-

من هو مؤسس مدينة فاس المغربية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة فاس المغربية

تشغل مدينة فاس حيزاً يمتد إلى 500 كم² في الجزء الشمالي من وسط المملكة؛ وتُشرف على الطريق الواصل بين ساحل المغرب على المحيط الأطلسي ووسطه؛ وتحظى المدينة بأهمية كبيرة نظراً لموقعها المميز، وتعتبر مدينة فاس الرابعة على مستوى المملكة المغربية من حيث التعداد السُكاني؛ حيث تشير إحصائيات التعداد السُكاني لعام 2014م إلى أن عدد سُكانها قد تجاوز المليون ومئة ألف نسمة.

تعتبر مدينة فاس من المدُن قديمة النشأة؛ حيث يقدر عمرها بنحو 1209 سنة تقريباً؛ حيث أسسها الحاكم الثاني في دولة الأدارسة إدريس الثاني في سنة 182م، واتخذوا منها عاصمةً لهم.

إدريس الثاني مؤسس مدينة فاس

إدريس الأزهر بن إدريس الأول بن عبدالله الكامل هو مؤسس مدينة فاس، وهو ثاني حاكم مُسلم في دولة الأدارسة، وُلد في الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 793م في المغرب؛ وترعرع يتيم الأب الذي اغتيل مسموماً من الخليفة هارون الرشيد سنة 177م.

يشير تاريخ حياة إدريس الثاني إلى أنه نشأ على يد مولاه راشد؛ وبقي الأمر كذلك حتى بلوغه سن الحادية عشرة من عُمره؛ فدبّر الخدم مكيدة للمولى راشد وقتلوه، وجاء ذلك بالتعاون مع أمير أفريقيا للعباسييّن إبراهيم بن الاغلب في مطلع شهر ربيع الأول عام 188هـ، وانتقل بعدها إدريس الثاني إلى عهدة أبي خالد يزيد بن إلياس العبدي ليتولى مسؤولية تدبر أموره، وبقي كذلك حتى يوقع للإمارة.

تعليم إدريس الثاني

لإدريس الثاني صيت عطر من حيث التربية والعلم؛ حيث كان راشد يكرس حياته له لتنشئته تنشئة حسنة؛ فكان يسهر الليالي ليربيه أفضل تربية، حتى أصبح عارفاً للفقه والسنة ومتمكناً منهما؛ ومميزاً بين الحلال والحرام وفصول الأحكام؛ وجاء ذلك كله ليكون مُرشحاً لمنصب الإمامة الذي يشترط عمق المعرفة، والدقة بالعلوم الدينية واللغة العربية؛ فكان حافظاً للقرآن الكريم، وعالماً بالسنة، والفقه، والنحو، والحديث الشريف، وأمثال العرب والسير، والسياسات؛ كما كان يتقن ركوب الخيل، ورمي السهام، وتدبير مكائد الحرب.

ولاية إدريس الثاني

عند انتقال إدريس الثاني إلى عهدة أبي خالد يزيد بن إلياس العبدي، حرص الأخير على أخذ البيعة من كافة القبائل الأمازيغية؛ وبالفعل حدث ذلك في مطلع شهر ربيع الأول عام 188هـ، وكان حينها إدريس ابن إحدى عشرة سنة وخمسة أشهر، إلا أنه لم يستلم مباشرة شؤون الدولة إلا بعد عام 190هـ، وكانت أولى أعماله في الحكم هي: نقل العاصمة من وليلي إلى مدينة فاس.

تمكنت الدولة الفتية بفعل حنكته وشجاعته من التصدي للصدمات والمكائد التي أحيكت لها، فاكتسبت سمعة حسنة بين مختلف بلاد الإسلام؛ مما ساهم في توافد المهاجرين من أفريقيا والأندلس إليها؛ وخاصة من القرطاس.

وفاة إدريس الثاني

انتقل السلطان إدريس الثاني إلى جوار ربه في الثاني عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 213هـ؛ بعد شرقه بحبة عنب يقال بأنها مسمومة؛ ووارى جثمانه ثرى مدينة فاس عن عمر يناهز ستة وثلاثين عاماً.