ما هو تبرج الجاهلية الأولى طب 21 الشاملة

ما هو تبرج الجاهلية الأولى طب 21 الشاملة

مفهوم التبرُّج

يُستخدَم لفظ التبرّج بمعنى الظّهور، والمُراد هنا إظهار المرأة شيئاً من جسدها أو زينتها، ومنه سُمِّيت الكواكبُ بروجَ السّماء؛ أي: زينتها؛ وذلك لظهورها، وقيل إنّ التبرّج مأخوذٌ من ظهور المرأة مِن بُرجها؛ أي: قصرها، ومعنى البُروج: القُصور، وبهذا المعنى ورد قوله تعالى: (وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ).[1] وبرج المرأة هو بيتها، وإنّما سُمّي القصر بُرجاً؛ بسبب سعته، فهو مأخوذٌ من البرج بمعنى السّعة، وعلى كلّ حال فالتبرُّج يُستعمَل للدلالة على إظهار المرأة شيئاً من مفاتنها، وجسدها، وزينتها المُكتسَبة أمام الرّجال الأجانب عنها؛ وهم الرجال الذين لا تربطهم بها صِلة رحمٍ أو قُربى، ومن الألفاظ القريبة التي تُطلَق على التبرّج: العُرْي، والتّهتُّك، والتكشُّف، والانْحِلال الأخلاقيّ، والإخلال بناموس الحياة، والإباحيّة.[2]

تبرُّج الجاهليّة الأولى

ورد ذكر تبرّج الجاهليّة الأولى في القرآن الكريم في سورة الأحزاب في قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)؛[3] فالآية القرآنيّة الكريمة تبدأ بالأمر الربانيّ للنّساء بالبقاء في البيوت، ثمّ أتبع أمرهُنّ بأن يبقينَ في بيوتهنّ بالنّهي عن التبرّج، وخصّ النّهي بتبرّج الجاهليّة الأولى، ثمّ أتبع هذا النّهي بالأمر بالصّلاة، والأمر بإيتاء الزكاة، ثمّ الأمر للنساء بأن يُطِعن الله ورسوله، ونتيجة التزامهنّ بهذه الأوامر والنّهي الوحيد بينها بعدم التبرّج تبرّجَ الجاهليّة الأولى؛ أنّ لهنّ الطُّهر والنّقاء الذي يليق بالعفيفات الطّاهرات المُؤمنات.[4]

وأما معنى تبرّج الجاهليّة الأولى فقد وردت في تفسير حال النّساء في الجاهليّة الأولى عدّة تفاسير، على النحو الآتي:[5]

التّوقيت الزمنيّ للجاهليّة الأولى

فيما يخصّ التّوقيت الزمنيّ للجاهليّة الأولى، فهناك عدّة أقوال لأهل العلم في وقتها، ومتى كانت، وذلك على النحو الآتي:[6]

مظاهر التبرُّج

ولتبرُّج المرأة مظاهر كثيرة، ربما تتعلّق أحياناً بملابسها، وربما تتعلّق أحياناً أُخرى بتصرُّفاتها وسلوكها، وتتلخّص مظاهر تبرّج المرأة بأهمّ المظاهر الآتية:[7]

ورد تحريم التبرُّج تحريماً قطعيّاً في الشّريعة الإسلاميّة، بل إنَّ الله تعالى قد قرَن التبرّج بالجاهليّة الأولى وأهلها الذين لا علم عندهم ولا دين؛ للدِّلالة على تحريم التبرُّج، وأنّه من الجاهليّة وليس من أفعال المؤمنين والمؤمنات الطّاهرين والطّاهرات العالمين بمساوئ التبرّج، وآثاره، ونتائجه التي تُفسِد المجتمع، وتؤدّي إلى الإباحيّة والزِّنا.[8]

أدِلّة القرآن الكريم

من الأدلّة على تحريم التبرُّج في القرآن الكريم ما يأتي:

أدِلّة السُّنة النبويّة

من الأدلّة على تحريم التبرُّج في السُّنة النبويّة ما يأتي:

المراجع

  1. ↑ سورة النساء، آية: 78.
  2. ↑ بكر أبو زيد (2000م)، حراسة الفضيلة (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار العاصمة، صفحة: 105-107، جزء: 1.
  3. ^ أ ب سورة الأحزاب، آية: 33.
  4. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (1419هـ)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة: 363-364، جزء: 6.
  5. ↑ مجموعة من أهل العلم (10-6-2007م)، "معنى: تبرّج الجاهليّة الأولى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2017م.
  6. ↑ جلال الدين السيوطي، الدر المنثور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الفكر، صفحة: 602، جزء: 6.
  7. ↑ بكر أبو زيد (2000م)، حراسة الفضيلة (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار العاصمة، صفحة: 108، جزء: 1.
  8. ↑ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (2000م)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (الطبعة الأولى)، السعوديّة: مؤسسة الرّسالة، صفحة: 663، جزء: 1.
  9. ↑ سورة الأحزاب، آية: 32-33.
  10. ↑ سورة الأحزاب، آية: 59.
  11. ↑ سورة النور، آية: 30-31.
  12. ↑ رواه ابن العربيّ، في عارضة الأحوذي، عن ميمونة، الصفحة أو الرقم: 3/97، المعنى صحيح.
  13. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2128 ، صحيح.
  14. ↑ عبد الله العقيل (1-7-2008م)، "حول تحريم التبرّج"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2017م.