-

ما هي عاصمة زنجبار

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

زنجبار

يطلق اسم زنجبار على مجموعة من الجزر التي تقع في المحيط الهندي، وهذه الجزر تابعة لتانزانيا شرق أفريقيا، وتبعد حوالي 35 كم عن الساحل المسمى تنجانيقا، وتبعد 118 ميلاً عن جنوب ممباسة، و 29 ميلاً شمال دار السلام وتبعد عن مدغشقر 720 ميلاً و500 ميل عن جزر القمر، تتشكل زنجبار من 52 جزيرة، ولكن الجزر الرئيسية فيها جزيرة أنغوجا، جزيرة بمبا، جزيرة تومباتو، جزيرة مافيا، ويوجد 27 جزيرة تقع حول بمبا، وتتمتع زنجبار بسلطة ذاتية واسعة، وأصل كلمة زنجبار من اللغة العربية، عاشت هذه الجزيرة الكثير من الحروب والصراعات ولكن أشدها كان المجزة الكبيرة التي تعرض لها المسلمون قديماً والتي ما زالت عالقة في أذهان الكثير ممن عاصر تلك الأيام الصعبة، وزنجبار حالها كحال باقي الدول العربية التي عاشت صراعات مريرة دائماً ما كان المسلمون هم الضحية، ولكن hستطاعت زنجبار أن تتغلب على جراحها وأن تصبح مكان يقصده الكثير للمتعة ورؤية المناظر الخلابة والhستمتاع بالطبيعة الساحرة التي وهبها الله لزنجبار.

تاريخ زنجبار

منوثياس هو الاسم الذي أُطلق على زنجبار من قدماء الإغريق والرومان حيث كانوا يتصلون بها تجارياً، وتم ذكر زنجبار لأول مرة في كتاب تم تأليفه باليونانية يحمل اسم (قاموس المحيط الهندي) ومؤلّف هذا الكتاب لا يُعرف عنه إلّا أنّه مصري من أصول يونانية، كان يسكن في ميناء برنيس الذي يطل على البحر الأحمر عام 60م، وقد أسّس العجم الشيرازيون في القرن العاشر ميلادي على ساحل أفريقيا الشرقي إمارات وكان أشهرها إمارات كيلوا وزنجبار وممباسة وبمبا، ما بين عام 1503 حتى عام 1698 كان يحتل زنجبار البرتغاليون وأثناء احتلالهم استولت إمارة زنجبار على مومباسا، وكسبت إعفاء من المكوس حينما دخلت في اتحاد مع البرتغال، وفي عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي قام العمانيون بطردهم في عام 1652، وقام السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي باتخاذ زنجبار عاصمة لدولته في عهده، لأنّه رأى فيها المقومات الأساسية لتكون العاصمة فهي موقع جغرافي متميز ومناخها معتدل، وكان السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي هو أول من قام بإدخال القرنفل إلى جزيرة موريشيوس، وبعده تولي الحكم السلطان ماجد بن سعيد الذي قام بفصل زنجبار عن عمان في عهده، وبعد ذلك تولي الحكم السلطان برغش بن سعيد وبعد وفاته اتخذها البريطانيون كمحمية طبيعية، واستقلت كسلطنة ذات سيادة في 19 ديسمبر 1963.

قام عبيد الرومي في 12 يناير 1964 بعمل انقلاب ضد السلطان جمشيد بن عبد الله الذي كان يحكم زنجبار في ذلك الوقت وكانت خاضعة تحت حكم البوسعيديين، ونجح عبيد الرومي في انقلابه وأعلن قيام الجمهورية، حيث قتل خلال انقلابه ما بين 5000 إلى 12.000 من سكان زنجبار وهم من أصول عربية وهندية، وقام باعتقال ونفي الآلاف؛ وخلف ذلك الانقلاب أفظع مجزة يتعرض لها المسلمون حيث تم أخذهم بالآلاف إلى مقابر جماعية مجهزة خصيصاً لهم، وقال الكاتب يوسي ميلمان في مقال نشره بجريدة هآرتس بتاريخ 7 أغسطس 2009 أنّ الانقلاب العسكري ضد حكم المسلمين والذين كانوا يمثلون الأغلبية بنسبة 70% كان بمشاركة المخابرات الصهيونية، وقام أيضاً بذكر أسماء ضباط المخابرات الذين شاركوا في الانقلاب.

بعد الانقلاب قام القس النصراني جوليوس نيريري بتولي الحكم بدعم من الغرب، وقام القس النصراني بدعم الماركسية وألغي الكثير من الشعائر الدينية الإسلامية وقام بمحاربة العبادات التي يتمتع بها الغالبية العظمي في زنجبار، حتى أنّه قام بإصدار قرار يُجبر المسلمات على قبول الزواج من النصارى ورفض ذلك يعتبر جريمة ولها عقوبة جنائية، وفي خلال عملية الانقلاب دخل مرتزقة أوغنديين كانوا يتبعون لجوليوس نيريري وقاموا بمذبحة بدأت بقتل 5000 مسلم وقاموا بحرق جثثهم.

