-

أين ظهرت الفلسفة ومتى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الفلسفة

اشتقت كلمة الفلسفة من الكلمة اليونانية فيلوسوفيا، والتي دخلت إلى اللغة العربية في عهد الترجمة، وتعني حب الحكمة، و طلب المعرفة، والبحث عن الحقيقة، فهي تدل على نشاط الإنسان القديم في ممارسة نظرية عُرفت في المجتمعات، والثقافات البشرية المتنوعة منذ العصور القديمة، وسنعرفكم في هذا المقال على مكان، وزمن ظهور الفلسفة، والأسباب التي جعلتها تظهر في اليونان قبل غيرها من الشعوب، وتاريخها.

أين ظهرت الفلسفة ومتى

ظهرت الفلسفة لأول مرة في أيونا الواقعة على شاطئ آسيا الصغرى، وكان ذلك في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت أيونا على علاقة قوية بثقافات الشرق، وكان سكانها يبرعون في ركوب البحر، وتُعد أيونا المكان الذي وُلد فيه هوميروس الذي كتب ملحمتي الإلياذة، والأوديسة، وبعد ذلك تطورت الفلسفة في منطقة صقلية قبل أن تشتهر، وتزدهر في أثينا.

أسباب ظهور الفلسفة في اليونان أولاً

  • ظهور الكتابة؛ حيث تتميز الكتابة بنصها المُوثق، والدقيق، والحازم، أما الكلام الشفوي فهو مُعرض للتحريف، والتردد، والتأثير العاطفي، لذا فبالرغم من كون أفلاطون فيلسوفاً مُحاوراً فإننا لا نعرف غير سقراط الذي قدمه أفلاطون في محاوراته.
  • حدوث تقسيم اجتماعي للعمل سمح للمواطنين الأحرار بالتأمل، والتفكير، أما طبقة العبيد فهي تُمارس الأعمال اليدوية.
  • انتشار العلم الذي شكل قاعدة قوية للفلسفة.
  • التفاعل مع ثقافات الشرق الأخرى، ومنها: حضارة مصر، وبلاد ما بين النهرين، حيث برزت أول مدرسة للفلسفة في مدينة ملطية الموجودة خارج بلاد اليونان الأصلية، أي على أطراف اليونان، وكانت عبارة عن مُستعمرة واقعة في الوقت الحالي على ساحل تركيا، حيث توجد كل من قبرص وفينيقيا في جنوبها الشرقي، وبحر إيجة، والبحر الأسود في شمالها، أما في غربها فتوجد اليونان الأصلية، وجزيرة كريت، ونستنتج من ذلك بأن ملطية تقع في مكان خصب التفاعلات.
  • البحث عن النظام والحدود، وعدم تقبل العشوائية ورفضها، لذا فإنّ ظهور الفلسفة ارتبط بالثنائيات، كالحقيقة والخطأ، والانسجام والتنافر، والخير والشر، والفوضى والنظام.
  • وجود الشجاعة الفكرية التي تدفع إلى الغوص في عوالم اللغة، وطرح التساؤلات.
  • التحرر من المعتقدات الأسطورية والدينية، وتفتح المدارك العقلية.
  • التخلص من التسلط السياسي.

تاريخ الفلسفة

قسم الغربيون التاريخ الفلسفي إلى تاريخ شرقي وغربي، فالفلسفة الشرقية هي التي انبعثت من دول الشرق الأقصى، وخاصة الهند، واليابان، والصين، وتأخذ فلسفتها الطابع الديني، والروحاني أكثر من العقلاني، أما الفلسفة الغربية فتُقسم إلى فلسفة قديمة أي إغريقية، وفلسفة العصور الوسطى، وفلسفة حديثة.

أما إنتاجات الفلاسفة المسلمين فينظر الغربيون لها على أنها منقولة عن الفلسفة الإغريقية، وليس لها أي إنتاج فعلي، وتواصلت هذه النظرة إلى أن شهد العالم العربي نهضة فلسفية هدفها إعادة بناء النهضة بنقد التراث العربي.