnancy", www.babycenter.com, Retrieved 23-2-2018. Edited.
- ^ أ ب "Depression In Pregnancy", www.americanpregnancy.org, Retrieved 23-2-2018. Edited.
- ↑ "Treatment of antenatal depression", www.cope.org.au, Retrieved 23-2-2018. Edited.