دخول زنجبار الإسلام

حيث عملت الهجرات الإسلامية إلى شرق القارة الإفريقية إلى دخول زنجبار في الإسلام وذلك في نهاية القرن الأول الهجري عهد الدولة الأموية، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي يحاول ضم عمان إلى الدولة الأموية في عهد الملك بن مروان حيث كان يحكم عمان في ذلك الوقت الأخوين سليمان وسعيد أبناء الجلندي، وقد أمتنعاً الأخوين عن الحجاج فقام بإرسال جيشاً كبيراً لا يقدر عليه فاختاروا السلامة وخرجوا بمن قام بإتباعهما إلى بر الزنج شرق أفريقيا، وبعد الوجود العُماني بكثر في عمان بعد هجرة الأخوين من عمان حتى أصبح ولاة زنجبار يتبعون حكم الأئمة في عمان حتى جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان الذي عمل على فتح صفحة ناصعة جديدة في تاريخها وأولاها إهتمام غير مسبوق.

عاصمة زنجبار

عاصمة زنجبار هي أنغوجا أكبر الجزر وتسمى (بستان أفريقيا الشرقية) ويبلغ طولها 85 كم وعرضها 40 كم، وتتميز عاصمة زنجبار بالكثير من الخيرات، حيث تتمتع بأرض خصبة جداً وتصلح لزراعة الأرز والطلح والجزر والحبوب بأنواعها، ويوجد في أنغوجا ما يقارب المليون شجرة قرنفل، ويقطع أنغوجا نهر كبير اسمه مويرا، وهو المصدر الرئيسي للماء في العاصمة.

جزر زنجبار

ستون تاون وهي المدينة الصخرية التي تقع في الساحل الغربي لجزيرة أنغوجا العاصمة، وتوجد في مدينة ستون تاون العديد من المباني الصخرية وهذا هو سبب تسميتها، ويوجد فيها ما يقارب 1700 مبنى منها 1100 مبنى ذات دلالة معمارية وتحتوي على 23 مجمعاً تجارياً وكاتدرائيتان وأكثر من 50 مسجداً ومساحتها تبلغ حوالي 83 كيلو متر مربع، وتم تصنيف هذه المدينة من قبل الأمم المتحدة على أنها إرث عالمي، وجزيرة بمبا وتسمى الجزيرة الخضراء حيث تبلغ مساحتها حوالي 78 كيلو متر طولاً و23 كيلو متر عرضاً، وتتميز بأرضها الخصبة جداً وتشتهر بزراعة النارجيل والقرنفل حيث يوجد بها أكثر من ثلاث ملايين شجرة قرنفل عالية الجودة بسبب كثرة هطول الأمطار وليونة الهواء وأرضها رملية.

السكان في زنجبار

حسب آخر إحصائيات تم إجرائها بلغ عدد سكان زنجبار ما يقارب المليون شخص تبلغ نسبة المسلمين من بينهم 98% والبقية إمّا هندوس أو مسيحيين، وكانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للسكان في العهد العماني، وبعد الاحتلال البريطاني أصبحت لغة زنجبار هي السواحلية رسمياً إلى جانب اللغة الإنجليزية، ويعاني المسلمون في زنجبار من الفقر والتخلف رغم وجود أراضي خصبة.

اقتصاد زنجبار

تعتبر الزراعة هي الحرفة الأولى لسكان زنجبار وأهم محاصيلهم هو القرنفل الذي تشتهر به هذه البلاد عن غيرها ويوجد بها ما لا يقل عن أربعة ملايين شجرة وهي تحتل المركز الأول عالمياً وتقوم بتصديره إلى كافة دول العالم، وبما أن زنجبار تقع في مياه المحيط الهندي فالصيد يعتبر حرفة ممتازة وعليها إقبال كبير من السكان، ويوجد في تلك البلاد بعض الصناعات التي تعتمد على الزراعة كصناعة الزيت والدواء والحلوى، ويقوم اقتصاد زنجبار الكلي على البهارات والفانيليا والقرنفل والسياحة، ولأن شواطئ زنجبار جميلة ومميزة وخلابة، بدأ ينشط فيها قطاع السياحة وبدأت تتطور فيها البنية التحتية لتناسب إحتياجات الزوار، وحالياً يتوفر فيها الفنادق وبيوت الضيافة التي تتميز بأسعارها المناسبة، وتعتبر زنجار من المناطق التي تجذب السياح لوجود مناطق قديمة ومباني جميلة بُنيت بفن معماري راقٍ.